الأحد ١٩ آذار (مارس) ٢٠٢٣
بقلم عبد الله بن أحمد الفيفي

الفاتح!

(قِصَّةُ حُنَيْنٍ ما)

مِن حَبْلِهِ السُّرِّيِّ مَدَّ مَشانِقَةْ
مَن ذا يُعِيْدُ عَلَى الغُروبِ مَشارِقَهْ؟
يَبكي الظَّلامُ بِهِ عُصورًا أَدْلَجَتْ
كانت تَفِي فيها النُّجومُ مَواثِقَهْ!
شَبَقُ الفُتوحاتِ انتهَى.
وبِغَيرِ أَقدامٍ (حُنَينٌ) عادَ
يَحمِلُ خافِقَهْ
في الوَحْلِ غاصَ جَبينُهُ،
مِن بَعْدِ ما رَفَعَ السَّماءَ بِكَفِّ شِعْرٍ شاهِقَةْ!
كَمْ أَرهقَتْ أَفلاكُهُ ماءَ الشَّواطئِ!
والقُرَى رَفَّتْ إليهِ مُراهِقَةْ
تَصْطَكُّ فيها، في الأَجِنَّةِ، أَعْظُمٌ
إنْ مَرَّ ذِكْرُ خُيُولِهِ المُتَسابِقَةْ
ويُطارِدُ الجاثُومُ كُلَّ طَريدةٍ
مِن أرضِها بِرُؤَى لِواهُ الماحِقَةْ!
رَسَمَ الخَرائطَ بالدِّماءِ حَدائقًا
ما كانَ أَشْهَى كالحَريقِ حَدائقَهْ!
وعَواصِفُ الثَّلجِ التي جَبَهَتْهُ،
واستَضْرَتْ بهِ،
أَضْرَى بهنَّ صَواعِقَهْ!
فتَرمَّدتْ عَيناهُ،
واستَكْراهُما حَوَلٌ قَديمٌ في العُيونِ النَّافِقَةْ
وعَراهُ في تلكَ المَعارجِ فالِجٌ
أَغْرَى بحَمْلِ المُوبِقاتِ عَواتِقَهْ
كصَفيحةٍ أَمْسَى:
المُدامةُ نِصفُها،
والنِّصفُ ماءٌ يَستَرِقُّ فَيالِقَهْ!
ويُفَكِّكُ الطَّيرُ المُهاجِرُ أَمْسَهُ
فمَتَى (ابنُ فِرناسٍ) يُفُكِّكُ خانِقَهْ؟
اللَّيلُ يَزحَفُ كالجَريحِ بأُفْقِهِ
وعَماهُ يَزحَفُ في العُيونِ الرَّامِقَةْ
والرِّيحُ تَصْفِرُ بَينَ جَنْبَيهِ
كما صَفِرَتْ يَداهُ مِنَ المرايا الصَّادِقَةْ!
وهَوَى الكِلابُ نَواهِشًا في قَلْبِهِ.
وَسْمُ الجِباهِ المُشْرِقاتِ:
"زَنادِقَةْ"!
ما مِنْ حِجابٍ؟
لا تَمِيْمَةَ أُلْفِيَتْ؟
يا كُفْرَ عَصْرٍ يَستبيحُ خَلائِقَةْ!
والطِّبُّ؟
ماتَ الطِّبُّ،
شَعبيًّا ورَسميًّا،
وأَهرقَ في الجَحيمِ دَوارِقَهْ!
في الغابةِ السَّوداءِ
لا يَبْقَى عَلَى التَّاريخِ غَيرُ فَرائسٍ وأَفارِقَةْ
سادُوا بِعَصْرِ السَّيْفِ والرُّمْحِ الوَرَى
واستُعبِدوا بالعِلْمِ سَلَّ حَقائقَهْ
أَكَلُوا الفَراغَ،
وناكَحُوا، في أَمسِهِمْ،
وكَيومِهِمْ،
رِجْسَ الجِراءِ الطارِقَةْ
سَفِهُوا ثَراهُمْ ،
فاستقالَ سَحابُهُمْ،
لا أَمطَروا أو أَخْلَبُوا مِنْ بارِقَةْ!
هذا (حُنَيْنٌ) ضاعَ خُفَّاهُ،
وها انْتَعَلَتْ خُطاهُ بأَخْمَصَيْهِ بَيارِقَهْ
والأرضُ ضاعتْ تحتَ رِجلَيْهِ..
أَلا بِئْسَ السَّروقُ وما يُمَنِّي سارِقَهْ!

واقرأ للكاتب:

إذا ما اللَّيل أَغْرَقَـني: (مجموعة شِعريَّة)، (الرِّياض: دار الشريف، 1990).
متوافر على "الإنترنت"، للمطالعة أو التنزيل: https://archive.org/details/DrownedTheNight
لتنزيل الديوان مباشرةً: https://bit.ly/3DctsLw
موقع أ.د/ عبدالله الفَيفي: http://khayma.com/faify
قناة أ.د/ عبدالله الفَيفي: http://www.youtube.com/user/ProfAAlfaify
جديد: الإسلاميَّات في "صادق أو القَدَر" لـ(فولتير): (دراسة مقارنة-16):ـ https://bit.ly/3ZGsFNd


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى