السبت ١٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٤
بقلم
حائطيات طالب المقعد الأخير 15
المساء الغجري يحمل أوتاده من بقعة إلى أخرىأما نحن فنبيع الأغاني ونصنع المثلجاتكما كان جدّي يحلب السماء ويجر عربة مثلجاتهتلك التي هرب بها أولاد الجيران في مساء لاجئفقدتُ رومانسيتي تماماً أحملُ مظلة تحت المطروحين تهديني وردة أبيعها لأشتري رغيف خبزالشوارع تقول لكم إني أتسكع كثيراًوأنا أؤكد لكم أني لا أدخل الأماكن المقدسة أو أزور البيوتلا لشيءجواربي ممزقةلستُ وحدي ..هناك من يزرع القنابل ولا يبيع المطرمحاصيل القمح الخضراء لا تحتمل الحصادةالمساء الغجري كتب حزنه قبل أن ينشف حليب القمرإن الأشياء العابرة تربط المعصم وتمروحدها الأشياء الساكنة باقيةوإن العيون التي تغمض عينيها عن الحقيقة يصدأ الضياء في قعرهاثدي الذئاب لم يرضع أطفال حارتناأما نحن فضربنا حجارتنا ببعضها .. كي نوقد ناراً نتدفأ بهااحترقت مدينتنافقدتُ رومانسيتي تماماً بمن أشبهكِ بعد أن ذاب القمر2ها نحن ذا في الوقت الضائعإذاً أغلقي النافذةقلتُ لك لا الأرض تدور ولا الشمسنحن من يدور ويتعبوإشارات المرور لا تفيد الصباح الذي يغني للحقولأما الحقائق فلا تحتاج إلى معادلاتالغابة التي نقتل أشجارها لنبنيلا تلد سوى أطفال الربوالخروف الذي لا يملك جرساً يثغو ليعلن حضورهالغيم الذي وزع الصوف أفسد قطننا في الحقولبعض الأمطار انتهت صلاحيتهاالبحر الجميل الذي نعرفه جميعاً لا يحتاج إلى وسيط لنتعرف عليهالمطرب الذي سقط عن المسرح لا يتذكر الجمهور .. وحدهم يتذكرونهولأنكِ دائماً متفائلة كدكان الألبسة الرياضية لا تقولي ليغرفتك كمدينة ألعاب مهجورةلا يوقف صمتها صرير الكراسي القديمةولا تقولي لي كيف كف يدك الصغيرة ستعبر بي نهراً3يجلس على الشرفة وينتظرلا لصوص في الطريقإذاً دعِ النار مشتعلةالحقل مازال بعيداًأحلامه كوابيس وهم هناك يعيشون كوابيسهلا يرفع غصن المدينة كل الأحباببعض الأشجار بدون ظلاليتمناها أن تأتي دون أن تنتعل خفاً رياضياً أو كعباً عالياًيريدها حافية كما عرفها حين أخرج المسمار من قدمها وجرح يدهيريدها حافيةفي موسم الجوع لا تفيد نظرات الجميلاتيجلس على الشرفة وينتظر تاركاً باب غرفته مفتوحاًيضحكيذكر ضحكته الهستيرية في الحافلةعندما كان يقرأ رسائلهايجلس على الشرفة وينتظرمازال يؤمن بأن هناك حوريات بيضاء لديهن أجنحة