الاثنين ٨ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم عبد القادر محمد الأحمر

ترتيل الأمر، وأبواب الدخـول(3)

الفصل الأول

المشكاة والإحساسات:

نعلم تمام العلم بأن التنظيم أو التنسيق المستمر بين هذه البيئة الخارجية وبين داخل الجسم لا يتم إلا عن طريق الحواس، فهي المراكز التي نتسلم بواسطتها إحساساتنا عن هذا العالم الخارجي، فكل العلم الظاهري- كما يقول د0 كينيث ولكر:-«.. يُقدم لنا عبر هذه الاخطارات التي نتلقاها عبر حواسنا، وهي لذلك يُمكن أن تسمى بـ «محطات» الجهاز العصبي المركزي الخارجية، وأن «الرسالات» التي تتسلمها هذه المحطات يتم تسجيلها في مراكز مختلفة في المخ، وبالرغم من أننا نحس بإحساس ما فإننا لا نحدد مكانه في مخنا، فعندما ننظر إلى الشمس- مثلاً- فإننا لا نقول أننا نحس بتأثير هذه الرؤيا في الموضع المؤخري لنصفينا الكرويين، وبدلاً عن ذلك فنحن نبرز إحساساتنا إلى الخارج في العالم الخارجي، وفي هذا تختلف الاحساسات الخاصة عن الاحساسات العامة كالجوع والعطش والشعور بالتعب، وغير ذلك من الاحساسات التي نرجعها إلى الجسم نفسه، أمّا احساساتنا بالحرارة والبرودة، فتقع على الحد الفاصل بين الاحساسات الخاصة والاحساسات العامة، فعندما نلمس شيئاً بارداً فإننا نُرجع هذا الإحساس البارد إلى هذا الشيء البارد، فلا نقول أن يدنا باردة، فإننا نقول: ان هذا الشيء بارد!! »

فأول هذه الحواس وأكثرها أهمية- بالنسبة لكل الكائنات الحية- هي حاسة «السمع» لهذا ستكون هي أول أبوابنا إلى مدينتنا الأولى العامرة، التي نود أن نتجول في أنحائها الهامة، حتى نصـل إلى بابها الأخير المفتوح على مدينة أخرى عرضها السموات والأرض!

وعضو هذه الحاسة هي:

1- «الأذن»: وهي- كما هو معلوم- مركبة من جزئين، أحدهما لاستلام الصوت- الذي هو عبارة عن تضاغط وتخلخل واهتزازات تحدث في الهواء- مع اختلاف هذه الاهتزازات في طول الموجات الصوتية وترددها- بين مصدر الصوت وبين آذاننا، والآخر الموصل للصوت..

2-«العين»: وهي عضو حاسة الإبصار، «وثاني أبوابنا» الذي لديه نهايات عصبية واردة معينة تتسلم تأثيرات الموجات الضوئية..

3- «الشم» و«الذوق»: وهما الحاستان المربوطتان بأوثق علاقة «وبابينا الثالث والرابع»: فبينما تتنبه النهايات العصبية في الأذن والعين بحركات على شكل ذبذبات، فإن النهايات العصبية في الأنف واللسان تتنبه بالتغيرات الكيماوية، ولهذا السبب فإن الذوق والشم يسميان -أحياناً - بالحاستين الكيماويتين، والأجزاء المختلفة للسان حساسة لأنواع مختلفة من الذوق، فمثلاً الحلاوة أكثر ما يحس بذوقها عند طرف اللسان، بينما نتذوق المرارة في الجزء الخلفي من اللسان أما خلايا الحس الخاصة بالشم فحساسة جداً لدرجة أنها تستطيع إدراك رائحة المادة الطيارة المنبعثة من جزء دقيق جداً لا يتجاوز 1: 300 مليون من وزن قمحة من المسك..

4- «اللمس»: وهي الحاسة التي يدرك بها الجلد أربعة أنواع من الاحساسات، وهي: الحرارة، والبرودة، واللمس، والألم، وإدراك الاحساسات الثلاثة الأولى قاصر فقط على الجلد، ولا يوجد حاسة للمس في الأجزاء الداخلية من الجسم، فنحن لا نستطيع أن ندرك انزلاق الرئتين على السطح الداخلي للصدر، أوأن المعدة في اتصال مع الأمعاء، ففي هذه الأعضاء نستطيع أن ندرك فقط حاسة الألم، كما نستطيع أن ندرك في بعض أجزاء القناة الهضمية الفرق بين الحرارة والبرودة، وبالاضافة إلى حساسية سطح الجسم توجد أيضاً احساسات بالأعماق، فنحن جميعاً نستطيع أن ندرك إلى حدٍ ما مواضع أطرافنا ونستطيع أن نضع يدنا على شيء معد في غرفة مظلمة إذا تذكرنا مكان هذا الشيء في الغرفة، وهي «بابنا الخامس والأخير»!!

وهذه هي- كما نرى- بعض وظائف أعضاء هذا الإنسان و«مظاهر»حياته الحيوية كما أوردها د0 ولكر في كتابه: «فسيولوجيا الإنسان» !!

هذا الرأس

بدا لنا أنه لا مشكاة في هذا الإنسان سوى «رأسه» هذا، وما حوى من دماغ وحواس رُكِبت فيه، ولا«مصباح» في هذه «المشكاة» سوى هذا العقل، المستمد لنوره من ضياء هذا القلب، عبرهذا «السلك» المسمى بـ «الوتين»ولا «زجاجة» فيه سوى هذا الخيال الرباني الشفاف المتلأليء كـ «الكوكب» الدري، ولا «شجرة» فيه سوى هذه الشجرة الواحدة المفطورة- أصلاً- ذات الثمر العرفاني الخاص، إن هي سُقيت بـ «الماء» العذب الفرات، ولخاصية زيت الزيتون التي لا يخالطها الدخان، كان ذلك وقود المصباح، وإن لم تمسسه نار، وهي- حقاً - لم تمسسه، لأنه من المعاني المباركة المضيئة ذاتياً فإن كان مسٌ، فذلك من بعد الخلق من تراب، ولوضعها المقلوب انتفت عنها الجهات المعروفة!! أمّا من جهة الظاهر فإنها- كما ذكروا - : (شجرة مباركة ومقدسة عند جميع الأمم التي عمرت حوض البحر الأبيض المتوسط من قديم الزمان، وكانت عندهم رمز «الحكمة» و «الخصب» و «المجد»وهي أكثر ما تنبت في هذه البقعة المتوسطة- والتي هي كما وصفها الله: «.ّ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ..» - وفي ما جاورها من الأرض المقدسة، مهد الديانات السماوية كلها، ومهد المدنيات، وقد أكمن الله لنا فيها من غذاء ودفء ونارٍ ونورٍ ما كنّا نرجو ولا نتوقع ولا يخطر ببالنا أن يكون كامناً كله في هذه الشجرة ذات الورق الدائم الخضرة، والتي نستخرج منها الدهن غذاءً أصيلاً لأبداننا، وصبغاً لطعامنا، ودفئاً لأجوافنا، ونستخرج النار والنور من زيتها هذا، الذي يكاد يضيء ولو لم تمسسه «نار»

فهذا «الرأس»بما حوى هو- كما يقولون - : (مظهر النور الإلهي الخاص الذي اتخذ من مقدمه حارساً، ومن وسطه وزيراً مدبراً، ومن آخره خزينةً وخازناً، ومن جميع الأجزاء رجالاً وركباناً، ومن الروح الحيواني الطبيعي خادماً ووكيلاً، ومن البدن مركباً، ومن الدنيا ميداناً، ومن الحياة بضاعةً ومالاً، ومن الحركة تجارةً، ومن العلم ربحاً، ومن الآخرة مقصداً ومرجعاً، ومن الشرع طريقةً ومنهجاً، ومن النفس الأمارة حارساً ونقيباً، ومن اللوّامة منبهاً، ومن الحواس جواسيساً وأعواناً، ومن الدين درعاً، ومن العقل أستاذاً، ومن الحس تلميذاً) ..

كما أنه بالنسبة لـ (الميزان) - ذي الكفتين الروحيتين (باطناً) والماديتين (ظاهراً) - بمثابة (لسان الميزان) !!

الوضـع الصحـيح

والإنسان منّا- وبقليل من التأمل العميق - يجد أنه مقلوب الوضع! نعم، مقلوب الوضع!!

وهي الصورة التي ستتضح فعلياً- في الآخرة - حين البعث وقيام الناس يومها بذات الكيفية التي ينبت بها النبات، وإن شئتم فاقرءوا معنا قوله- تعالى - : «وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ9 وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ10 رِزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ «الْخُرُوجُ»11» <ق> ..

وقوله - تعالى - :

(وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ57)

<الأعراف>..

وقوله - جلّ جلاله - :

(وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً17 ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً18) < نـوح>..

وقوله- سبحانه وتعالى - : (فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ50) < الروم>..

الصـــورة المنقـــحة

لهذا- بدا لنا - هذا الإنسان بأنه تلك (الصورة) المنقحة المصغرة لهذا الوجود بأكمله، ضمَّ ظاهره وباطنه جميع خصائص تلك الحقب التي تعاقبت على هذه الحياة- السابقة له في الوجود- مع تفرده هو عنها بتلك (الخاصية) التي أُلحقت به، ليصبح هو مركز الإختبار والعناية الإفلهيتين، لهذا نجد أن حواسه (الخمس) قد رُكِبت فيه لتكون له بمثابة الأبواب المفتحة إلى داخل هذه الأعماق الواسعة المتسعة، حيث يوجد ذلك (الدافع) الباطني، المنقسم بدوره!!

هذا ولكل حاسة مهام هي موكلة بها لا تتعداها إلى غيرها، بل ولا علم لها بما أُوكِل لغيرها من مهام، وأنها متدرجة من الكثافة إلى الشفافية، ليأتي هذين (اللسانين) !! – لسان النصف الأعلى، ولسان النصف الأسفل - كمعبرين وترجمانين عن أقوال وأفعال ونوايا هذا الإنسان، ونتائجها وردود أفعالها!! على أن يكون أخذنا لهذا الإنسان من ناحيته الفردية النموذجية مثالاً لبقية أفراد نوعه، طالما أننا سبق أن ذكرنا أن العقل يقدم لنا الصورة الواحدة كإدراك كلي للنوع بصفة عامة- كصورة الحصان الواحد عن بقية الجياد - !! مما يستوجب ويستلزم أن تكون الحقيقة الواحدة المستنبطة التي استخلصناها، هي نفسها الحقيقة التي عنـد الآخرين!! وليس الأمر قاصراً- كما أشرنا - على الأشياء المجسدة فحسب، بل يتناول كل ضروب المعرفة، ليكون قياسنا لهذه الإنسانية ككل مبنياً على هذه القياسات التي لا تخطيء، لأنها في حقيقة نفسها- أي الإنسانية - في اعتقادنا - عبارة عن كائن واحد كلي عضوي، له وفيه كل ما لهذا الكائن الجزئي الواحد الصغير من مراحل تطورية، مستمدة منه هو أصلاً!! كما هي حال الحيوان وحيد الخلية وقيامه بجميع مظاهر الحياة بالنسبة له، إذ لا فرق- كما نرى - بين إنسان وآخر في الصورة والإطار، ومراحل التكوين، على امتداد هذه المعمورة، فالإنسان هو هذا الإنسان، في أي زمان، وفي أي مكان!! عين الصورة وأبعادها!! وما جعل الله هذه الاختلافات الظاهرية إلا للتأمل والتفكر فيما سيؤدي إليه من علمٍ عميق الجذور!!

هذا وقد تمكّن من اعتقادنا- ودون فكاك - تأملاً وتفكراً - وبما لا يدع مجالاً لأدنى شكٍ - أن هذا الرأس بما حوى من دماغ، هو المقارَن الوحيد بهذه (الكرة) الأرضية من حيث أنها (الدماغ) الأكبر لهذا الكائن الكلي، برقاعه الخمس، حيث اختصت كل رقعة (جغرافياً) بتميزها وخواصها وتفاصيلها و(آنهـا) ، وأن له ما لذلك من شرايين وأوردة وشعيرات تمده باحتياجاته الحيوية من حسٍ، ومن معنىً، فضلاً عن أن أسماء هذه الرقاع الخمس ما أُدرٍكناها ولا عرفناها إلا بإضافة (ألف) الإثنين والـ (نون)- أي بالـ (آن) !! – و (الآن) كلمة مأثورة في القرآن الكريم- وهي التي تعني - بالإضافة إلى ما تقدم - معنى (الوقت) وبمثلما أن دماغنا الجزئي الصغير هذا قد حوى مراكزاً لـ :

1/ الحافظـــة

2/ الذاكــرة

3/ المفــكرة

4/ والمخــيلة

5/ والحس المشترك

كذلك وجدنا أن نفس هذا الوضع المعنوي ينطبق- بذات دقته وتخطيطه ومقاييسه- على هذا الدماغ الكلي- حساً جغرافياً - !!

فصارت هذه الرقاع الخمس هي مدار الأدوار العالمية المؤثرة والضرورية التي قامت، أو القائمة بها (الآن)، أو التي ستقوم بها مستقبلاً- أياً كانت مسببات هذا القيام وتأثيراته - فيما يتعلق بالشأن الإنساني عامةً، سمواً وعلواً، أو قعوداً وسفلاً!! مثلما هي الأدوار الذاتية المؤثرة التي تقوم بها، أو القائمة بها الآن، أو التي ستقوم بها مستقبلاً- أياً كانت مسببات هذا القيام وتأثيراته- حواس هذا الإنسان الباطنة الخمس، فيما يتعلق بشأنه الإنساني الذاتي، سمواً وعلوا،ً أو قعوداً وسفلاً!!

والأمر الأول الذي قادنا إلى تحديد مثل هذه الحدود (المكانية) الدقيقة- ابتداءً - هو رحلـة (ذو القرنين) الشهيرة تلك، والتي وصل عندها- كما حكى القرآن - إلى (مغـرب) الشمس- أي إلى أقصى ما يمكن أن يصله الإنسان على اليابسة عند اتجاهه غرباً- ثمّ إلى (مطلعـها) – أي إلى أقصى ما يمكن أن يصله الإنسان على اليابسة عند اتجاهه شرقاً– بمعنى أن ذا القرنين انتهى في سيره غرباً إلى بحرٍعلى شاطئه طين أسود- (العين الحمئة) - حيث يتراءى للعين أن الشمس تغيب هناك وتختفي، هذا البحر الذي سماه القدماء ببحر الظلمات ، وهو اسم كما قالوا يتفق مع الوصف القرآني، وهو ما يمكن أن يكون شاطيء غربي إفريقية على المحيط الأطلسي، ثم إلى مكان (السد) شمالاً، وربما كان هذا السد بين بحر قزوين والبحر الأسود حيث توجد جبال القوقاز، وهي التي عنت عندنا- في مجملــها - حدود (الذاكــرة) - ذاكرة هذا العالم - !!

ولا شك أن شكل الكرة الأرضية في تلك الأزمنة الغابرة كان مغايراً لما هو عليه اليوم!!

وثاني الأمرين الذي قادنا إلى تحديد مثل تلك الأماكن ذات الأدوار العالمية المؤثرة، هو ذلك الخط المستقيم الممتد ما بين مهبط النور الأول- أي مهبط الوحي - عندما هبط بـ(التوراة) و(الإنجيل) في تلك الديار المقدسة- أي: (بيت المقدس) - أُولى القبلتين – ليصير هذا (البيت) هو المركز الذي وضعنا عنده- أي عند مدينة (القدس) تحديداً - دبوس (البرجل)، ووضعنا القلم عند مهبطه الثاني أي: (البيت الحرام) - ثاني القبلتين- عندما جيء إليه بـ (الفرقان) كنهاية لامتداد هذا (الصراط المستقيم) الحسي المنوّه عنه- والذي تمّ - كما بدا لنا- في ليلة النصف من (شعبان) - مع ملاحظة الألف والنون في هذا الاسم (شعبان)!! .. وكذلك في الاسم (رمضان) !! – أقول وضعنا القلم عند مهبطه الثاني- أي عند (أم القرى) - هذه المدينة المباركة– (مكة)، فرسمنا (دائرتنا) الأولى المتعلقة ببيان ما سيجري على هذه الأرض المقدسة وما جاورها من أحداث، ولعلها هي ذات هذه الأحداث التي تجري (الآن) في (قلب) فلسطين- قضية المسلمين الأولى - حيث أن الهدف من كل هذا الصراع -أدرك الناس ذلك أم لم يدركوا - هو امتلاك ناصية هذه المدينة المقدسة، مدينة (القدس) بشقيها - طال الزمن أم قصر- والتي هي قلب هذا العالم النابض، المنقسمة– بدورها - كما هو حال القلب الطبيعي- إلى قسمين: شرقية، وغربية، قسم مظلم تماماً، هو الذي يمارس اليوم عملية إظلام النصف الآخر، وآخر كاد هذا الظلام أن يسوده، لولا تلك (الروح) القدسية المضيئة التي تلوح في آخر نفقه في إنتظارظهور التجسيد الحي الحامل لها، الرافع للرآية الكبرى، لإنارة القسمين معاً، لا لإظلامهما- بإذن الله !! وهو ذات (النور) العائد إلي هذه (القبلة) الأولى مرة أخرى0 بعد الأحداث التي ستجري!!

وهذه هي الدائرة الأولى التي تعني لنا- من جهة أخرى - حدود دولة إسرائيل العظمى المزعومة من النيل إلى الفرات، وقد ضمَّت هذه الدائرة كلاً من مصر والأردن وسوريا والعراق وتركيا وجزيرتي قبرص وكريت، وأجزاءاً من شمالي كل من السعودية والسودان، وغربيةً من إيران!!

أما عندما تكون (مكة) هي مركز دبوس البرجل فهذا ما عنى لنا حدود منطقة (الحس المشترك) الداخلة في دائرة النورالمحمدي!! إنها دائرة ذلك (.. الأسمر شديد السمرة، خفيف اللحم، الممشوق، الذي لا هو بالطويل ولا بالقصير) - كما جاء في الأثر - والذي تشمل دائرته أرض الحجاز- بما في ذلك (مكة) و(المدينة) - وجنوب مصر - من أسوان جنوباً وحتى أسيوط شمالاً - وجميع أرض السودان الحالي، وشمالي إثيوبيا، وجيبوتي، وإرتريـا، والجزء الشرقي من اليمن!! وهو ما أفاده وضع دبوس البرجل عند مدينة (أمدرمان)!!

أما إن كان مركز دبوس البرجل مدينة (همدان) فهذا ما عنى لنا بداية نقطة انطلاق مسيرة ذلك (المسيح) الدجال إلى أن ينتهي إلى حيِّز أرضية (اللد) لتكون نهايته - ذوباناً - على يد نور(المسيح) عيسى بن مريم!! وهي المسيرة المتزامنة مع بداية انطلاق مسيرة أصحاب الرايات السود المنطلقة– ابتداءاً - من الحدود المشتركة ما بين إيران وأفغانستان، إلى أن ينتهي بهم المطاف عند مدينة (اصطخر)، ثم تتواصل المسيرة - بعد هذا - إلى أعتاب مدينة (دمشق) ثم إلى (القدس) ، ثم الاتجاه بعد ذلك بالجيش العرمرم إلى تخوم قارة (أوروبا)!!

وإلى الحلقة التالية..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى