الأربعاء ٦ نيسان (أبريل) ٢٠٠٥

الشاعر المصرى محمد الحسينى يكتب عن أعلام مجمع اللغة العربية

القاهرة:

يلقي كتاب لمؤلف مصري أضواء على موقف المجتمع والحكومة من تعليم الفتيات قائلا ان المفكر المصري أحمد لطفي السيد أول من أدخل الفتيات جامعة القاهرة قبل 11 عاما من معرفة المجتمع المصري بذلك. وقال محمد الحسيني في كتابه (أعلام مجمع اللغة العربية) ان السيد (1872 - 1963) الملقب في بلاده بأستاذ الجيل كان له موقف مساند لقاسم أمين (1863 - 1908) أحد رواد حركة تحرير المرأة في مصر في بداية القرن العشرين.
وأضاف في الكتاب الذي صدر في القاهرة عن دار نفرو ويقع في 246 صفحة أن السيد "أول من أدخل الفتاة المصرية الى الجامعة في غفلة من الحكومة وكان ذلك حينما اتفق مع الدكتور طه حسين عميد كلية الاداب (جامعة القاهرة) والدكتور علي ابراهيم عميد كلية الطب والدكتور كامل مرسي عميد كلية الحقوق أن تدخل الطالبات الى الكليات في السر بغير ضجة أو إعلان. ولم ينتبه الشعب (الى) أن الفتاة المصرية قد دخلت إلا بعد 11 سنة." وقال الحسيني ان السيد رفض عرضا بتولي رئاسة الجمهورية في بلاده منذ نحو نصف قرن. وأضاف أن السيد استقبل الضابط لطفي واكد حين جاءه موفدا من زعيم ثورة يوليو تموز عام 1952 جمال عبد الناصر الذي رشحه رئيسا للجمهورية ولكنه "رفض ذلك الترشيح." وذكر أنه رد على موفد عبد الناصر قائلا ان "هذه الثورة قامت بها العساكر ويجب أن يكون رئيس الجمهورية عسكريا ومادام عبد الناصر قاد الثورة فيجب أن يرأسها. ولست أقبل أن أكون طرطورا (رمزا صوريا) في رئاسة الجمهورية. انني أفضل أن أبقى جالسا على الكرسي الذي أجلس عليه الآن في مكتبي بالمجمع اللغوي وأُنهي حياتي بطريقة طبيعية على أن تنهى حياتي بطريقة غير طبيعية."
وتخرج السيد في كلية الحقوق عام 1894 وعمل بالنيابة ثم استقال منها وساهم في إصدار صحيفة (الجريدة) عام 1907. وكان وكيلا للجامعة الأهلية في مصر حتى صدر مرسوم بتعيينه مديرا للجامعة بعد أن أصبحت حكومية تحمل اسم فؤاد الأول. وفي سنة 1928 اختير وزيرا للمعارف العمومية كما تولى أيضا وزارة الداخلية في الثلاثينيات.
وقدم السيد استقالته من منصب مدير الجامعة احتجاجا على قرار نقل طه حسين عميد كلية الآداب في مارس اذار عام 1932 الى وزارة المعارف حيث أصر حسين على رفض منح درجات الدكتوراه الفخرية "لوزراء لم يكن لهم في رأيه حق هذا التكريم." وقال الحسيني ان السيد آمن منذ وقت مبكر بحاجة مصر الى مجمع لغوي وكان أحد مؤسسي مجمع اللغة بالقاهرة عام 1916 وتولى رئاسته خلفا لرئيسه الأول محمد توفيق رفعت وظل رئيسا له مدى الحياة. وضم الكتاب فصولا عن عدد من رموز مجمع اللغة العربية المعروف في مصر باسم مجمع الخالدين منهم الاندونيسي الذي تعلم في مصر فؤاد فخر الدين والعراقي محمد بهجة الأثري والسوداني حسن الفاتح قريب الله والأردني ناصر الدين الأسد والسعودي حمد الجاسر. كما شمل أيضا فصولا عن مصريين من أعضاء المجمع منهم أحمد حسن الباقوري وابراهيم مدكور وطه حسين وتوفيق الحكيم ومحمد عبد الله عنان وابراهيم عبد القادر المازني وعباس العقاد وأحمد حسن الزيات ومحمد كامل حسين وشوقي ضيف رئيس المجمع الذي توفي في العاشر من مارس اذار الماضي عن عمر جاوز 95 عاما.

نقلا عن الشقيقة "إيلاف"


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى