الأحد ٢٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

الإرادة تصنع المعجزات

الأمل هو وقود الحياة والإرادة الحرة تصنع المعجزات فهاهى (هيلين كيلر) التى قدمت للبشرية درسا عمليا فى الأمل الذى قهر العجز والإرادة التى حولت اليأس إلى واقع ملموس فقد ولدت بولاية (الاباما) الامريكية وقبل أن تكمل عامها الاول بدات تمشى وتنطق ببعض الكلمات ولكن عندما بلغت الشهر التاسع عشر أصيبت بحمى أفقدتها البصر والسمع والكلام وكانت تتدرك الاشياء باللمس والشم وعندما بلغت عامها الخامس اقبلت على التعليم بطريقة (بريل) واظهرت تفوقا مذهلا ونبغت فى الجبر والهندسة واللغة الألمانية واللاتينية والادب والكتابة وخلال دراستها الجامعية أصدرت كتابيها (قصة حياتى _ التفاؤل) واكدت على أن (من يريد أن يحصل المعرفة الحقة ينبغى أن يتسلق الجبل وحده) وفى مذكراتها قالت (لقد تعثرت مرارا ووقعت لكنى كنت اقف على الفور واتخطى العقبات)
وهاهو (البرت إينشتين) صاحب نظرية النسبية التى هزت العالم.. فى شبابه تقدم إلى معهد ميوينخ الفنى ولكن المعهد رفضه بحجة انه لايبشر بالخير فاضطر للعمل كساع للبريد حتى يواصل دراسته لعلم الفيزياء الذى يعشقه حتى توصل لنظريته التى وضعته فى سجل العلماء النابغين

أما الموسيقار العالمى (بيتهوفن) فقد أصيب بالصمم ولكنه لم يتوقف أو ييأس بل واصل أبداعه وقدم موسيقاه التى مازالت تسعد العالم

و(إميل زولا) فى تعليمه الاولى أعطاه مدرس الأدب الفرنسى (صفرا) ولكن هذا الصفر لم يمنع تفوقه وواصل علمه وأبداعه إلى أن أصبح من أعظم أدباء فرنسا

أما(رديارد كبلينج) فى شبابه تقدم إلى إحدى الصحف الإنجليزية ليعمل محررا ولكن رئيس تحرير تلك الصحيفة رفضه بحجة انه لايجيدأستخدام اللغة الإنجليزية ولكن (رديارد) فيما بعد حصل على جائزة نوبل فى الادب

وعميد الأدب العربى (طه حسين) فقد بصره وهو طفلا ولكنه أصر على التعليم حتى أصبح أستاذا فى الجامعة ثم وزيرا للتربية والتعليم بمصر وقدم للمكتبة العربية مجموعه من الكتب الخالدة واكد على (ان التعليم كالماء والهواء للناس.. كل الناس)

وفنان مصر والعالم العربى (عبد الحليم حافظ) كان ينزف الدم ولكنه ماغاب يوما عن ادااء دوره الفنى والوطنى وعاشت أغنياته حتى يومنا هذا خالدة خلود الزمن فى وجدان الانسانية

والبطل (عبد الجواد محمد مسعد سويلم) عشق مصر والوطن منذ نعومة أظافره ففى طفولته كان يقوم بعمليات بطولية ضد قوات الاحتلال وعندما التحق بالخدمة الوطنية تم توزيعه على سلاح الصاعقة وفقا لرغبته وتدرب مع الابطال وقام اثناء معارك الاستنزاف والتى بدأت بعد هزيمة 1967 بتنفيذ 18 عملية عبور خلف وداخل خطوط القوات الاسرائيلية ودمر 16 دبابة و11 مدرعة و2 عربة جيب و2 بلدوزر و6 طائرات واتوبيسا من القوات الاسرائيلية واصيب بصاروخ اسرائيلي ففقد ساقه اليمنى وايضا اليسرى كما بتر ساعده الايمن وفقد عينه اليمني وبعد تركيب الاطراف الصناعية رفض الخروج من الخدمة العسكرية وواصل كفاحه وعبر مع القوات المصرية قناة السويس في معارك اكتوبر 1973

هذا على مستوى الأفراد.. أما اذا نظرنا إلى تجربة الامم والشعوب فسوف نجد اليابان مثالا للعبقرية والتحدى فبعد معاناتها من ويلات القنبلة الذرية صممت على التقدم والازدهار برغم أن الخبراء اكدوا على استحالة وجود اللون الاخضر على ارضها.. ولكن من منا لايقدر تقدم اليابان ونهضتها العظيمة؟

وقبل كل هذا وذاك لنا فى خير البرية (محمد) صلى الله عليه وسلم الاسوة الحسنة فقد رفض مغريات الحياة الدنيا لاداء رسالته وقال لعمه مقولته التى مازال صداها يرن فى سمع الزمان (والله ياعم لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على أن اترك هذا الامر ماتركته)
فياصديقى: لاتقل انا ضعيف.. فالايمان هو الامل
لاتقل لامحالة فغدا سوف تشرق الشمس من جديد


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى