الاثنين ١٠ نيسان (أبريل) ٢٠٢٣
بقلم محمد خميس محمد سرور

البامبو لا يمكنه أن يلعب بالكرة

قصة للأطفال

قصة للأطفال من سن السادسة إلى تسع سنوات

(1)

في إحدى الغابات البعيدة، وفي يومٍ ما، انشقت الأرض عن أحد نباتات «البامبو» الصغيرة.. تلفتت النبتة الصغيرة يمينًا وشمالًا فرأت أشجارًا في مثل شكلها، لكنها عالية جدًّا.. تعجبت نبتة «البامبو» من حجم الأشجار العالية.

حزنت الصغيرة، وقالت:

لِمَ أنا صغيرة هكذا وكل الأشجار حولي عالية جدًّا؟

(2)

وفي مرة, وجدت النبتة بعض الأطفال يقذفون الكرة لبعضهم البعض، وقفت تراقبهم بفرح، لم تكُن الصغيرة تعرف أن تلعب الكرة، لكنها تمنت أن تشاركهم تلك الفرحة، فنادت عليهم وقالت:

 يا صغار، دعوني ألعب معكم.

ولكن لم يرد عليها أي أحد من الأطفال.

(3)
حاولت الصغيرة أن تتقدَّم هي إليهم، لكنها عجزت عن التحرُّك خطوة واحدة. فقالت في دهشة:

 ما هذا؟ من الذي يمسكني من الأسفل؟!

(4)

يئست النبتة من محاولة المشي، ووقفت حزينة وهي تقول:

 لماذا لا أستطيع الحركة؟ أنا كائن حي، مثلي مثل الأطفال. لماذا لا يمكنني اللعب مثلهم؟
ولم يرد عليها أحد، فجلست تبكي بحزن.

(5)

وهنا سمعتها إحدى أشجار «البامبو» العالية، فدنت منها وقالت لها:

 نبتة «بامبو» جديدة؟! متى خرجتِ أيتها الصغيرة؟ أنا العم «فارع»، أقدم شجرة «بامبو» هنا.. أهلًا بك في عالم «البامبو» الكبير.

قالت الشجرة الصغيرة:

 أهلًا بك أيها العم، أنا سعيدة لأني وسطكم، لكني أيضًا حزينة.

لأني ثابتة في الأرض، ولا أستطيع الذهاب إلى هنا أو هناك؟

(6)

فضحك كل الشجر من حولها وقال العم «بامبينو»:

 هاهاها.. شجرة طريفة.. أنتِ ثابتة هكذا يا صغيرة لأن جذورك ممتدة في الأرض لمسافات بعيدة.. أنتِ عمرك أربع سنوات ولكن لا تشعرين بذلك، لأنك خرجتِ برأسك إلى الحياة اليوم فقط.

(7)

نظرت الشجرة إلى أعلى، فرأت بين الأشجار الكثيرة بقعًا زرقاء بعيدة، عرفت أن هذه هي السماء، فتساءلت في نفسها:

 هل سأصل إلى هذه السماء ذات يوم؟

(8)

في الصباح التالي، فوجئت الشجرة الصغيرة أن ساقها نمت وارتفعت عن الأرض بمقدار 90 سنتيمترًا. وأخذت تنظر حولها فرأت أشياءَ لم ترَها بالأمس، رأت على مسافةٍ بعيدة أشجارًا أخرى ملونة. فرحت الشجرة بطولها الجديد وشكرت الله لأنه عوَّضها عن حزنها.

(9)

في الصباح التالي، فوجئت الشجرة أيضًا بأن طولها ازداد بمقدار 90 سنتيمترًا مرة أخرى.. لم تصدق الشجرة نفسها من الفرح، ونظرت حولها مرة أخرى، فاكتشفت أشياءَ جديدة، رأت على بُعدٍ بحيرةً زرقاء جميلة، وبعض البط يسبح فيها.

(10)

فأخذت الشجرة تتعجب من ذلك العالم الملون حولها وهي تردد:

 يا له من عالم جميل، لقد أحببته جدًّا.

(11)

وظلت الشجرة تنمو حتى وصلت إلى مثل طول العم «فارع» وباقي الأشجار، قال لها العم «فارع»:

 أنتِ الآن اكتمل نموك، لن تكبري أكثر من ذلك.

(12)

فقالت الشجرة:

 لا يا عم «فارع»، أنا سأصل إلى السماء، أثق بهذا.

(13)

في الصباح التالي، حاولت الشجرة مد جذورها في الأرض أكثر بحثًا عن ماء جديد، وكان الأمر صعبًا لكن أخذت الشجرة تحاول عدة مرات حتى شعرت بالماء يسري في جذورها.. انتعشت الشجرة وفرحت.

(14)

وفي الصباح الذي يليه، فوجئت الشجرة بأنها ما زالت تنمو، وباقي الشجر يتعجَّب، والشجرة ترى أشياء جديدة، بحارًا ومدنًا جديدة، ويزداد طولها أكثر، وتقترب من السحاب، والشجرة فرحة، والهواء المنعش يضرب أوراقها.

(15)

وفي الصباح التالي، استيقظت الشجرة على شعور جميل وجديد، نظرت حولها فوجدت نفسها بين السحب البيضاء، والسحب البيضاء تسبح حولها وتمنحها شعورًا جميلًا.

(16)

فرحت الشجرة كثيرًا وقالت بفرح:
 الحمد لله على هذه النعمة، ربما أنا فعلًا ثابتة في الأرض، لكني أستطيع أن أصل إلى السماء.

= انتهت =

قصة للأطفال

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى