الثلاثاء ١ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم جهاد غريب

تحت شرفة «لو»

(..)
أماني..
تُترجِمها الأقلام،
وتحرِّرها الأحلام،
أمَّا الواقع.. فكان لها اللجام.
 
(2)
حتى الأماني بحاجة إلى وقود يُشعل مصابيحها..
بفتيلٍ يشرب زيت الخردل والمرارة،
فيمدُّ لسانه المبلول أسى.. بلا تردد،
وعلى رأسه..
شعلة من الكلام.. لا تنطفئ،
إذْ أذِْنَ النصيب له.. ومدَّ بساط القسمة -مفترشاً- أرض الملاذ،
مالكها فقط..
حبيب توحَّد مع القلب.. وشاركه الوجدان،
ونال الذوْد من العشيق ما استطاع، وله بكل الرضا أطاع.
:
هناك نحلم، أو ربما نحجز تذكرة إلى الخيال،
فيسرح بنا عبير الشوق، ونتخيَّل:
أنفاساً تتراشق بالرضا، وقد استمدَّت الدفء من القلب إلى القلب،
ثم نتخيَّل ونحلم، ونحلم ونتخيَّل:
انسكاب النشوة بين حضنين،
في فسحةٍ حدودها فقط!.. صدران جمعهما قدر، وكتبهما سطر.
 
(3)
وبين الأنفاس والصدرين.. أرجوحة تلهو عليها العاطفة..
ذهابا وإيابا، وإيابا وذهابا.. حتى..
تتبسَّم الذكريات، ويعلو صوت ضحكاتها.. أرجاء الفسحة والمكان.
فجأة..!
يعلن الأفق موعد استيقاظ حلم كان في اليقظة،
وخيال رحب.. أغمض العينين، وسافر بأفلاكه إلى البعيد البعيد..
لـ.. لحظات.
:
إذْ بالإعلان تنكتب الحقيقة.. بحبرٍ من اللوعةِ فيه كل الألوان،
وقلم صادق أمين.. خط الغياب.. بـ.. كلمة واحدة فقط..
" النهاية".
 
(4)
آه.. لقد كان مشهداً في عدسةٍ صُنعت..
من زجاجِ الكونِ.. والقرطاسْ،
جعل القصة مثيرة، والفرحة.. معلَّقة بين السماء والأرض
تطرد الحيرة، وتنادي الحلم أن يعود حيث كان،
وترتجي الخيال أن يمدَّ ذراعيه بأناقة، ويفْرد جناحيه..
لينعم بالتحليق من جديد، بـ.. لا يأس،
في مجرَّة.. خُلقت من الوهمِ.. فقط! في عصب الرأس.
 
(5)
الوهم في واقع العدسة والمشهد.. هو الحقيقة فعلاً!!
نعلمها جيداً، إلا أننا.. لا نطالب أفئدتنا بوقف التنفيذ.
ونستوعب كل مراراتها، فنتجاوز بها دوائر التنكيد
والنبض هو غير النبض، إذْ هو بها ومنها.. يشتعل أنين،
ويضخ التعب في الصدر، فيبقى هناك.. يترنَّح،
حتى يسقط بين أناملنا، فنقبض بها عليه..بـ..قوة،
ومن دونِ رحمةٍ، نلغي قواعد الشفاعة، والاسترحام، وكأننا..
بهذا السباق مع أقدام الزمن.. نريد أن نعتصر
في كل نبضة تنزلق من الفؤاد.. لِنُخْرِجَ من قطراتها:
زفيراً ساخناً.. يغيّر ملامح الهواء، ويعيد ترتيب.. زرقة السماء.
لربما -في الظلام- تتوقّف الساعة.. في لحظة هناء،
وتصمد القناعة.. أمامنا، إذْ نحن من دونها نحن العناء،
ونحن الـ.. آه وطوق الهاء.
:
هذه المشاعر تبقى.. تنسكب، وبوحاً.. تنكتب
كلّما زاد في البعد الغياب، وكلّما دبت الروح بالاحتراق تنبض وتنقبض.
 
(6)
في لحظة صخب.. ونوبة لهب
من ضوء شعلة في مصباح.. ينتظر الصباح،
فتيلٌ يحترق، ووقودٌ يتبخَّر.. وصمت من جداره يتجرَّد
حتى يخترق.. له فيه.. فتحات
والجروح تتفتح، والأوجاع مئة ومئآت
بالهم تتطاير.. هنا وهناك..
أسراب رماد يحتفظ بلونِ الكحلِ لا بُردة، ولا عاج
وحداد يرتدي جلده الأسود.. وفاء
فـ.. يصبغ خصلاته ببعض طلاء:
من بياض الشيب المبكر.. أنْ لا ابتهاج.
:
(7)
ياه، ما أصعب..
في العشق تحقيقُ أمانينا، واستمرارٌ بالصدقِ يحيينا.
:
بساتين الورق تنتظر الحروف..
تُنقش.. بكل ألوان العذاب والصنوف:
لوحة: "ما أقسى الغياب".
ضجيج ينتفخ أسرار، وصدى.. رجعه عتاب.
:
انتحار تلو انتحار، حتى..
ألِفَ التسرب والتمرير.. من دون تبرير!
تسبَّب في انتفاضة أحاسيس.. تموج غثيان
وكأنها.. نشوة
فُطمت للتوِ عن حليبِ الحبِ، وعن دفءِ حبيبٍ..
لا زلنا نرصده في قوائم الغياب.. إنسان.
:
(8)
آه..
نبقى وحدنا نتألَّم،
ونسْتفز العزلة.. نحاورها.. فتكسرنا
ولا نملك غير البقاء في وجهها.. نتجهَّم
حتى ننثني كلّما.. نهشتنا أظافر الزمن بالعتاب
والعاطفة تنزف حنيناً.. لا يتوقف عن الانسكاب
فتتناثر حروف.. نكتبها ونكتبها ونكتبها..
أمّا هي فلا تكتبنا أبداً..
مهما حاولت!
ومهما جاهدت،
ومهما عنا تكلمت.
:
(9)
ستذوب كل الأماني، فقط..!
عندما هي وهو.. تحت شرفة " لو" يتعاتبان
يبقى السؤال:
لماذا؟! جمعهما قدر، وكتبهما سطر.
من الدهشة أقول: "ول"
حتى تزول أو لا تزول.. كلمة " لو".
 
خاتمة:
 
يترجَّل البوح مشط وأسنان، وبراعم -كل يوم- تتفتَّح.
:
وجع.. لذكرى، وتنهيد.. لغاية.
والبقاءُ مسألةٌ حيّزُ.. مجالها مؤقت.
وصمتٌ وعاصفة.. تزمجر لها.. بصمات الخطى على الطريق، والساعات ترتبك.
:
لا يدوم صمود، ولا تدوم مقاومة لـ.. إنسان اختار أن يكون عاشقاً، فسار درب الهوى، ثم..
ترك في البيت البوصلة، وفي فسحة المنان مضى.
:
لا شيء يبقى بعدهم.. سوى: كتابٌ يحكيهم، وقلم، وألم، وخارطة.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى