الاثنين ٢٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٣

«النقش على الحجر».... على قدر حلمي تتسع أرضي

(2 من 2) (فقرات مختصرة جداً من مخطوط السيرة الذاتية)

في المؤتمر العام الثاني أيار/مايو 1981، تابعت أولى حلقات ما يُمكن تسميته مجازاً بــ "الصراع الداخلي" الدائر بالكواليس، على المستوى الأعلى، وهي الصراعات التي بدت لأسبابٍ تنظيمية لها علاقة باستمرار القبضة الفولاذية على التنظيم تحت عنوان "المركزية الديمقراطية"، وبالترشيح والإنتخابات للجنة المركزية، وفرض منطق القائمة المُزكاة من قبل الحلقة القيادية الضيقة التي كانت تضم (ثلاثي أو رباعي)، والتراجع عن الترشيحات الفردية كما بدأت في المرحلة الأولى من الإنتخابات، وعندها بت أسمع مفردة تواترت تباعاً خلال السنوات التالية وعنوانها "وجود تكتلات داخلية" لأسباب ليست سياسية أو فكرية. وفي حينها لم يكن في مسار الإنتخابات التمهيدية أي مكان لــــ (البرايمرز) أو "الإنتخابات التمهيدية" وبعبارة ثانية "الإستئناس"، والتي تم الأخذ بها بعد العام 1991 في الكونفرنس الذي تلا خروج تنظيم حزب الإتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) من رحم (ج د).

تم الإعلان عن نتائج اعمال المؤتمر الوطني العام الثاني بدمشق على مدرج الجامعة الرئيس، من خلال مهرجان حاشد على مدرج جامعة دمشق، كُلفنا كتنظيم طلابي بالمساهمة بتأمين الحشد النوعي من الحضور له. كما في مهرجان أخر تبعه في بيروت لإعلان نتائج المؤتمر، وحضره الراحل ياسر عرفات واخرون من قيادات الفصائل والحركة الوطنية اللبنانية.

أتوقف هنا مستذكراً حالة من المزاح والمزاج الطيب، والإنشراح، مع نجاح أعمال المؤتمر الوطني العام الثاني، بيني وبين الشهيد عبد الحميد أبو سرور/ابو همام وصاحب اللقب الذي اشتهر به (أبو الغضب) وعدد من الرفاق من المكتب الطلابي، قبيل بدء مهرجان مدرج جامعة دمشق، بالرغم من "الغصة" التي كانت موجودة في "حلقه" بعد استبعاده من القائمة المزكاة للجنة المركزية، وفشله بالوصول لعضويتها عندما ترشّح افرادياً، بينما صعد أخرون للجنة المركزية، وهم مستجدون بالنسبة لمسيرة وعمل الشهيد أبو الغضب وتفانيه، رحمه الله.
ابو الغضب باسمه الذي اشتهر به، خريج كلية الآداب من جامعة دمشق، ومن بيت نتيف القرية المدمّرة والمهجّرة عام النكبة، بالقرب من مدينة الخليل في فلسطين ومعظم سكانها ومواطنيها لاجئين في مخيم عايدة بالضفة الغربية.

أبو الغضب، المحبوب المخلص صاحب السيرة العطرة، استـــــ شـــــ هــــ د في الغارات الصهيونية الغادرة على بيروت يوم 17 تموز 1981. عندما استهدفت بناية رحمه في منطقة الفاكهاني. واستهدف معها مقرات لحركة فتــ ـــ ح، وجبـــ هــــ ة التـــ حــــ ر ير العـــربـــيــة والجـــ بـــهـــة الشـــــ عبــــ ية/القــــ ي ـــ ا دة الــــ عـــ امـــ ة...

في المؤتمر الوطني العام الثاني إياه، كانت فرصتي للتعرف "ولو من بعيد لبعيد" على شخص محمد كشلي، اللبناني والعضو القيادي في حركة القوميين العرب، والذي لعب دوراً مهماً في المراحل التالية من قيادة حركة القوميين العرب بقيادة الدكتور جورج حبش، الى جانب اللبناني وأمين سر الحركة الوطنية اللبنانية (1975 ـــ 1982) محسن ابراهيم وغيرهما. فقد حضر أعمال المؤتمر بكاملها، كصديق للتنظيم. وكان رئيس لجنة الإشراف على عملية الإنتخابات للجنة المركزية في المؤتمر، وفرز الأصوات.

لم يكن حلمي موقعاً أو مكاناً، بل حلم وطني وانساني، تتسع كل يوم بقعة أرضي معه، وهكذا كانت مشاركاتي في كافة دورات المؤتمرات والكونفرنسات التالية، الى حين انتخابي، بالرغم من حملة تحريض كيدية كانت شنت باتجاهي من قبل البعض، ومع هذا انتخبت عضواً في اللجنة المركزية في المؤتمر الوطني العام الثالث في تشرين الأول/أكتوبر1994، المؤتمر الذي أنتخب اللجنة المركزية الخامسة، وأقرَّ الصيغة الجديدة لكل من البرنامج السياسي والنظام الداخلي والتقرير السياسي حول "إتجاهات العمل بعد إتفاق أوسلو" والموضوعات النظرية حول "أزمة اليسار ومتغيرات العصر" بعد بروز موديلات مستجدة في حينها، وصرعات نظرية عنوانها (البروسترويكا/اعادة البناء) والغلاسنوست (المكاشفة) والتي تبناها الكثيرين كموديل لا أكثر ولا أقل.

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى