الأربعاء ٢١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٢
بقلم علي بدوان

حنا ميخائيل ... الزيتونة التي لن تسقط

مع مرور الأعوام الأربعين من مجزرة صبرا وشاتيلا، نستذكر سلوك من ارتكب المجزرة منذ البدايات، في معاداته للشعب العربي الفلسطيني، ولقضايا المنطقة وأهلها. فكانت اولى تلك المجازر (مجزرة الدكوانة) عام 1969، والتي قَتَل فيها بشير جميّل وعصاباته نحو 32 فلسطينياً مسالماً، غدراً وبكل سفالة ... وهكذا وصولاً لمجزرة صبرا وشاتيلا على يد رفاق بشير من مختلف القوى الفاشية التي عمل على توحيدها باسم القوات اللبنانية، والذين تتلمذوا وتعلموا في مدرسته (سمير جعجع، ايلي حبيقة، أسعد شفتري، فؤاد أبو ناضر، غسان توما، فادي أفرام، جورج عدوان، اتيان صقر/أبو أرز، انطوان بريدي/توتو ...الخ).

وهنا نستذكر الشهيد حنا ميخائيل (أبو عمر) ومن معه:

كان الشهيد حنا ميخائيل (أبو عمر) من خيرة المناضلين الفلسطينيين، الذين درسوا في جامعة هارفارد الأمريكية. خلال الستينيات من القرن الماضي، حيث قام بتغيير موضوع دراسته من الكيمياء إلي دراسات الشرق الأوسط باحثاً في الفكر الإسلامي، وكان طالباً تحت إشراف المستشرق البريطاني الشهير جيب، ليصبح بعد ذلك أستاذاً مساعداً في دراسات الشرق الأوسط في جامعة واشنطن، وبعد ذلك إلتحق بحركة المقاومة الفلسطينية وحركة فتح عام 1969 متخلياً عن منصب أكاديمي مضمون في الولايات المتحدة، وأستعاض عنه بحمل لواء قضية شعبه الفلسطيني.

أستشهد عام 1976 بعملية غدر سافلة وجبانه على يد قوى اليمين الفاشي اللبناني التي إختطفت الزورق الذي كان على متنه ومعه مجموعة من كوادر حركة فتح أثناء إنتقالهم من بيروت بحراً بإتجاه مدينة طرابلس اللبنانية، فقد أبحرت المجموعة ليلة 19 ـــــــ 20/7/1976 في القارب من شاطىء مدينة صيدا اللبنانية، متجهين إلى شمال لبنان وسط البحر، وقبالة بيروت، وتحديداً القاطع البحري في مواجهة بيروت الشرقية وبلدة جونية، انقطع الاتصال بهم، ثم انقطعت الأخبار وسط الترجيح أنهم اكتشفوا، وأن اشتباكاً وقع، وربما أغرقوا في البحر أو تم اعتقالهم وتصفيتهم على يد حزبي الكتائب والأحرار. ولم يستطيع أحد أن يقف على أثر لهم على الرغم من الجهود المضيئة التي بُذلت في المجال، إلا أن المعلومات تؤكد فيما بعد أنه تم اعتقالهم من قبل حزب الكتائب في (حينها) وتمت تصفيتهم جميعاً والشهداء هم:

حنا إبراهيم ميخائيل (أبو عمر). عبد الحميد عيد محمود وشاحي (نعيم). جودت إسماعيل المصري (أبو الوفا). محمد صادق سالم (الشيخ أمين). محمد محمود أحمد الجعبري (أبو عساف). محمد سليم أشكنتنا (طراد). علي يوسف سويدان (ضرار). منذر عبد الكريم نمر تايه (منذر). عزمي حافظ عبد الهادي (أبو العز). محمد محمود شفيق (ثائر). سعيد هاني زمرية. محمد السوسي.

تحية للمناضلة الفلسطينية جيهان الحلو، زوجة الشهيد أبو عمر، المقيمة في بيروت، والتي مازالت تعمل لكشف حقيقة ماجرى، وادانة ما ارتكبه حزب الكتائب الفاشي، الذي تناسل على يد بشير جميّل ليصبح جناحه العسكري وكل احزاب اليمين تحت عنوان القوات اللبنانية عام 1979، حين قتل بشير جميّل نحو 400 عنصر من حزب كميل شمعون (حزب الوطنيين الأحرار، وجناحه العسكري نمور الأحرار بقيادة داني شمعون الذي قتله ومعه زوجته وطفلته بعد سنوات برصاص سمير جعجع) بدعوى توحيد البندقية ...

أنظر : إدوارد سـعـيـد يـتـذكـر حـنـا ميخائيل/كتاب السياسة والوحي/الماوردي وما بعده. الناشر: دار الطليعة 1997 لبنان. الطبعة الأولى. ص 8-19. تعريب: شكري رحيم مراجعة: رضوان السيد، المقدمة: بيانكا ماريا سكارسيا اموريتي، ناشر النسخة الإنجليزية: جامعة ادنبرا (1995)، سكوتلندا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى