الاثنين ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٤
بقلم مروان نزيه مخّول

حوار

قالت:
حين ينعكس الضوء

على الجدار

أرى نورك رمادياَ

وفرحتنا تفض بكارتها

قلت:

لعينيك تفاؤل الأطفال

ولي خلف فرحتنا طفل

يمتطي جواد أحلامه:

 بيت من الأسمنت

وأم لا تتقن فن النّحيب-

فرجاء لا تنبشي الجرح

قبل التئام الألم

قالت:

لون الفجر قارب يرسو لبرٍ قريب

وسواد الليل في البحر

مرآة المرارة

قلت:

المرسى كحضن الأم

كلما أوغلت فيه تدفأت أكثر

لكن حضنه كمينائه بعيد

ومراكبه متعبة

من صدى رصاص وجراح

قالت:

فلنحلق طائرين

في السماء التي تريدها

نشرب نخب هجرتنا

نرقص على الأيقاع

طوعاً لوقع غربتنا

موسيقى من أجمل الألحان

فماذا تسمع ؟

قلت:

حين يود الطير

مغازلة شريكته

يدعوها الى العش

لا لسماء يريدها

ولا لبحر لا يحذّر من عواصفه

قالت:

لكنك لم تجبني

لأي نوع من العزف تُصغي ؟

قلت:
صوت التراب المقدس

بُحة المؤذن، مبخرة الكنيسة

صافرة لباخرة قديمه

كل شيء كل شيء

عدا صدى البئر

فالصدى صوت الحنين

"ورائحة المساء غربة"

قالت:

لكنك تبكي على أطلال

من ذهبوا قبل مجيئك

فيغدوا ربيعك خريفاً

قلت:
الربيع لا يميز ألوانه

لكن ورده يزهر جماعات جماعات

فيغدوا الربيع خرافياً
والسماء فضاء

قالت:
لقد علّمتني أن الأرض

فلاح يفلحها

وزوجة تتصبب عرقاً

تقاسم الأرض هموما

تمدك عطر الحياة:

نسلاً من الأبطال

ترث الصمود

قلت:
الحياة فارقت حياتها

والحلم أعمق

موتي لتحيي ألماً

فتصيرُ حياتنا

عبقا رسولياً

والخبز صلاة

صلاة لإله له شعب

على الأرض منسيّ

سئم المناجاة

هكذا يُعرَّف الحُزن الخفيّ

هكذا أصير إله.

28.5.2004


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى