الأربعاء ١٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٨
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

بطلة مصرية

تمثل سيناء 6 % من مساحة جمهورية مصر العربية وفي الخامس من يونيو عام 1967 قامت إسرائيل بعدوانها الغادر واحتلت سيناء والضفة الغربية وهضبة الجولان السورية ولكن شعب سيناء بصفة خاصة ومصر بصفة عامة بدأ العمل لتحرير سيناء وسطر أهالي سيناء سواء الرجال أو الشباب أو السيدات بطولات عظيمة سطرها التاريخ بكل اعتزاز وفخر ، ومن هذه البطولات نذكر البطلة وداد حجاب التي بدأت الكفاح الوطني ومقاومة قوات الاحتلال الإسرائيلي في سن مبكرة فبعد أن حصلت على الشهادة الإعدادية تعلمت الإسعافات الأولية ومداواة الجرحي وذلك عن طريق أطباء متخصصين ، فبعد نكسة يونيو عام 1967 أعلن الرئيس جمال عبد الناصر تنحيه خرجت وداد مع الفتيات في مظاهرة لرفض هذا القرار وفي عام 1968 شعرت أن الحرب على الأبواب لأن لايمكن ترك العدو الإسرائيلي ينعم بسيناء الحبيبة .
بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر طلبت البطلة الفتاة السيناوية وداد حجاب من عزرا وايزمان الحاكم العسكري الإسرائيلي السماح بذهابها إلى القاهرة لتقديم العزاء في الرئيس وبالفعل تم السماح للبطلة وكانت الفتاة الوحيدة في الوفد الذي ضم 99 رجلا من أبناء العريش .
سافرت وداد مع الرجال إلى القاهرة عن طريق عمان العاصمة الأردنية وعندما وصلوا إلى القاهرة قابلهم المشير أحمد إسماعيل علي والرئيس السادات .
خلال تواجد البطلة وداد حجاب في القاهرة توصلت إلى مؤسسي منظمة سيناء العربية وأنضمت إلى المنظمة وبدأت في توزيع المنشورات التي ترفض الاحتلال الإسرائيلي .
تمكنت قوات الاحتلال من القبض على البطلة وداد حجاب وأسرتها وتعرضت مع شقيقها ووالدها للتعذيب ولكنهم صمدوا .
بعد أن تم الإفراج عنها واصلت توزيع المنشورات وكانت تتنقل بين سيناء والإسماعيلية والقاهرة وجعلت سيناء كتابا مفتوحا أمام المخابرات المصرية .
في السادس من أكتوبر 1973 م العاشر من رمضان 1393 هـ بدأت المعارك لتحرير سيناء الحبيبة وحاصرت النيران مدن سيناء والطرق المؤدية للعريش فتركت البطلة وداد منزلها الكائن بوسط العريش وقصدت المستشفى العام بالعريش وذلك بمساعدة الأستاذة خديجة عودة معلمة البطلة وداد حجاب .
في المستشفى عاشت البطلة وداد حجاب أسابيع طويلة لأن جنود الاحتلال فرضوا حظر التجوال وبعد فترة سمحت القوات الإسرائيلية للفتيات المتطوعات الخروج بملابس التمريض البيضاء لزيارة أسرهن.
تم النصر العظيم في أكتوبر 1973 م وتم تكريم البطلة وداد حجاب من القيادات والجهات الرسمية والشعبية.
تعيش البطلة وداد حجاب في سيناء الحبيبة وتفتخر ببطولاتها التي قدمتها للوطن ومن ثم يجب تكريم البطلة بقدر ماأعطت للوطن مع الاهتمام بأولادها وتعيينهم في وظائف تناسبهم .
نذكر هنا أن سيناء انضمت إلى أسرة الحكم المحلي لأول مرة تنفيذا للقرار الجمهوري رقم 811 لسنة 1974 لتصبح وحدة من وحدات الحكم المحلي وعاصمتها العريش وتعيين اللواء محمد عبد المنعم القرماني محافظا لسيناء ثم صدر القرار الجمهوري رقم 84 لسنة 1979 بتقسيم سيناء إلى محافظتين هما : محافظة شمال سيناء وعاصمتها العريش ، ومحافظة جنوب سيناء وعاصمتها مدينة الطور ، وشهدت سيناء بعض المشروعات وتضم جنوب سيناء إذاعة جنوب سيناء ، وشمال سيناء تضم إذاعة شمال سيناء ولكن من الملاحظ وجود تنمية في جنوب سيناء ولكن شمال سيناء تحتاج إلى الاهتمام الكبير من القيادات وأولي الأمر .
تحية إلى البطلة السيناوية المصرية المخلصة وداد حجاب ولكل أهالينا في سيناء الحبيبة .

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى