الأربعاء ١٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٠

حسرة وأقاصيص أخرى

صلاح عويسات

شرقيّ

أبت كرامته أن تنفق عليه من أموالها، أقنعها بعمل توكيل له.

غابة

زجّ به في السّجن، ذلك النّطاسيّ البارع الذي عاد لخدمة وطنه، ﻷنّه لم يقبّل يد طفل صغير... سموّ وليّ العهد.

كيد

استقبلته بالزّغاريد، طوّقت عنقه بيديها، وضعت قبلة على جبينه

هنّأته بالسّلامة...هي من أبلغت عنه،وتسبّبت في سجنه.

حسرة

ذلك العابد فجع بببّغائه الذي أتقن النّطق بالشّهادتين،حين قام بالزّعيق فقط بين مخالب ذلك القطّ المفترس.

شعرة

تمنّى أنّ أمّه لم تلده حين رأى كلّ الشّباب يخوضون معامع التّغيير بصدورهم العارية، وهو جبان لا يجرؤ على نطق كلمة واحدة، حين فشلت الثّورة أثنوا عليه، ومنحوه درع الحكمة.

الحصاد المرّ

تمحّكت به في السّرير، أدار لها ظهره، سألته:

ما لك تعرض عني؟ انتظرتك سنوات طويلة،صبرت رغم عمري الصّغير،هل أحببت غيري؟ لقد أحببتك وحافظت على عهدك طوال تلك المدّة أنتظر هذه اللحظة و...
انفجر باكيا لم يستطع السّيطرة على نفسه، لم يستطع أن ينظر في عينيها، تحدّى المحتل، لم يطأطئ رأسه ولو مرّة واحدة، كلّ زملائه في المعتقل كانوا يفاخرون بصلابته وعناده، واﻵن يطأطأ رأسه أمام زوجته، لعدم قدرته على إعطائها حقّها بعد كلّ ذلك اﻹنتظار، تذكّر أنّه تلوّى من اﻷلم ذات مرّة بعد إحدى الرّكلات القاسية، أحسّ أن خصيتيه قد تفجّرتا، لكنّه اعتبر أنّ ذلك أمرا عابرا وسيعود كلّ شيء إلى طبيعته، أصابه الذّهول من أوّل لقاء، علّل ذلك بالتّعب واﻹرهاق اللذين ألمّا به طوال أسبوعين مضيا، وها قد جاءت فترة مواجهة الحقيقة، الذي لا يستطيع إخفاءها أكثر.

ربيع الخراف

حين احتجّت الخراف على ظلم اﻷسد، فرحت بوقفة الذّئاب إلى جانبها، فهي تملك نفس سلاح الأسد، أمّا هي فلا سلاح لها سوى رؤوس تنطح بها، تكاثر الجمع على الأسد فولّى هاربا. ومنذ ذلك اليوم والذّئاب تبتزّ القطيع.

نضوج

رغم أنّهما تربّيا معا منذ نعومة أظفارهما، إلا أنّ شيئا لا يدري كنهه حدث بشكل مفاجئ، فقد اعتزلت ابنة عمّه ساحة اللعب منذ أيّام قلائل، وأخذت تهتمّ بنظافة جسدها، وملابسها، وتسريحة شعرها، حين أطلّت من شرفة بيتهم المتواضع أصابته عيناها الكحيلتان، وخدّاها المتورّدان بالذّهول. وشعر بنبضات قلبه ترتفع، إحمرّ وجهه حياءً مع أنّه قد لعب معها، وكثيرا ما ضربها من مدّة ليست بالبعيدة..نظر هو الآخر إلى ملابسه فوجدها متّسخة، فانقلب سريعا إلى بيته، ليغتسل ويلبس ثيابا نظيفة ويصلح تسريحة شعره، عاد ونظر إلى الشّرفة فلم يرها هناك، فقد كانت خلف زجاج النّافذة تحدّق به وتبتسم.

ظروف

شابّ رقيق، تجرحه الهمسة، نبات ظلّ قست عليه ظروفه، عمل جزّارا، أصبح يهرق الدّم، يكسر العظم، يقطّع اللحم ويقتلع الدّماغ بسلاسة، كأنّما ينتقم لنفسه.

غثاء

شعرت بالزّهو حين حصلت على مرتبة الشّرف،كثر المهنؤون والهدايا والأمنيات بمستقبل زاهر، زوّجوها برجل شعاره: المرأة تخرج مرّتين، من بيت أبيها مرّة،وأخرى إلى القبر.

صلاح عويسات

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى