الجمعة ٢٩ نيسان (أبريل) ٢٠٢٢
بقلم حاتم جوعية

حاجتُنا إلى نقدٍ موضوعي في مجال أدب أطفال

اليوم أصبح كلُّ كاتب وكلُّ شاعر فاشل (شويعر وَمُستكتب) محليًّا لا يعرف قواعد اللغة العربية وصرفها ونحوها وكتابة الإملاء بشكل صحيح وسليم يكتبُ قصصا للأطفال.. وقد تراكمت وتفاقمت كتاباتُ وإصدارات هؤلاء المرتزقين المتطفلين والدخيلين على عالم الشعر والأدب والإبداع.. والأدب والإبداع بريىءٌ منهم. وهذه الإصداراتُ أصبحت مربحة وتجارة مضمونة لها سوق واسع ومزدهر محليًّا لأنّ كتب وقصص أدب الأطفال تُباع في جميع المدارس العربيَّة، وخاصَّة الكتب التي دون المستوى المطلوب..وسياسة أجهزة التعليم عندنا في الداخل ومن يقف وراءها معنيَّة بالترويج ونشر مثل هذه البضاعة والإصدارات التافهة التي دون الحدِّ الأدنى للمستوى المطلوب.وأنا بدوري مُلمٌّ بأدب الأطفال وكتبتُ الكثير من الدراسات والأبحاث الواسعة والشاملة لكتب وإصدارات قيّمة محليًّا في مجال أدب الأطفال، ونشرتُ هذه الدراسات في الكثير من وسائل الإعلام والمواقع: المحلية والعربيَّة والعالميَّة.. وحققت هذه المقالات والدراسات شهرة وانتشارا واسعا عربيا وعالميا..لدرجة أن أحد الطلاب الجامعين في إحدى الدول العربية ويتعلم في جامعة مرموقة ومشهورة قد أخذ عدة دراسات لي منشورة في بعض المواقع وقدمها للجامعة بحذافيرها مع بعض الإضافات البسيطة (أي أكثر من 90 بالمئة من مواد الوظيفة والأطروحة للجامعية هي لي) وأعطوه على هذه الدراسات والأبحاث التي سرقها عني شهادة الماجستير (m. a) بامتياز وتفوق..ولم أشتكِ أنا عليه لأن هذا الموضوع سيطول جدا وخاصة من دولة لدولة وسأحتاج لمحام دولي.. وأقصى حد عندما أثبت أن المواد والوظيفة التي قدمها ذلك الطالب للجامعة هي لي سوف يلغون له الشهادة وأنا سأدفع الكثير من الأموال للمحامين وللمحاكم مقابل ذلك حتى أثبت الحقيقة.. وأريد أن أضيف: إنني لم أفكر مرة واحدة حتى الآن أن أستفيد ماديًّا من هذا المجال لأنَّ الكتابة عندي قبل كلِّ شيىء هي رسالة إنسانيَّة واجتماعيَّة وأخلاقيَّة ووطنيّة بحدِّ ذاتِها سواء كانت مُوجَّهة للكبار أو للصغار.

والجدير بالذكر أن معظم دور النشرالمحلية تتهافت على طباعة كتب وقصص للأطفال تكون غالبا دون المستوى والتي لا تحمل أية رسالة: تثقيفيَّة ووطنية وقومية وإنسانية وفكرية وحتى ترفيهيَّة.. وأما قصص الأطفال التي على مستوى فنيٍّ عال وراق جدا وفيها البعد الوطني والإجتماعي والإنساني وأيضا الدواوين الشعرية والكتب الأدبية التي على مستوى عال وراق جدا فترفض طباعتها لأنها لا تباعُ وتُسوَّقُ في المدارس محليا – حسب سياسة المناهج التدريسية والمسؤولين عنها من فوق - والسبب معروف للجميع. وأنا شخصيا لي تجربة مع إحدى دور النشر المحليَّة حيث وعدوا بطباعة كتاب لي، وهو دراسات في أدب الأطفال المحلي..وفي النهاية رفضوا طباعته...والسبب معروف.. وإنه لأمر مؤسف ومقرف في نفس الوقت... وهذا هو الوضع المزري والمُخزي الذي وصلت إليه الحركة الأدبية والثقافية المحلية.. فالأديب والكاتب والشاعر الكبيرالوطني الملتزم والشريف محليًّا يشعر انه مُهَمَّش ووحيد لا يوجد له أيُّ دعم مادي وحتى معنوي أيضا ومحاصر من جميع الجهات... وحتى الإعلام المحلي على جميع أشكاله وماركاتهِ عندنا في الداخل معظمه مذدنب وعميل ومأجور يُعتِّمُ على كلِّ أدب وفكر وفنٍّ وأبداع محلي راق وملتزم يحمل رسالة إنسانية ووطنية هادفة وسامية.. وأيضا بعض المنتديات والجمعيات والأطر محليًّا التي تدَّعي خدمة الثقافة الأدب والفن المحلي هي مأجورة ومذدنبة وعميلة وتقوم بنفس الدور السَّلبي والحقير والخطير مباشرة أو من وراء الكواليس وبشكل غير مباشر وهدفها وسياستها هو تدمير ووأد الفكر والثقافة والأدب المحلي الراقي والملتزم.. ولهذا يضطر الكاتب والشاعر المبدع أن يطبع كتبه وإبداعاته على حسابه الخاص ومن جيبه.. وهذه الطامة والمأساة يُعاني منها معظمُ الكتاب والشعراء الكبار المحليين والمُمَيَّزين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى