الأغنية التي لم تقدمها أم كلثوم

أم كلثوم بجانب مرضها كانت تفكر في أغنية جديدة تؤديها بمناسبة نصر أكتوبر فطلبت من الشاعر صالح جودت أن يكتب لها أغنية للاحتفال بنصر أكتوبر وأن ينتهي من كتابتها قبل عودتها من الخارج وفور وصولها مصر اتصلت بصالح جودت فقدم لها الكلمات وقبل وفاتها كان رياض السنباطي في زيارة لها فجلس إلى جوارها على الكنبة التي اعتادا الجلوس عليها وأعطته أم كلثوم أغنية صالح فأخذ منها الورقة وقال لها أنه لايستطيع أن يلحنها في أسبوع والحقيقة أنه حاول الهروب من التلحين لأنه لاحظ ضعف أم كلثوم ورجفة يديها وهى تعطيه الورقة وأيضا صوتها ليس هو الذي يعرفه ولكن أم كلثوم قالت له : حاول وفكر وعيش في الكلمات يمكن وحاول يارياض .. ولكنه لم يحاول لأنه عرف إنها لن تغنيها وتقول كلمات الأغنية :

قيدوا شموع العيد وغنوا لمصر
وادعوا لها دايما بالعلا والنصر
الله يزيدك منزلة يامصر
ياللي شبابك من جنود الله
والحرب في قلوبهم صيام وصلاة
ودمهم عند الشهادة زكاة
زي اللي عزوا الدين في غزوة بدر
طول عمرهم أحرار ولاد أحرار
متسلحين بالعزم والإصرار
ساعة مانداهم منادي التار
قاموا في شهر الصوم وعدوا البحر
وقالوا دا احنا نموت وتحيا مصر
الله يزيدك منزلة يامصر
ياللي نصرتونا وكسرتوا السور
يالله اعبروا بنا للحياة والنور
خلوا العمل يطرح أمل وزهور
والعلم ينقلنا لأجمل عصر
تبقي رايتنا أعلى م الأهرام
تحمي العروبة وتنصر الإسلام
ونعيش حياتنا في أمان وسلام
ونقول لكم ياللي صنعتوا الفجر
حتسوى إيه الدنيا من غير مصر
الله يزيدك منزلة يامصر
ياللي رفعت الراية بسم الله
ووهبتنا بعد الهزيمة حياه
وطويت ليالي الذل والمأساة
في ليلة كانت من ليالي القدر
إيدك في إيدنا نكمل المشوار
يا بالسلام يا بالحديد والنار
ندر علينا نمحي يوم العار
وكلنا حالفين نوفي الندر
ونرد لولادنا كرامة مصر
الله يزيدك منزلة يامصر.

الله يزيدك منزلة يامصر القدر لم يمهل أم كلثوم لغناء هذه الأغنية ففي صباح يوم 22 يناير عام 1975 أعلنت الصحف نبأ مرض أم كلثوم وكانت الإذاعة تستهل نشرتها بالنشرة الطبية عن أم كلثوم وعرض الناس التبرع بالدم لأم كلثوم ويوم 3 فبراير 1975 قطعت الإذاعات في مصر ودول العالم جميع برامجها وأذاعت نبأ وفاة أم كلثوم.