الأربعاء ٢٨ نيسان (أبريل) ٢٠٢١
بقلم زياد شليوط

المهرج

رفض أوامر الحارس الأمني عند باب المؤسسة بفتح حقيبته. أصر على ذلك ولما حاول الحارس اعتراض طريقه، دفعه بقوة بمساعدة حقيبته، ودخل المؤسسة دون تفتيش.
سرّ المخرج من وراء النافذة الزجاجية، بوقاحة الشاب وقرر إسناد دور البطولة له. أتقن دوره وازداد مهارة من فصل إلى فصل. تقمّص وجوها عديدة، استبدل سيناريوهات مختلفة، تلاعب بالحوار مرارا ليتماشى مع تغير الظروف.

وفي أوج نجاحه على المسرح، وبعدما حاز على تصفيق معظم المشاهدين، قرر طرد الممثلين الآخرين والاستحواذ بجميع الأدوار لوحده.

خدعة

رأيتهم وليتني ما رأيتهم.. رأيتهم يخدعون أنفسهم.. يكذبون ويصدقون كذبتهم، يمثلون ويعجبون باتقان أدوارهم.. يوزعون الشهادات كيفما يشاؤون وحسبما يرتأون. أمر واحد يبتعدون عنه وهو المرآة.. أسفت عليهم وواصلت طريقي.

تابع سيده

انتظر في الزاوية حتى يحضر سيده وولي نعمته.. لما حضر السيد تبعه مثل ظله يفرش له الطريق بنذالته ليدوس عليها في كل خطوة.. وجلس جانبا في زاوية مثل كلب الحراسة حتى أنهى سيده زيارته، وعاد ليسير خلفه لينظف ما خلفه من قاذورات وبقايا.

اللّخَن

جلس على الكرسي، لف رجلا على رجل، بسط يديه على ذراعي الكرسي، حرّك رأسه ذات اليمين وذات الشمال، ثبّت ربطة عنقه، فتح فاهُ وانتظر. مرّت دقيقةٌ عليه وكأنها دهر، جاءته الإشارة فتكلّم:

 جئتُ أو جيءَ بي إلى هذه المؤسسة، يا حضرات، كي أنقذها من حالة الفساد والفوضى والجمود، لا يمكن أن يبقى على حاله إلاّ هو في عليائه.

توقف لحظة في انتظار أن يسمع التصفيق أو كلمات الثناء والاعجاب، تظاهر أنه يريد أن يشرب من كأس الماء أمامه، وتابع:

ما هو دوري، ما هي وظيفتي؟ أن أسير على خطى سلفي؟ ماذا سيقول عنّي النّاس؟ بل ماذا سيفعل بي وليّ نعمتي، أنعم من ولي أولياء وخاتم الزعماء؟
قام من مجلسه، خطا خطوات واسعة. انتظر حتى خلا المكان من سكانه. لجأ إلى زاوية وأقعى فيها ينتظر فجر يوم جديد.

لَخَن الرجل: تكلّم بقبيح

نظرة

رماها بنظرة ثاقبة.. ولّى ظهره لها وانطلق.

لعبة

قال لها: اذهبي وانصرفي، كيف لك أن تلعبي لعبتك، وأنا الذي صمّمتها لك؟!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى