السبت ٢٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم
حقيبة السفر
في خاطري من ذكرها صُوَرْمريرةٌ، عابسةٌ، كسحنة القدرتفزعني، تنقرُ في جمجمتي معاول الخطرتنثال في ذاكرتي –من روعها– رُؤىًلكل من قد سافرواوما أتى من صوبهم خبرأراهمُ تدافعوا، وزحموا الممر*******حقيبة السفردوماً إذا حزمتها وغرقت في صمتهاوقبعت في ركنها ترمقُ في شزَروكلما اختلستُ لمحةً تجاههاألفيتها منهومةً تمعن في النظرداهمني من فزعي دُوارولفني اصفراروعشيت عينايَ، رغم سطوة القمروانطفأ البريق فيهمامُخليّا مكانه لأوهنِ الشرر*******وكلما أوغلتُ في مسارب السفرْوغيّبتني ظلمةٌ، وحاطني خطروانتحبت حمائمٌأفزعها ما كان من تجرد الشجروعريهِ، يفضح كل سوأةٍيكشف كل ما القناع قد سترساعتها كأنهُ المطريهمي عليّ الشعر دون موعدٍكلحظة القدرعلى جناح غيمةٍ، أحسهُ قد رفّ وانهمرمنبثقاً من أضلعيمنحدراً كأدمعيتعصرهُ أصابعيقافية قافية ترشحُ مثل قطرة المطر*******دوماً إذا طوّح بي سفرْأحسُ كل سفرةٍ بأنها نهاية المطافْوأن سندباد قد أسلمه الشراع والمجدافولفظتهُ موجةٌونثرت حطامهُ على شوارد الضفاففأنثني ملوحاً مودعا:هاجرُ، هل طاب لك المقربعدي؟ وهل هوى إليك زُمًرٌ من البشر؟وغدقت دنياكِ بالثمر؟غداً إذا أطلتُ –رغم أنفيَ– الغيابولفني ضبابوما أتاك طارقٌ مني ولا خبرقولي إذا ذكرتني وما وجدتِ لي أثر،وانتحبت سحابةً تسحُ بالمطر،قولي: لقد غيّبهُ السفر .