الأحد ٢٦ شباط (فبراير) ٢٠٢٣
بقلم أسامة محمد صالح زامل

حرب الشتاء والخريف

يهيمنُ ريحُ الشتاءِ ولكنْ
نَ ريحَ الخريفِ يعاود كرّا
يخالُ بأنّ الصّمودَ طويلًا
يُغيِّرُ حظًّا ويجلبُ نصْرا
وينسى بأنّ حليفَ الشتاءِ
زمانٌ تحدِّيه يقصِمُ ظهْرا
يعزُّ على ذا الخريف انكسارٌ
سينزعُ عنهُ رداءً وسِتْرا
وليس يفيدُ الدّعاءُ خريفًا
ولو قامَ دهرًا وأمسكَ دهْرا
أحبُّ الشتاءَ ولكنّ دمعِي
لأجلِ الخريفِ تدفّقَ نهْرا
ولو أذنَ اللهُ واسْطعتُ شيئًا
لنقّصْتُ عُمريْ ليزدادَ عُمْرا
ولكنّ أمرَ المُهيمنِ يمضيْ
وهل من مفرٍّ إذا رادَ أمْرا
وما عشتُ إلّا كهذا الخريفِ
بأرضٍ بها يولدُ العِتْقُ أسْرا
ويحيا بها الشرٌّ بشّا وحرا
ويسعىْ بها الخيرُ إنْ عاش سرّا
إذا ما بكى الناس عمر الشبابِ
ادّعيت وواسيتُ بالقول: صبْرا
وصدقُ المواساةِ إدراكُ معنى
الّذي فقدَ النّاسُ حلوًا ومرّا
ولكنّني والخريفَ شبيها
ن إذ لا شبابَ لنبكيهِ قهْرا
وإلا لأنسى البكاءَ بكاءٌ
فإنّ له مثلما قيلَ سِحْرا
وداعًا خريفَ الفصولِ وداعًا
خريفي وربّي بما ظلّ أدْرى


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى