الجمعة ١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم ساسي حمام

الـعـادة

أوت الى فراشها وأطفأت النور . حاولت أن تنام ولكنها لم تستطع . فتحت المذياع الذي تضعه دائما الى جانبها ...استمعت إلى العديد من الأغاني والكثير من الأحاديث التي لم تفهم أغلبها ... تقلبت بين محطات عديدة ولكن النوم لم يزرها ...

 علي ... علي ... هيا إلى الفراش ... ستنهض باكرا غدا ...

 لا ارغب في النوم الآن ...

 قلت لك لاتشرب كثيرا من الشاي والقهوة ولا تدخن كثيرا حتى تستطيع أن تنام باكرا ... أشغال كثيرة تنتظرك غدا ...

أغلق باب البيت وتركها تتقلب في فراش من جمر ... استلقت على ظهرها ... علقت عينيها في السقف وشرعت في التنقل عبر محطات حياتها تتوقف عند محطة معينة فتكثر من التفاصيل ... تستعرض ملامح الوجوه ... تسمع بعض الأصوات التي أحبتها ... أو التي كرهتها ... انتقلت عبر جميع المحطات ولكن النوم لم يكحل جفنيها ...

 علي ... علي ...

 ماذا تريدين ؟ ماذا أصابك هذه الليلة ؟

 أما زالت السهرة متواصلة ؟

 نعم ماذا سأفعل ؟ لقد تثاءبت ... تظاهرت بالنوم ولكنه لم يفهم ... ماذا تريدين أن أفعل ؟ إنه ضيف ويجب علي احترامه ....

 أووف ... ما أثقل هذا الضيف !!

رمت نفسها في الأيام والسنوات القادمة...أسلمت نفسها لأمواجها وتياراتها فرأت منازل وقصورا.. داعبتها أنوار متنوعة الألوان ... تأملت زرابي وثريات وتحفا ثمينة... تنزهت في حدائق وبساتين ... قطفت ثمارا تعرفها وأخرى لاتعرفها ... ملأت سلالا وصناديق وأكياسا ...وزعت على الأقارب والأصدقاء والأحباب والجيران ... تجولت في مدن عديدة ... اشترت ملابس وأثاثا ... ولكن النوم جفا عينيها ...

 علي ... يا علي ...

 نعم ... نعم ... ماذا تريدين ؟ ماذا أصابك هذه الليلة ؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى