الخميس ١٢ أيار (مايو) ٢٠٢٢

اختتام فعاليات المهرجان الوطني للموسيقى والتربية

عبد الرزاق القاروني

أسدل الستار، يوم السبت 07 ماي 2022، على فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للموسيقى والتربية، دورة عميد الأغنية المغربية الفنان والموسيقار عبد الوهاب الدكالي، المنظمة من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش-آسفي، على مدى يومي 06 و07 ماي 2022 بمؤسسة العراقي النخيل بمراكش، تحت شعار: “التربية الموسيقية رافعة لتحقيق نهضة تربوية رائدة لتحسين جودة التعليم”.

ويندرج تنظيم هذه الدورة، في إطار تنزيل مقتضيات القانون الإطار 51.17، المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، خصوصا المشروع رقم 10 حول الارتقاء بالحياة المدرسية، في هدفه الثاني الذي يروم حفز التفتح واليقظة لدى التلميذات والتلاميذ، ويأتي تنظيمها، أيضا، في سياق تفعيل الإطار المرجعي للتشبيك الموضوعاتي في المجالات الثقافية والفنية والإبداعية بين الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.

وفي الحفل الختامي لهذا المهرجان، ألقى عزيز نحية، مدير التعاون والارتقاء بالتعليم المدرسي الخصوصي والتعليم الأولي، المكلف بالحياة المدرسية، كلمة افتتاحية، باسم الوزارة، قال فيها إنه سعيد لحضور هذا المهرجان، ومعانقة إبداعات تلميذات وتلاميذ الأندية التربوية الممثلة لمجموعة من المؤسسات التعليمية المنتمية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، والمؤطرة، بشكل وازن، من طرف الأطر التربوية والإدارية، معربا عن تهانيه الحارة لهؤلاء التلامذة على التتويج، الذي حصلوا عليه في جميع المراحل السابقة، والذي أهلهم لهذه المرحلة النهائية.

وأضاف أن الاهتمام بمجال الموسيقى، يأتي تفعيلا للمرجعيات المؤطرة للإصلاح التربوي الشمولي المنشود، وفي مقدمتها القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وما انبثقت عنه من إستراتيجيات وخطط عمل إجرائية ومبتكرة، مبرزا أن هذا الإطار قد تبلورت في سياقه آلية التشبيك الموضوعاتي، باعتبارها آلية للتنسيق وتبادل الخبرات بين الأكاديميات، والذي يمكن من الارتقاء بمجال الحياة المدرسية، والمساهمة في بناء مدرسة مغربية مواطنة ومنصفة ودامجة مفعمة بالحيوية والدينامية، وقادرة على إحداث النهضة التربوية التي جاء بها النموذج التنموي الجديد، وموضحا أن التشبيك الموضوعاتي قد راعى الخصوصيات الجهوية في اختيار المحاور، ومكن من توسيع المشاركة والانخراط، حيث أصبحت المشاركات التلاميذية والتباري والتتويجات في تزايد مضطرد.

وبدوره، تناول الكلمة مولاي أحمد الكريمي، مدير الأكاديمية، مشيرا أن كلمته لن تكون كلمة أكاديمية، وإنما كلمة وجدانية نابعة من القلب، حسب تعبير آنس الملحوني، مقدم ومنشط فقرات هذا الحفل، ومؤكدا أن المهرجان قد كبر وتطور، ما يستدعي مواكبته، وفق متطلباته وانتظاراته، وشاكرا الوزارة التي عززت هذا الورش، عبر مأسسته في إطار التشبيك الموضوعاتي.

ثم ذكر بالشخصيات الفنية التي تم تكريمها في الدورات السابقة للمهرجان، بدءا بالفنان والملحن عبد الله عصامي، سنة 2019، خلال الدورة الأولى، ومرورا بالملحن والمؤلف الموسيقى ورئيس الجوق الملكي أحمد عواطف، سنة 2021، أثناء الدورة الموالية، وانتهاء بالموسيقار وعميد الأغنية المغربية عبد الوهاب الدكالي، المكرم برسم هذه الدورة.

وعن بدايات المهرجان، قال مدير الأكاديمية إن تنظيم هذا العرس الفني قد تشكلت إرهاصاته الأولى، خلال لحظة تاريخية مفصلية، سنة 2017، التي تؤرخ لعودة المغرب إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي، والتي كانت خلالها الأكاديمية تستعد للاحتفال بهذا الحدث الهام، فكانت الانطلاقة من مؤسسة فدوى طوقان بمراكش، التي كانت تتوفر، وقتئذ، على مدير فنان، أنشأ كورالا تغنى بأمجاد الوطن، عبر أغان ملحمية مبدعة، ومن تم بدأت فكرة تنظيم المهرجان الجهوي للموسيقى والتربية، ليصبح فيما بعد مهرجانا ذا بعد وطني، يتمتع بالقوة والإشعاع، ما يستدعي ترصيد منجزاته، وكسب مختلف رهاناته.

ومن جانبه، ألقى المحتفى به، أيقونة وعميد الأغنية المغربية عبد الوهاب الدكالي، كلمة، بالمناسبة، تشي بالفنان المثقف والعالم، المسكون بالفعل الإبداعي، والمواكب للحركة الفنية والموسيقية عبر العالم، أشار من خلالها أن شعار هذه الدورة يؤكد على جودة التعليم عبر مدخل الموسيقى، مبرزا أن، من الأشياء الأولى، التي خلقها الله سبحانه وتعالى في الكون هي الموسيقى، عبر أصوات بعض الظواهر الطبيعية والعصافير والحيوانات، مشيرا إلى التأثير القوي للموسيقى على نمو النبات، وفق تجارب علمية، في هذا المجال، ومؤكدا، حسب تعبير المثل الفرنسي، على الدور الكبير للموسيقى في تهذيب النفوس والرقي بطباع البشر.

عقب ذلك، أثنى المحتفى به على منظمي المهرجان، وعلى الاختيار الوجيه والصائب لشعاره، منوها بالأداء الفني والموسيقي للتلميذات والتلاميذ المشاركين في هذا العرس التربوي، وكذا بمبدعي "ملحمة الأمل"، التي جاءت عملا فنيا متكاملا ومتناغما، من حيث الشعر والتلحين والإخراج، شاكرا للمنظمين حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.

وعرف هذا الحفل الباذخ تقديم مجموعة من الفقرات التوثيقية والتنشيطية، تمحورت حول أداء تلميذة لأغنية من الريبرتوار الغربي، وتقديم معزوفات موسيقية، من طرف الفرقة الموسيقية التلاميذية لمؤسسة التفتح مولاي إسماعيل للتربية والتكوين بإقليم قلعة السراغنة، بتأطير من الأستاذ خليل ملوك، وكذا عرض فيديو تربوي عن "ملحمة الأمل"، التي تم إنتاجها، خلال جائحة كورونا، من شعر إسماعيل زويريق، ولحن وتوزيع موسيقي للفنان خالد بدوي، المفتش الجهوي التخصصي للتربية الموسيقية، على صعيد الأكاديمية، وتصميم وخطوط وإخراج محمد بديع البوسني، ومشاركة ما يزيد عن 150 موسيقيا من مختلف الأكاديميات، على صعيد الوطن، إضافة إلى تقديم بورتريه سمعي- بصري عن المسار الغني والمتنوع للموسيقار المتفرد والمتعدد عبد الوهاب الدكالي، الذي بصم الأغنية العربية والمغربية بميسم خاص.

إلى ذلك، شهد هذا الحفل تقديم جوائز وشهادة تقدير للفنان المحتفى به، وتوزيع الجوائز والشواهد على التلميذات والتلاميذ الفائزين في مختلف الأصناف الغنائية والموسيقية، من غناء عربي، وغناء أمازيغي، وغناء حساني، وغناء غربي، علاوة على العزف على الآلات الموسيقية، حيث فاز بالمرتبة الأولى، في صنف الغناء العربي، التلميذ لؤي بن كيران عن أكاديمية جهة مراكش- آسفي، بينما فازت بالمرتبة الأولى مناصفة، في صنف الغناء الأمازيغي، كل من التلميذة فاطمة الزهراء شاطا، عن أكاديمية جهة العيون-بوجدور- الساقية الحمراء، والتلميذة هاجر العود، عن أكاديمية جهة مراكش- آسفي. أما المرتبة الأولى، في صنف الغناء الحساني، فقد عادت لملاك هيا، عن أكاديمية جهة سوس- ماسة، في حين توجت مناصفة، بالمرتبة الأولى في صنف الغناء الغربي، كل من التلميذة فاطمة الزهراء جديوي، عن أكاديمية جهة الدار البيضاء- سطات، والتلميذة ضياء سيف الإسلام، عن أكاديمية جهة مراكش- آسفي. وفي الأخير، توج التلميذ يحيى بولحاج، عن أكاديمية جهة مراكش- آسفي، بالمرتبة الأولى في صنف العزف على الآلات الموسيقية.

وفي الختام، تم توزيع دروع المهرجان والشواهد التقديرية على مختلف الشركاء والداعمين للمهرجان، الذي عرف حضور العديد من الفاعلين في منطومة التربية والتكوين، وممثلي جمعيات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام الوطنية والجهوية والمحلية.

ويذكر أن هذه النسخة من المهرجان تروم تكريس الدور الطلائعي الذي تحظى به التربية الفنية والموسيقية في ضمان نمو وبناء الشخصية المتوازنة والمنفتحة للمتعلمات والمتعلمين، وتثمين وظيفة مؤسسات التفتح للتربية والتكوين، والمساهمة في إشعاعها، والارتقاء بالحس الجمالي والذوق الفني للمتعلمات والمتعلمين، والمساهمة في اكتشاف المواهب الصاعدة في مجال الموسيقى والغناء، وتفعيل دور الأندية الموسيقية، وتقوية قدرات المنشطين والمستفيدين منها، إضافة إلى المساهمة في انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها السوسيوثقافي.

عبد الرزاق القاروني

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى