الخميس ٢ شباط (فبراير) ٢٠٢٣
بقلم علي بدوان

الحجة أم العبد جمل المحامل

أنا هنا، اتحدث ايضاً عن المرحومة الحجة أم العبد (لطفية قاسم عابدي) الصابرة الصبورة في سيرة حياتها، والتي انتقلت الى رحمة الله تعالى في حزيران 2020 عن عمرٍ مديد.

الحجة أم العبد، عاشت نكبات شعبها، وكان ابرزها، نكبتين متتاليتين : النكبة الأولى عندما حملت اطفالها الثلاث وخرجت من مدينة حيفا باـتجاه دياسبورا الشتات لتستقر في مخيم اليرموك.

والنكبة الثانية بعد دمار منزلها عن بكرة أبيه في محنة لاجئ فلسطين في سورية، بعد شقاء العمر، حين عمل الأوغاد على تدمير الناس ونهب الكد والتعب، وسرقة مفاتيح العودة، واهالة التراب على حق العودة، واغلاق الأمل والحلم والعهد والوعد أمام لاجئي فلسطين. لكنه شعب الفلسطيني الساعي للحرية والحياة تحت الشمس، شمس فلسطين، يخرج من كل محنة أكثر تصميماً واصلب إرادة.

الحجة أم العبد، كانت كغيرها من نساء الشعب العربي الفلسطيني: "جمل المحامل" التي حملت الجبال على اكتافها، وعيونها شاخصة نحو مدينتها حيفا في فلسطين التي تَعشَّقَ انفها برائحتها ورائحة وطنها فلسطين، وساهمت بتربية وتعليم (11) نفراً من أبنائها. وكما قال الشاعر الحيفاوي أحمد دحبور من مخيم حمص، والذي توفي قبل سنوات ودفن في رام الله على أرض فلسطين:

ويا جَمَل المحاملِ: دربنا شوكُ
وليس بغير ضرسكَ يُطحن الشوكُ
ويا جمل المحامل: دربنا رملٌ
وأنت المبحر العدّاءْ
تهجيّناك في كتب القراءة في طفولتنا،
فكنت سفينة الصحراءْ
ويوم على شفير اليأس كنّا جئتَ تصطكُّ
كما الأطفال، من وجع الولادةِ
من نشاف الريق جئتَ
ومن هوى الفقراءْ
فيا جمل المحامل: سرْ بنا، وبإذن حُبّ الأرض لن نشكو
سيسقط بعضنا والشوك محتشدٌ
سيُحرق بعضنا والشمس حاميةٌ
سيُقتل بعضنا والموت رمح في عُباب الدرب منشكُّ
أجل، وبإذن حبّ الأرض لن نشكو
ولكنا متى حان الوصول وعرّشَتْ حيفا على الأجفانْ
سنُحضر جوعنا الدهريّ للدمع الحبيس
ونُفلت الأحزانْ
فيا جمل المحامل سِرْ بنا
ومتى وصلنا، قل لنا: ابكوا".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى