الاثنين ٢٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
أرتيوم أرغونوف
بقلم إبراهيم محمود إستنبولي

النبيذ النبيل

ولد في 23 أيار من عام 1984 في مدينة لوغانسك – المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا. تعرض منذ طفولته الباكرة لمشاكل جدية مع النظر. وحالياً هولا يميز سوى " الإحساس بالضوء ".. لذلك تم تصنيفه عاجزاً من المجموعة الأولى.

يعمل على الكمبيوتر الشخصي بمساعدة برامج خاصة تسمح لمفاتيح الكيبورد أن تصدر الأصوات المقابلة للحروف وللأحداث التي تجري على شاشة الكمبيوتر.

بدأ اهتمامه بالأدب في أواخر التسعينيات من القرن الماضي.. لكنه لم ينشر قصائده وقصصه إلا قبل حوالي سنتين فقط.

حتى الآن لم يحصل، للأسف (كما يقول هوذاته)، على شهادة جامعية.

يعمل حالياً مشرفاً (مرسلاً) في نافذة بيع مواد البناء والأخشاب. يعتبر الأدب من أولى اهتماماته. يكتب الشعر والقصة القصيرة.

هنا ترجمة لبعض قصائده

1
 
قفقاس
 
كم كثيراً تغنوا بك
في الشعر والنثر، يا قفقاس!
فكرّسوا لك القصائد
والأغاني...
والكثير من الكلمات الذكية والرقيقة!
ولكن مهما حاولنا أن نلاطفك،
فقد كنتَ تردَّ علينا في كل مرة
بسيل من الألم والأسى،
بالموت والدم، يا قفقاس!
 
2
 
أرق
 
المطر – المتسكع يقرع نافذتي
وعين القمر ترنوهكذا وحيدة،
والريح تحيك في السماء خيشْاً من الغيوم،
لكن الليل المسكين يبتلُّ عند العتبة...
 
النوم يجفوني في تلك الساعة
المتأخرة الحزينة.
وقد ملأتُ نصف الدفتر بالأشعار،
وبحنين داعبتُ الأوتار أكثر من مرة،
بل واتصلت بأصدقائي في الوقت
غير المناسب...
 
لم يبقَ لي رجاء سوى النبيذ،
ذلك المشروب النبيل جداً،
عساه يوقظني،
فيخفف حواراً بارداً مشوباً بالحزن.
 
وإذا النبيذ لم يساعدني
في طرد الأسى اللعين ولم يستبدله بالنوم،
فإني سأنتظر طلوع الفجر الذهبي
الذي سيكنس كلّ السواد.
 
فالشمس، بعد أن تنهض،
ستشرق من خلف الجبال،
ستطرد الغيوم وستمسح الوحل
والأوساخ.
وسيختفي الحزن الليلي
كما لوأنه لص أخِذ على حين غرّة...
 
فالشروق سوف يقتل الملل،
وستمضي الحياة في دربها المعتاد،
مهددة بأن ترمينا في خضمّها،
وهي تندفع كما النهر من أعلى الجبل!..
 
3
 
بلا عنوان
 
وقد ألقيتُ البندقية بقربي،
رحت أتمدد على العشب.
متناسياً الجميع وكل شيء،
رحتُ أعدّ النجوم في زرقة السماء الليلة،
حيث القمر، ملك النجوم ودرّة السماوات،
يشعّ حزيناً لأنه ما زال وحيداً،
ولأنه لا حبٌّ ولا شباب طائش...
ولكن ها هي خشخشة خفيفة تُسمَع...
وقد لمعت أنوار في البعيد...
فاستيقظ فيَّ على الفور جبان.
واستقرت الأصابع على الزناد...
وأحاول كبحَ الخوف عندي
مخترقاً الظلمةَ بعينيَّ،
وتتملكني رغبة جارفة أن أطلق الرصاص
في العتمة، فتأتي الرصاصات في بطن
مَن هوهناك في العتمة، في الغابة ليلاً...
وربما لا يوجد أي حيوان هناك؟
وألقي الحطب من جديد في النار،
فيخترق الدغْلَ ضوء قرمزي...
يمضي بعض الوقت.. صمتٌ.
وحده الظلام يسود من حولي.
وفي السماء لم يزل القمر سيداً.
كما كان وحيداً...
أضع السلاح، أستعدّ للنوم.
أمدُّ الخيش بقرب موقد النار.
أرجوأن لا يملَ القمر
ثم أغفوحتى الصباح...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى