الجمعة ١٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
مصر تسجل اعلى المعدلات

حالة طلاق تقع كل 6 دقائق بسبب المسلسلات

محيط / أسمـــاء أبوشــال: لا شك أن الزواج سنة الحياة، وأحد أسباب استقرار الأسرة ، وبالتالي استقرار المجتمع وتنقيته من الشوائب والانحرافات ، لكن مع التغيرات الاجتماعية الطارئة علي المجتمع المصري تنطبق مقولة الكاتب أنيس منصور "الزواج نصف الدين والطلاق النصف الآخر" ، وهذا ما تؤكده آخر إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر عام 2005 أن نسبة حالات الطلاق،مقارنة مع حالات الزواج، انخفضت عن الأعوام السابقة، لتصل إلى 11.6 %، من حالات الزواج في نفس الفترة، مقارنة بعام 2001 الذي بلغت فيه نسبة حالات الطلاق بين المتزوجين الجدد، إلى 40 %، وسط تنبؤات بأن تكون الظروف الاقتصادية الصعبة، وارتفاع أسعار العقارات، أحد أسباب قلة حالات الطلاق، لصعوبة توفير شقة جديدة للعروسين المطلقين.

وكان تقرير سابق صادر من الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أكد أن عدد المطلقات بلغ مليونين و459 ألف مطلقة، بما نسبته 34.5 %، حالة طلاق في السنة الأولى من الزواج، و12.5 % في السنة الثانية، و40%، منهن يطلقن في سن الثلاثين، وكشف التقرير وقوع 42 % من حالات الطلاق، بسبب الحالة الاقتصادية للزوجين، وعدم قدرة الزوج على الوفاء بالتزامات واحتياجات الأسرة.

وربط التقرير بين درجة التعليم، وازدياد حالات الطلاق، وظهر أن 75% من المطلقات أميات، و52 % أميون، في حين 20 % نساء و35% رجال فيمن يجيدون القراءة والكتابة، بينما 5 % نساء، و10 % رجال، من حملة الشهادات المتوسطة، لتصل إلى 28 % نساء و3 % رجال من الجامعيين.

ولكن السؤال هنا لماذا ترتفع نسب الطلاق بهذا الشكل المفزع ؟ هل هو سوء اختيار نظراً لللرعب من شبح العنوسة ؟أم الظروف الاقتصادية أم الخيانة الزوجية ؟ وفي هذا الصدد كشفت دراسة حديثة،أجرها مركز دراسات المرأة، حول أثر بعض الأفلام والمسلسلات العربية على التفكك الأسري، والخيانة الزوجية، أن غياب البعد الديني في هذه الأعمال، وراء الكثير من الكوارث، وأنها تقدم نماذج سيئة للمتزوجين.
وأظهرت الدراسة التي أعدتها عيشة مصطفى، الباحثة بالمركز، أن 80% من حالات الطلاق سببها الأول مشاهدة 48 مسلسلا تلفزيونياً، و15 فيلماً عربياً، عرضت خلال الفترة من 1995 و2002، ولنفس السبب، فإن نسبة الخيانة الزوجية بلغت 33.5 %، خاصة أن الحبكة الدرامية، والحوار، يدوران حول حتمية وجود علاقة ما بين الزوجة وصديق، أو زميل زوجها، والعكس صحيح، إلى حد ارتكاب المعصية، والوقوع في بئر الخيانة.

وذكرت الدراسة أن نسبة 43 % من العينات، أكدت أن المشاهد العاطفية غير المشروعة دافع أساسي للوقوع في المحظور، إذا تعرضت لنفس الظروف، وأن 89.3 % من أفراد العينة أشاروا إلى أن الأفلام والمسلسلات تجد إقبالاً جماهيرياً وتحرض الزوجات بصفة خاصة، على التمرد على الحياة الزوجية.

ونصحت الباحثة بضرورة وجود "ميثاق شرف" بين المؤلفين، وكتاب القصة والسيناريو والحوار، يقضي بعدم ذكر عبارات ومشاهد الخيانة، والتحريض عليها، وضرورة قيام المصنفات الفنية بالإشراف الفعلي على الأفلام والمسلسلات، وعرضها على الأزهر لمراجعتها قبل بثها على الجماهير.

وكشف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن أرقام مذهلة، فيما يتعلق بالطلاق في مصرعام 2005، إذ قال إن هناك حالة طلاق تقع كل ست دقائق، ومن بين كل 100 حالة زواج، تتم في القاهرة، ينتهي 33 حالة منها بأبغض الحلال ، كما أن 90 ألف أسرة تتفكك سنويا نتيجة الطلاق، وتسجل مصر أعلى معدلات طلاق في الدول العربية، تليها الأردن، ثم السعودية، فالإمارات، والكويت، ثم البحرين، وقطر، والمغرب.

وقالت الدراسة التي أعدها جهاز الإحصاء ونشرتها مجلة "المصور" الحكومية في نيسان (أبريل) 2005، إن أعلى نسبة طلاق وقعت في مدن قناة السويس الثلاثة: محافظة بور سعيد، والإسماعيلية، ثم السويس، إضافة إلى القاهرة، والإسكندرية، دمياط، الجيزة، مطروح، أسيوط وأخيرا سوهاج ثم الوادي الجديد.

وعن أسباب الطلاق، ظهر أن 42 % منها بسبب ضيق حال يد الرجل، و25 % بسبب تدخل الأهل، و12 % للسلوك السيئ لأحد الزوجين، بينما 6.5 % من حالات الطلاق، بسبب تحريض أهل الزوج و5.3% لتحريض أهل الزوجة.

ومن الأسباب التي أوردتها الدراسة أيضا التحولات الاجتماعية الجديدة، وسبب رابع على القائمة هو عمل المرأة الذي لا يقبله بعض الأزواج.

ويرجع الدكتور أحمد المجدوب الخبير الاجتماعي في شئون الأسرة، السبب في تزايد حالات الطلاق إلى ما يسميه: "الخلل الذي أصاب علاقاتنا، والعنف الذي خيم على تصرفاتنا"، مشيرا إلى أن الطلاق شكل من أشكال الخلل والعنف، والشباب لم يعد يدرك أهمية الأسرة لذلك تزداد حالات الطلاق بينهم، حسب قوله.

ويقول أن "المرأة والرجل في صراع، فكيف بالأبناء الذين يشبّون في هذا الجو، وظروف عديدة وفدت إلى المجتمع أفرزت سلوكيات دخيلة من بينها الرؤية السلبية، وعدم احترام النظام العام، والخروج عن الإطار والأنانية والعنف، ولا شك أن العامل الاقتصادي والزواج العشوائي، وعدم وجود مرجعية في الأهل من أهم الأسباب، إضافة إلى تعرض الابن لحالات طلاق في أسرته، أو عائلته، تجعله أكثر عرضة لارتكابه، ثم عامل مهم أيضا وهو ارتفاع المستوى الاقتصادي مع انخفاض المستوى الاجتماعي والثقافي في بعض الفئات".

وتقول ‏الدكتورة‏ ‏سامية‏ ‏خضر‏ (‏أستاذ‏ ‏علم‏ ‏النفس‏ بجامعة‏ ‏عين‏ ‏شمس‏) ‏فترجع‏ ‏زيادة‏ ‏معدلات‏ ‏الطلاق‏ ‏إلي‏ ‏التغيرات‏ ‏التي‏ ‏شهدها‏ ‏المجتمع‏ ‏الذي‏ ‏مر‏ ‏بطفرة‏ ‏أحدثت‏ ‏فجوة‏ ‏أثرت‏ ‏بصورة‏ ‏أو‏ ‏بأخري‏ ‏علي‏ ‏العلاقات‏ ‏الإجتماعية‏, ‏والزواج‏ ‏بوصفه‏ ‏صورة‏ ‏من‏ ‏صور‏ ‏العلاقات‏ ‏الاجتماعية‏ ‏أصابه‏ ‏نفس‏ ‏الاختلاف‏ ‏فلم‏ ‏يعد‏ ‏الاستقرار‏ ‏هدفا‏ ‏يسعي‏ ‏اليه‏ ‏الأفراد‏,فكل‏ ‏طرف‏ ‏يسعي‏ ‏لمصلحته‏ ‏وإذا‏ ‏لم‏ ‏تتحقق‏ ‏له‏ ‏لا‏ ‏يحفل‏ ‏بهدم‏ ‏الأسرة‏ ‏وتشريدها‏،فيلجأ‏ ‏إلي‏ ‏الانفصال‏ ‏والطلاق‏.‏

ومن‏ ‏الملاحظ‏ ‏تزايد‏ ‏نسبة‏ ‏الطلاق‏ ‏في‏ ‏السنوات‏ ‏الخمس‏ ‏الأولي‏ ‏للزواج‏ ‏حيث‏ ‏يرفض‏ ‏كلا‏ ‏الطرفين‏ ‏التنازل‏ ‏عن‏ ‏طلباته‏ ‏والتضحية‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الآخر ‏ ‏
ويتمسك‏ ‏بآرائه‏ ‏حتي‏ ‏يغير‏ ‏الطرف‏ ‏الأخر‏ ‏من‏ ‏نفسه‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يحاول‏ ‏هو‏ ‏أن‏ ‏يفعل‏ ‏ذلك‏ ‏أيضا‏.‏

ومن‏ ‏هنا‏ ‏يحدث‏ ‏الخلاف‏ ‏لأن‏ ‏الطرفين‏ ‏لم‏ ‏يحاولا‏ ‏تقريب‏ ‏وجهات‏ ‏نظرهما‏ ‏ويتضخم‏ ‏الخلاف‏ ‏ويحدث‏ ‏الانفصال‏ ‏بسرعة‏ ‏خاصة‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏الزواج‏ ‏سهلا‏ ‏بدون‏ ‏كفاح‏ ‏فيصبح‏ ‏من‏ ‏السهل‏ ‏التخلي‏ ‏عن‏ ‏الآخر‏.‏

أما الدكتور خليل فاضل مستشار العلاقات الزوجية، والطب النفسي، فيرى أن هناك أسبابا عديدة أخرى للطلاق، أبرزها سفر الآباء، وجشع بعض الأزواج، وضعف كثير من النساء، وفق قوله.

ويكما ي‏ ‏الدكتور‏ ‏شوقي‏ ‏الساهي‏ (‏الأستاذ‏ ‏بجامعة‏ ‏الأزهر‏) ‏أن‏ ‏من‏ ‏أهم‏ ‏أسس‏ ‏الزواج‏ ‏التكافؤ‏ ‏بين‏ ‏الطرفين‏ ‏في‏ ‏البيئة‏ ‏والدين‏ ‏والثقافة‏ ‏والعمر‏ ‏لأن‏ ‏الزواج‏ ‏شركة‏ ‏
ولابد‏ ‏من‏ ‏حسن‏ ‏اختيار‏ ‏الشريك‏, ‏ومن‏ ‏أسباب‏ ‏ارتفاع‏ ‏معدلات‏ ‏الطلاق‏ ‏بين‏ ‏الشباب‏ ‏عدم‏ ‏وجود‏ ‏هذا‏ ‏التكافؤ‏, ‏وجهل‏ ‏الجيل‏ ‏الجديد‏ ‏بقدسية‏ ‏الحياة‏ ‏الزوجية‏ ‏وما‏ ‏تتطلبه‏ ‏من‏ ‏حقوق‏ ‏وواجبات‏.

ومن الطبيعي حدوث مثل هذه الأمراض الاجتماعية مع قلة الوازع الديني أو فهمه بطريقة خاطئة في المجتمع وطالما أن هناك جهل بفقه التعامل بين الزوجين سواء أكان الجهل من جانب الرجل أم المرأة أم الاثنين معا، وهو فقه مصدره كتاب الله وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، ونقله إلينا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.

وعل الزوج أن يتخلق بالخلق الحسن ولين الجانب والرفق وعاشروهن بالمعروف (النساء: 19)، فإذا وجدت المرأة رجلا فظا غليظا متسلطا فقد لا تتحمله ولا تطيقه ثم يقع الطلاق ، فالرجل الفطن هو الذي يملك بحسن خلقه قلب زوجته، ويتذكر أنها أمانه عنده بتقرير المصطفى صلى الله عليه وسلم لذلك : إنما هن عوان عندكم.


مشاركة منتدى

  • بسم الله الرحمن الرحيم لا اقول غير لا حول ولا قوة الا باالله العلي العضيم وارجو من الازواج ان يختار كل منهم الشريك المناسب واقول لهم ان ابغض الحلال عند الله الطلاق .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى