الأحد ١٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم حنان بديع

العصر الرقمي

قد دخلنا العصر الرقمي وانتهى الأمر ..
هذا ما فكرت به اثناء حضوري العرض الرقمي الخاص للمسرحية القطريه (أنا .. أنت .. الانسان) في الحي الثقافي حيث تحولت المسرحية التقليدية حسب نظرية المسرح الرقمي الى (مسرحية رقميه) ليس لها مكانا على ورق أو على خشبة مسرح أمام جمهور يتفاعل ويصفق بحرارة لممثلين من لحم ودم .

فهل نتوقع أن يغيب العرض المسرحي عن عالمنا كما غابت أفلام الأبيض والأسود ؟
وهل يصبح التهافت على حجز التذاكر لحضور احدى العروض المسرحيات من بقايا زمن الماضي الجميل .

علينا أن نتوقع الكثير ..
فبعد أن أصبح الكمبيوتر وخدمة الانترنت جزءا هاما لا يتجزأ من حياة الانسان في مجالات المعرفة والتواصل لم يتردد هذا الاخطبوط التكنولوجي في ان يفرد أذرعته ويحتوي عالم الفنون والأدب بكل أطيافه وأصنافه.

هذا بالفعل ما نتوقع بعد ان سمعنا عن الروايات الرقميه ونقاشات هنا وهناك حول احتماليه انقراض الصورة التقليديه للكتاب الأدبي سواء كان ينتمي الى فن الشعر أم الرواية.
وفي انتظار أن تتسع الدائرة لتشمل فنونا أخرى كالفن التشكيلي ولتستبدل اللوحات الأصليه التي أبدعتها ريشة الرسام ويحتفى بها عادة في دور العرض الى لوحات رقميه متوفره على شاشة الانترنت!

في اعتقادي ان الأمر أصبح واقعا وكما نجح مع الرواية الرقميه حتما سينجح مع المسرحية الرقميه أيضا كتجربة جديده وفريده وربما أكثر جمالا وجاذبيه .

تجربة قد تعيد للمسرح روحه كونها أكثر تناسبا وتناغما مع روح العصر وبالتالي ستكون أكثر جاذبيه لجيل الشباب وأسرع وصولا الى الجمهور المسرحي حيث هو وأينما كان.

لكننا نحن أبناء هذا الجيل الذي تربى على أصالة المسرح وعراقة الكتاب وتقدير اللوحة التشكيليه سنفتقد شيئا ما لن نجده على شاشة الانترنت ، شىء ما يمثل لنا الكثير وجدانيا، شىء ما يشبه نكهة طعام الوالدة التي تبقى ألذ وأطيب من كل ما ابتدعته أفخر وأرقى المطاعم وما تبتكره كتب الطبخ من نظريات ووصفات


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى