الأربعاء ٢٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢١
بقلم حسن عبادي

«المعمعة» في الندوة الثامنة عشرة لمبادرة أسرى يكتبون

عُقدت في مقر رابطة الكتاب الأردنيين في عمان ندوة أخرى من ندوات أسرى يكتبون، عبر تطبيق زوم، وذلك يوم الاثنين الموافق 20/12/2021، وقد تناولت الندوة رواية "المعمعة" للكاتب الأسير عمار محمود عابد.

تولى إدارة الندوة القاص الأردني أسيد الحوتري، حيث عرّف بالكاتب عمار عابد وبروايته وكانت له إضاءة نقديّة حول الرواية.

وأما المداخلة الرئيسية فكانت قراءة نقدية للأسير السابق الروائي وليد الهودلي وأشاد بلغة الرواية القويّة والثريّة، تصوير المشاهد وكأنّك داخل المشهد، التناص الديني والشعبي، وجبة دسمة من المحتوى الرائع ووصف الكتاب التعذيب النفسي والجسدي الذي يتعرّض له الأسير.

تلاه الدكتور خليل قطناني بمداخلة رئيسة تناول فيها العنوان كعتبة نصيّة وأشار للرصد اليومي في حياة السجين، الفيض الكتابي ووصف معبر رفح ككابوس، والزنزانة والحاجز والبوسطة كأماكن معادية. تحدّث عم جماليّة اللغة والسعة المعرفيّة، نجح الكاتب في أسلبة اللغة وتوظيف الآيات القرآنيّة والأحاديث النبويّة والأمثال الشعبيّة واللهجة الغزيّة المحكيّة.

أما كلمة الأسير فألقاها نيابة عنه المحرّر رامز إسماعيل الحلبي وجاء فيها: "لا بد من الاعتناء بشكل عام بالأدب المقاوم، وبشكل خاص بأدب السجون لما له من خصوصية، ولأن كثيراً من المؤسسات الرسمية تغفل عن دورها في تسليط الضوء على ابداعات الاسرى.

إن الأسير عندما يكتب، فكتابته تأتي في ظرف استثنائي، فهو المحروم من الاب والام والزوجة والاحباب، ومن كل تفاصيل الحرية التي يحياها غيره، ولكم أن تتصوروا حجم المعاناة عندما ينشطر قلب الكاتب وروحه بين أهله وأحبابه وقومه خارج السجن وبين جهد ذلك الأسير الكاتب وجهاده لضمان أمن وريقاته التي يكتبها بمدادٍ مزج بالخشية من السجان على وليده الذي قد يؤد في أي لحظة اذا ما سقت تلك الأوراق في يدي السجان.

إن الانعكاسات النفسية التي يرخيها السجن على الأسير تجعله يهتم بأدق وكل التفاصيل، خاصةً إذا ا عرفنا أن تفاصيل حياة الأسير محدودة ومحصورة جداً، فهو المحروم من الهواء والشمس والسماء والقمر والضياء، وكلها ملهمات للأدب بصنوفه."

وتحدّث القاص محمد عارف مشّة وشكر رابطة الكتّاب الأردنيّين على تبنّي هذه المبادرة وأثنى على دور اللحنة التحضيريّة في إنجاح المبادرة.

وفي النهاية كانت كلمة المحامي الحيفاوي حسن عبادي الذي شكر بدوره، باسمه وباسم الحركة الأسيرة، القائمين على هذه المبادرة، بعث تحيّة تضامن مع أسيرات الدامون، أوصل تحيّة التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، تحدّث عن حرمان أسرى غزة من زيارات الأهل، ولقائه بعامر واهتمامه بتفاصيل التفاصيل؛ "وصف لي مطوّلا حلويات العيد التي أعدّها(خمسة أنواع، "لازم نعيّد نكاية بالسجّان")، لكن الإدارة منعت توزيعها بصينيّة في الساحة، كما منعت تقديم القهوة من الإبريق، لمنع مراسيم الفرح" وتحدّث عن مشروعه الأدبي؛ "زُويرا" وتصوير السجن وحياته من زيارات على أنواعها ووصف الزنزانة والساحة والغرف والحمامات والبوسطة والكرت التعريفي الخاص وما يميّزه إرفاقه ب- 100-120 صورة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى