الأربعاء ١٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٢
بقلم رامز محيي الدين علي

حصادُ الفكرِ والسِّنين

بمناسبةِ معرِضِ القاهرةِ الدَّوليّ للكتابِ في دورتِه الثَّالثةِ والخمسينَ الّذي يستمرُّ من 26 يناير/ كانون الثّاني حتّى 7 فبراير/ شباط المقبل، فقد رأت النُّورَ ثلاثةُ أعمالٍ من شقائِي الفكريِّ، منها المجموعةُ الكاملةُ الجزءُ الثَّاني بعنوانِ (فوانيس)، ودراسةٌ حولَ فلسفةِ الحبِّ والجمالِ، وتأمُّلاتٌ في روايةِ (ثورة في جهنَّم) للمفكّر نقولا حدّاد.. وهذهِ الأعمالُ من إصدارِ الدَّارِ المصريَّةِ السودانيَّةِ الإماراتيَّةِ الّتي صدرَت منْها من قبلُ مجمُوعتِي الأوْلى (نورٌ ونارٌ).. وأحيِّي هنا الأخَ والصَّديقَ الفنَّانَ الذَّوَّاقةَ عبد النَّاصر الحسين الّذي أخرجَ أغلِفةَ الكتبِ الأربعةِ بأبْهى حلَلِها.. وتقديريْ لكلِّ الأصدقاءِ الّذين لم يبخلُوا بتوجيهِ أشرعَتي حيثُ تهبُّ العاصفةُ وحينَما تتصارعُ الأمواجُ..

فَوانيسُ

هذهِ المجموعةُ نتاجُ رؤىً فكريَّةٍ وفلسفيَّةٍ لأبعادٍ إنسانيَّةٍ في مختلفِ القضَايا الاجتماعيَّةِ والاقتصاديَّةِ والسِّياسيَّةِ والأدبيَّةِ وغيرِها ممَّا يؤلِّفُ النَّسيجَ الكلّيَّ للمجتمعِ الإنسانيِّ بنظراتٍ تأمُّليَّةٍ نقديَّةٍ وتحليليَّةٍ وتصوُّراتٍ للمستقبلِ الّذي قدْ تنبثِقُ من جلابيبِه الدَّاكنةِ خيوطُ نورٍ وأملٍ وتفاؤلٍ تحقِّقُ للإنسانيَّةِ جمعاءَ المحبَّةَ والتَّسامحَ والعدالةَ والمساواةَ والرَّفاهيَّةَ والسَّعادةَ والأمنَ والطُّمأنينةَ للبشريَّةِ بكلِّ أجناسِها وأعراقِها وألوانِها وطبقاتِها.
وقد تضمَّنت هذهِ المجموعةُ ستَّةَ أقسامٍ بعد الإهداءِ والتَّمهيدِ والمقدِّمةِ، هي: كلماتٌ ومناسباتٌ، بوارقُ الأملِ، وطنَّياتٌ، حِواراتٌ لُغويَّةٌ، جَنَى الفِكْر، في مهبِّ الرِّيحِ، وتذيِّلُها خاتمةُ الكتابِ.

فلسفةُ الحُبِّ والجمالِ
في الفكرِ والأدبِ

تتناولُ هذهِ الدِّراسةُ قيمَ الحبِّ والجمالِ من منظورٍ فلسفيٍّ وأدبيٍّ وفكريٍّ من خلالِ دراسةٍ نظريَّةٍ وتحليليَّةٍ تتناولُ أقوالَ الفلاسفةِ والأدباءِ والمفكِّرينَ في نظراتِهم ورؤاهُم إلى الحبِّ والجمالِ.
وتقومُ الدِّراسةُ بالتَّحليلِ والمقاربةِ والمقارنةِ بين شتَّى الأقوالِ والمأثوراتِ للوصولِ إلى رؤىً أعمقَ وأصدقَ تفتحُ أمامَ القارئِ آفاقاً واسعةً للبحثِ والتأمُّلِ والدِّراسةِ الواعيةِ والفهمِ الصَّحيحِ لهذينِ المفهومينِ: الحبِّ والجمالِ.
وقد قسَّمتُ هذه الدراسةَ إلى فصلينِ اثنين:
يتناولُ الفصلُ الأوّلُ منها فلسفةَ الحبِّ، ويَحتوي على مبْحثينِ اثنينِ، أمّا المبحثُ الأوّلُ فهو دراسةٌ نظريَّةٌ تبحثُ في تعريفِ الحبِّ في اللُّغةِ وعلمِ النَّفسِ ومفهومِ الحبِّ اصطلاحاً ودرجاتِ وأنواعِ الحبِّ. وأمّا المبحثُ الثّاني فهو دراسةٌ تحليليَّةٌ تتناولُ شتّى الأقوالِ والمأثوراتِ في الفكرِ والأدبِ في تعريفِ الحبِّ وأنواعِه وعلاقتِه بالقيمِ الأخرى، كالجمالِ والشّهوةِ واللّذّةِ والسّعادةِ والعقلِ والنَّفسِ والرُّوحِ والحياةِ والحربِ والمرضِ والألمِ والموتِ والصِّدقِ والاهتمامِ والدُّعاءِ والعطاءِ وغيرِها، إضافةً إلى نظرةِ الشُّعوبِ إلى الحبِّ في أمثالِها.
ويتناولُ الفصلُ الثَّاني منْها فلسفةَ الجمالِ، ويضمُّ مبحثينِ كذلكَ، مبحثاً نظريَّاً يدرسُ الجمالَ في اللُّغةِ وفي الاصطلاحِ، والجمالَ عندَ الفلاسفةِ، وأصنافَ الجمالِ وأهمّيّةَ الجمالِ. ومبحثاً تحليليَّاً يتناولُ أقوالَ الأدباءِ والمفكِّرينَ في أصنافِ الجمالِ ومصدرِه وأهمّيَّتِه ومظاهرِه، كجمالِ الوجهِ وجمالِ العيونِ وجمالِ الطَّبيعةِ وجمالِ الحياةِ وجمالِ النَّفسِ، وعلاقةِ الجمالِ بالأخلاقِ والحبِّ والسَّعادةِ وغيرِ ذلكَ.

تأمُّلاتٌ في روايةِ (ثورة في جهنَّم)

تتناولُ هذهِ الدِّراسةُ روايةَ (ثورةٌ في جهنَّم) للكاتبِ اللُّبنانيّ نقولا حدّاد، وهي رحلةٌ خياليَّةٌ من الأرضِ إلى السَّماءِ تَجري أحداثُها الرَّئيسةُ في جهنَّمَ الّتي يجتمعُ فيها الجهنَّميُّون منَ البشرِ بعدَ موتِهم معَ الرُّجَماءِ منَ الشَّياطينِ، وتعكسُ تصوُّراتِ الكاتبِ حولَ طبيعةِ كلٍّ من البشرِ والأبالسةِ، إذ يَرى أنَّ أبالسةَ البشرِ يفُوقونَ أبالسةَ الشَّياطينِ خبثاً ودهاءً، وتتناولُ دراستِي الرّوايةَ بكلِّ فصولِها عرضاً وتحليلاً ومقارنةً وإسقاطاً على الواقعِ بكلِّ ما فيهِ من تناقضٍ وصراعٍ بينَ الخيرِ والشَّرِ في عالمٍ يغصُّ بالمآسي والويلاتِ والشُّرورِ.
وقد قسّمتُ الدّراسةَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: كان القسمُ الأوّلُ مداخلَ للولوجِ إلى صميمِ الدِّراسةِ، ويَحتوي على عدَّة مداخلَ ومقدِّماتٍ، منها: إرهاصاتُ الفكرِ والخيالِ، وتعريفٌ بالمؤلَّفِ، ولمحةٌ عنِ الرِّوايةِ وشخصيَّاتِها.
أمّا القسمُ الثّاني، فقد كانَ غوصاً في فصولِ الرِّوايةِ في رحلةِ إحْدى الشَّخصيَّاتِ الرّئيسةِ (جوكوندا) بينَ الأرضِ والسّماءِ، ثمّ بينَ المطهرِ وجهنّمَ، وصولاً إلى رحابِ جهَّنمَ وتأجُّجِ الحوارِ بينَ أبطالِ الرِّوايةِ الجهنَّميّينَ الّذينَ صنعُوا الحربِ على الأرضِ، وتنتَهي الفصولُ جميعُها بطردِ الأبالسةِ الأرضيّينَ من جهنَّمَ بعدَ انكشافِ تآمرِهم على مملكةِ بعلزبول كبيرِ الشَّياطينِ بإحداثِ ثورةٍ على مملكةِ جهنَّمَ باءَتْ بالفشلِ.
وتُذيِّلُ الدّراسةَ خاتمةٌ تعرضُ لأهمِّ النَّتائجِ الّتي توصَّلتْ إليها من خلالِ العرضِ والتَّحليلِ والمقارنةِ.
الشارقة في 18-1-2022


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى