الثلاثاء ٢ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم زاهية بنت البحر

إنصافٌ وإبخاسٌ

يَا حَائِرَ النَّفْسِ، صُنْهَا دُوْنِ اِتعاسِ

وارْفقْ بشهْقَتِهَا من حرِّ أنفاسِ

واضْبطْ هواها وجَاهِدْ كَي تخلِّصَها

مِنْ ظُلمِها الذَّاتَ قبْلَ الظُّلْمِ بالنَّاسِ

وانْظرْ إليْها بعَيْنٍ لسْتَ تُغْمِضُهَا

عنْها، وَكُنْ حَازِمًا بالجِدِّ والبأسِ

فالنَّفْسُ في ذَاتِهَا تَرْعَى بِلا وَجَلٍ

يَقُوْدُ دَفتَها شَيْطَانُ أَهْجَاسِ

يَمْشِي بِها طِفْلَةً نَحْوَ الهَلاكِ فلا

وَعيٌ يُبَاعدُهَا عَنْ دَرْبِ خَنَّاسِ

شَقِيْةً قَدْ غَدَتْ عَوْرَاءَ تَائِهَةً

عَرْجَاءَ خَانِعَةً تَقْضِيْ بِإفْلاسِ

والنَّاسُ مِنْ حَوْلِها مَاهَمَّهُمْ سَخَطٌ

مِنَ الإلَهِ عَلَى مَنْ نَفْسَهُ نَاسِي

تَرَى ابْتِسَامَتَهُمْ فِيْ وَجْهِ إِخْوَتِهمْ

بَهَا النِّفَاقُ بِأَنْجَاسٍ وأرجَاسِ

فَمَنْ ترَاهُ بِيَوْم البَعْثِ يَنفَعُهَا

مِمَن بِهِم قد غدَتْ مِنْ غَيْرِ إِحْسَاسِ؟

يَا حَاضِنَ النَّفْسِ لا تَتْبَعْ أَوَاَمِرَها

واجْعَلْ لها عُهْدَةً في خَيْرِ حُرَّاَسِ

يقوِّمُوْنَ اعْوِجَاَجًا إِنْ أَلَمَّ بها

ضمائرُ الصَّدقِ ما نامتْ بإخراسِ

فما عَرفْتُ صَدِيْقًا بالتُّقَى وَرِعًا

يُغْضِيْ عَنِ الحّقِّ عَيْنًا قَصْدَ إبخاسِ؟

وإنَّمَا البَخْسُ مِمَنْ قَدْ تَظُنُّ بهِم

خَيرًا، ولَكِنَّهُمْ مِنْ قومِ أخْيَاسِ

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى