الخميس ١٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٠
بقلم حاتم جوعية

إنَّ الروحَ هائمةٌ

لقد أعجبني هذا البيت من الشعر المنشورعلى صفحة أحد الأصدقاء في الفيسبوك، وهو:

(فكُنْ بقربيَ إنَّ الروحَ هائمةٌ رغمَ الهمومِ إذا لاقتكَ تبتسمُ)

فنظمتُ هذه القصيدة الشعريَّة ارتجالا ومعارضة لهذا البيت:

أنتِ الهوى والمُنى والشعرُ والنغمُ
العيشُ طابَ وكلُّ الكونِ يبتسمُ
أنتِ النعيمُ لقلبي والحياةُ لهُ
معًا سَمَونا مع الأنوار نلتحِمُ
الحُبُ نورٌ وهديٌ للألى خلدُوا
تاريخهمْ بحروفِ النورِ قد رسمُوا
الحُبُّ إكسيرُ روحٍ شعَّ جوهرُهَا
معِ الملائكةِ الأطهارِ تنسَجمُ
الحُبُّ نارٌ ونورٌ للالى ارتفعُوا
وفي سماءِ العُلا يبقى مكانُهُمُ
الحُبُّ دومًا على الطغيانِ مُنتصرٌ
بالحبِّ يرتدعُ الأشرارُ والطغمُ
وباذلُ النفسِ من أجل الحبيبِ سمَا
هُوَ النبيِّ بعصر ٍ سادَهُ الظلمُ
ونحنُ في عصرِ طغيانٍ لقد نفقتْ
فيهِ المبادىءُ والأخلاقُ والقيَمُ
وعصرُنا عصرُ كفر فيهِ قد سقطتْ
تلكَ النفوس..تساوى الناسُ والبُهُمُ
أضحى الشّريفُ ذليلا، عيشُهُ ألمٌ
وسادَ في عصرنا الرِّعديدُ والبَجَمُ
وإنّني عن خطى الأوغادِ في بعُدٍ
أنا لربّي ومهما استفحلَ الألمُ
الحُبُّ والسلمُ نهجي،الدَّهرَ، أسلكهُ
مَنْ يتبع الحقَّ لا يُطوى لهُ علمُ
هذي حياتي لأجلِ الربِّ أبذلهَا
لا أحفلُ الموتَ والأهوالُ تحتدمُ
عرشُ الفنونِ لقد شَيَّدتُهُ بدمي
شعري المُخلّدُ كم تاهَتْ بهِ أمَمُ
وشعريَ التبرُ والياقوت موقعُهُ
والماسُ والدُّرُّ إلا أنّهُ كلمُ
قد يعجزُ المُتنبِّي أن يُعارضَهُ
وكلُّ مَنْ خُلدُوا للشعرِ قد نظمُوا
كلُّ الجَهابذةِ الأفذاذِ لي شهدُوا
ربُّ القريضِ وإنِّي الفارسُ العلمُ
فوقَ المجرَّةِ قد أرسلتُ قافلتي
المجدُ قبَّلني والعزُّ والشَّمَمُ
والخيرُ يرفلُ في دربي ويتبعني
كلُّ الاشاوسِ، يسمُو العزمُ والهمَمُ
جوائزُ الذلِّ والتّطبيعِ أرفضُهَا
مصيرُ مَن نالهَا الإذلالُ والنَّدَمُ
الحرُّ والشَّهمُ والمقدامُ ينبذها
ثمَّ المبادىءُ والأخلاقُ والكرَمُ
هذي جناني مدى الأزمانِ وارفةٌ
كلُّ الينابيع تجري ماؤُها شبِمُ
أنا أحبُكِ يا عُمري ويا فرحي
مُستقبلي أنتِ والأنفاسُ والنَّسمُ
وأنتِ أنتِ مدى الأيامِ مُشرقةٌ
زادُ المُتيَّمِ، أنتِ الفجرُ والحُلمُ
لولاكِ أنتِ حقولُ الروحِ مُقفرةٌ
على سُهوبِ المُنى لا تمطرُ الدّيَمُ
أبقى أحبُّكِ يا سُؤلي ويا أملي
وفي الوصالُ يكونُ الرَّغدُ والنعمُ
أنتِ النعيمُ لقلبي والحياةُ لهُ
معًا سمونا مع الأنوارِ نلتحمُ
حبيبةَ القلبِ إنَّ الروحَ هائمةٌ
وفيكِ أنتِ جراحُ الدَّهرِ تلتئِمُ
أشواقنا في الهوى تبقى مُؤجَّجَةً
دومًا براكيننا نيرانُها حِمَمُ
لا كانَ خطبا ولا همًّا يُفرِّقُنا
ففي البعادِ يكادُ القلبُ ينقصمُ
يبقى هوانا مدى الأزمانِ مُؤتلقًا
وكم غرامٍ طواهُ اليأسُ والعَدَمُ
أبقى وفيًّا لعهدٍ لستُ أنكثهُ
لوِ النجومُ بهذي الأرضِ ترتطمُ
أبقى وفيًّا لآرائي وَمُعتقدي
حتى يُعانقَ جسمي التّربُ والرّدمُ
ميتافيزكيا وُجودِ الخلقِ مُنطلقي
وراءَ حُجبِ الدًّنى ما زلتُ أقتحمُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى