الأحد ٣٠ آب (أغسطس) ٢٠٢٠
برحيل الشاعر الكبير ابو يعرب ..
بقلم نايف عبوش

حان الوقت أن نكون مع قصيدته الرائعة توأم الحق

ما كان في نيتي أن أنشر هذه القصيدة .. لأن الزميل العزيز الشاعر الكبير والأديب الفحل ابو يعرب، رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته، كان قد قرأ علي بعضمة لسانه، نصها المكتوب بخط يده، ساعة نظمه لها، في لقاء مباشر له معي، ووعدني يوم ذاك، بتضمينها في الطبعة الأخيرة من مجموعته الشعرية (الحب في قريتي).

أما وأن الأمانة العلمية تقتضي نسب الفضل والإبداع لأهله.. وحيث قد رحل عنا أبو يعرب إلى جوار ربه.. وبقصد إظهار ما ابدعه للناس، وعدم كتمه.. كان لابد لي من نشر هذه القصيدة العصماء، فقد حان الوقت لها، أن تبصر النور ،لتكون في متناول الجميع، شاكرا للراحل أبي يعرب لطفه، وكرم فضله في نظمها، بهذه البلاغة الساحرة، عساها أن تكون في ميزان حسناته.

ولا غرابة في أن تأتي القصيدة على هذا النحو من الإطراء الجميل. فالشاعر أبو يعرب رحمه الله تعالى، بما هو نتاج القرية، وابن الديرة، الذي عايش كل تفاصيل مفردات حياتها، وناسها، ظل كيسا، ووفيا، ومنشدا، لجذور نشأته الريفية، رغم كل ضغوط العصرنة الصاخبة، واستمر على هذا الحال في تواصله الوجداني مع مجايليه، من زملاء الدراسة، وأصدقاء العمل، سواء كان ذلك التواصل، وجاهيا مباشراً، أو من خلال الرسائل، والنظم شعرا.

وجربا على عادته، فقد احتل المدح، والثناء، في قصيده مساحة واسعة من نظمه، متغنيا بمناقب زملائه، كما الأفاضل من وجهاء القوم، على قاعدة ولا تبخسوا الناس أشياءهم. ولذلك يلاحظ المتلقي أن اسلوبه في المدح، قد امتاز بالتركيز على إطراء المناقب الفاضلة، لدواعي الاشادة بالمعاني الرفيعة، والسجايا الراقية، لمن يختصهم في شعره بالمدح، والإطراء، ليكونوا مثالاً للاقتداء، والتأسي، حيث ظل هاجسه الأول من المدح،هو الحرص على رفع شأن قيم الفضيلة، والسمو بها، وتشجيع الجمهور على ممارستها.

رحم الله زميلنا العزيز الأديب الفحل، والشاعر الجهبذ، أبا يعرب، وجزاه الله تعالى عن الديرة وأهلها، كل خير.

وفي ما يلي نص القصيدة:

(توأم الحق)

مهداة إلى الأستاذ نايف عبوش المدون المبدع..

يا نايف الخير ياقسط الموازين ........ وتوأم الحق في كل الميادين
أنت المدون فيه الكل قد وثقوا .......... أنت اليراع لإبداع وتدوين
يرنو إليك شباب يقتدون بكم .......... ويستعين بكم أهل الدواوين
هم يقرأون الذي خطت اناملكم ..... ويستفيدون من تلك العناوين
لأنها حكمة باتت منزهة ............ من المكاسب والإسفاف والدون
ياقدوة لشباب كلهم ألق .................وأسوة لزرافات المها العين
كأنك اليوم للإبداع سارية ............ حباك ربك إعجاب الملايين
فنشر درك مكنون غلا ثمناً .......... ودر بعض البرايا غير مكنون
إذا تضوع حيناً مسك ذي ألق .....يفوح مسكك في كل الأحايين
أم البشير تشد الأزر في ثقة .... وعشرة العمر من أقوى البراهين
إني وعثمان سبطي لا نفارقه ... نعشو لضوئه من حين إلى حين
إني رأيت أبا كهلان منشرحا ......... لما تخط بلا جيم ولا سين
وثلة من صلاح الدين معجبة ...... كما يراسلكم أبناء ذي النون
جزاك ربي عن الحدباء صالحة ....... فإنها قلعة للضاد والدين
إذا سعيت إلى إحصا مناقبه .... فإن سعيك هذا غير مضمون

ابو يعرب


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى