الثلاثاء ٢٩ آذار (مارس) ٢٠٢٢
بقلم حاتم جوعية

الصَّمْتُ في حَرَمِ الغبَاءِ ذكاءُ

لقد أعجبتني هذه الجملة المنشورة على صفحة أحد الاصدقاء في الفيسبوك:"الصَّمتُ في حرمِ الغباءِ ذكاءُ"، وهي مأخوذة بتصرف من البيت الشعري المشهور للشاعر الكبير نزار قباني، وهو:

((وإذا وقفتُ أمامَ حُسنكِ صامتًا فالصَّمتُ في حرَمِ الجمالِ جمالُ))

فنظمتُ أنا هذه الأبيات الشعريَّة ارتجالا ومعارضة لها:

إنَّ الذي فيهِ النُّهَى وَذكاءُ
في صَمْتِهِ بين الحمير ِ دَهَاءُ
وَإذا وَقفتُ أمامَ تيْس ٍ صامتًا
فالصَّمتُ في حرَم ِ الغباءِ ذكاءُ
كم جاهلٍ في عصرنا مُتَفلسِفٌ
والشّعبُ صارَ يقُودُهُ البلهاءُ
كم من حكيم ٍ في الهَوانِ مُنكّسٌ
وَيذمُّهُ الجبناءُ والسُّخفاءُ
كلُّ المسالكِ أغلقتْ في وجهِهِ
آمالهُ غابتْ وَخابَ نِداءُ
إنَّ الفسادَ إذا تجمّعُ شملهُ
سيحلُّ ليلٌ دامسٌ ووَباءُ
وَسيرتعُ الأوباشُ في وَحْلِ الخنا
والشّرُّ يطغى.. يختفي الشّرفاءُ
إنَّ الكريمَ لا يبيتُ على الأذى
والموتُ شهدٌ عندهُ ورَجاءُ
أضحَتْ نوادي الإفكِ وَكرًا للأذى
يرتادُهَا الأوغادُ واللقطاءُ
مأجورةٌ وَعميلة ٌ.. من نهجِهَا
يفرنقعُ الأفذاذ ُ والعظماءُ
هذي النوادي إنّها لمنابرٌ
للإمَّعاتِ يؤُمُّهَا العملاءُ
وعلى الأشاوسِ عتّمُوا يا يوحَهُمْ
وَعلى الأراذلِ رُكّزتْ أضواءُ
قد أكرَمُوا كلَّ الحميرِ بخِسَّةٍ
للمُبدعِينَ تجاهلٌ وَخفاءُ
وَمُكرَّمٌ تحتَ الحضيضِ مُعفّرٌ
كم يُكرمُ الحمقى هنا الجبناءُ
وَهبنّقهْ (سحبان وائل) قد غدَا
وهُوَ ابنُ سينا بلسمٌ وشفاءُ
الإمّعاتُ اليوم أسيادُ الوَرى
والمُفسدونَ النّخبة ُ الخطباءُ
كلُّ العضاريطِ انتشَوْا بوظائف
وَمصيرُهُمْ نارُ اللظى وَبلاءُ
نالَ الوظائفَ أحمقٌ أو آبقٌ
مَسْخٌ عميلٌ خائنٌ حرباءُ
هذا زمانٌ للأراذلِ قد غدَا
والحُرُّ تُوصَدُ دونهُ الأرجَاءُ
لكعُ بنُ لكعٍ قد غدَا مُتزَعِّمًا
الحقُّ يُوأدُ والحياةُ شقاءُ
يومُ التّنادي قد دَنا فاستبشرُوا
يا أيُّهَا الفقراءُ والتّعسَاءُ
أنا شاعرُ الشّرفاءِ كلّ مُكافح ٍ
خاضَ النّضالَ جبينُهُ العلياءُ
أنا شاعرُ الشّعراءِ دُونَ مُنازع ٍ
الكلُّ يشهدُ إنّني العنقاءُ
إنّي انا الصوتُ الذي بهَرَ الدُّنى
تختالُ من أنغامِهِ الخيلاءُ
شعري هُوَ الشعرُ الذي بُهِرتْ به
كلُّ الورى والغيدُ والشّعراءُ
الجنُّ تعجزُ أن تجيءَ بمثلِهِ
والإنسُ والفصحاءُ والبلغاءُ
عند الأراذلِ لم أكرَّمْ..إنّني
لضميرِ شعبي الفارسُ الوَضّاءُ
أنا ثورةٌ قوميَّة ٌ عربيَّة ٌ
تاقتْ لِحرِّ أوارِهَا البيداءُ
وَهويَّة ُ الأجيالِ رمزُ صُمودِهَا
الحقُّ ديني والكفاحُ بقاءُ
وَهويَّتي أممٌ تلوكُ قيودَهَا
ونضالهَا أن يرحلَ الأعداءُ
خُضتُ الحُتوفَ مُكافحًا وَمُناضلا
وَلأجلِ شعبي ثورةٌ وَفداءُ
وسطَ اللهيبِ قضيتُ عُمري ثائرًا
وأنا المبادىءُ شعلة ٌ وذكاءُ
هذا صراطي دربُ كلِّ مٌناضلٍ
وعليهِ سارَ النخبة ُ الشّرفاءُ
أنا طائرُ الفينيقُ أجتاحُ الرَّدَى
بينَ الرَّمادِ سَتُشرقُ الحَوْبَاءُ
الموتُ يهربُ صاغرًا وَمُنكّسًا
من بعدِ موتي تُبعَث الأشلاءُ
أنا أوّلُ الشهداءِ آخرُ مَن قضى
مِلءُ الزَّمان تألّقٌ وَرُوَاءُ

* 1 يوم التنادي: يوم القيامة والحساب.

*2 الحَوباء: الروح أو النفس


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى