الأربعاء ٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٧
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

حوار مع أبلة فضيلة

تعد الإذاعية القديرة فضيلة توفيق الشهيرة بـ (أبله فضيلة) من أشهر من قدم برامج الأطفال.. أطفال مصر ارتبطوا بها وقدمت فى برنامجها مجموعة من الموهوبين الذين صاروا علامات مضيئة فى دنيا المشاهير.. عملت بالمحاماة لمدة شهر واحد فقط.. وفى هذه المحاورة مع الإذاعية القديرة فضيلة توفيق أو أبله فضيلة نتعرف على الكثير.

قالت أبلة فضيلة: نحن ثلاث بنات وولد ووالدتي سيدة تركية تجمع بين الطيبة والحزم وكانت تقوم بتفتيش حقيبتي المدرسية فإذا وجدت قلما لايخصني تسألني عن مصدره وأذكر في طفولتي أيضا أنى كنت أجمع جيراني الأطفال وأقص عليهم القصص والحكايات وكنا نسكن في شارع الملكة نازلي (رمسيس) وتعلمت في مدرسة الأميرة فريال وكانت في نفس المدرسة ناريمان التي تزوجها الملك فاروق فيما بعد وأيضا كانت فاتن حمامة زميلتي وكان والدها سكرتير المدرسة.

أضافت الإذاعية فضيلة توفيق الشهيرة بابلة فضيلة: التحقت بكلية الحقوق تحقيقا لرغبة الأسرة ومن دفعتي كل من: الدكتور أسامة الباز والدكتور عاطف صدقي والدكتور فتحي سرور.. كان الزميل عاطف صدقي يتوقع بعض الأسئلة ويطلب أن نهتم بها ومن العجيب أننا كنا نفاجأ بها فى الامتحان وأستاذي حامد باشا زكى اختارني للعمل معه فى مكتب المحاماة وفى ذلك الوقت كان يتولى وزارة المواصلات وفى إحدى القضايا التى جاءت للمكتب حاولت الصلح بين الخصوم وهذا الموقف نقله أحد الزملاء للأستاذ حامد فعاتبنى بشدة وقال: مهنتنا تعتمد على الخلافات ولذا فأنت لا تصلحين للعمل فى المحاماة من الأفضل أن تعملى فى الإذاعة وكانت مدة عملي بالمحاماة 24 ساعة فقط وكانت الإذاعة تتبع وزارة المواصلات وقتئذ وللتاريخ أذكر أنني كنت سعيدة للعمل في الإذاعة.. في عام 1953 قابلت الرائد الإذاعي بابا شارو وقلت له أتمنى أن أعمل مذيعة للأطفال فاخبرني أنه يتولى هذا العمل وحده.

تم تعييني بالإذاعة وكنت أقرا النشرة وتعلمت من حسنى الحديدي كيف أقف وراء الميكرفون ومن يوسف الحطاب التمثيل ودرست في كلية رياض الأطفال وحصلت على دورات تدريبية لأجل صقل موهبتي وفى عام 1959 تحقق حلمي حيث أنتقل بابا شارو للعمل في التليفزيون ومن هنا عملت في برامج الأطفال وفى بداية عملي الإذاعي كان محمد عبد الوهاب يحضر بصحبة عبد الحليم حافظ لمبنى الإذاعة بشارع الشريفين ليسجل أغانيه وطلب الارتباط بي وطلب مقابلة والدتي ولكنها رفضت لأنه متزوج ولديه أبناء وكان لابد أن ابتعد عن محمد عبد الوهاب وبالفعل سافرت إلى ايطاليا لأختي ومكثت فترة لديها وبعد عودتي كانت أغنية أنا والعذاب وهواك وأخبرني مؤلفها عبد المنعم السباعي أن محمد عبد الوهاب حكى له قصتنا فكانت هذه الأغنية.
في سياق متصل قالت أبلة فضيلة: تزوجت من المهندس إبراهيم أبو سريع كبير مهندسي الصوت بالإذاعة (رحمه الله) وفى الستينيات تم القبض على شقيقتى الفنانة محسنة توفيق نظرا لانخراطها فى العمل السياسى وكتابة المنشورات وبعد نكسة يونيو عام 1967 أذكر أننى علمت أن الرئيس جمال عبد الناصر فى طريقه للإذاعة فسألت الإذاعى جلال معوض عن سبب حضوره؟ فقال: لا أعلم.. ووصل الرئيس جمال عبد الناصر وتجمعنا خارج الاستديو لمعرفة مايحدث وفجأة خرج جلال معوض وهو يبكى وأخبرنا أن الرئيس جمال تنحى وعندما خرج الرئيس من الأستديو قلنا جميعا: لا.. لا وخرج الرئيس جمال عبد الناصر محمولا على الأعناق وأتذكر أنه قبل عيد الأم بقليل انتقلت والدتى إلى رحمة الله تعالى وفى الأستديو قمت بإعادة تسجيل برنامجى الذى سوف يقدم للأطفال 3 مرات ثم جاء مهندس الصوت قال: ياأبلة فضيلة التسجيل لايصلح فالشريط بيبكى وقد تعاملت مع كبار الكتاب فى مجال الكتابة للأطفال مثل عبد التواب يوسف ونادر أبو الفتوح ومن المؤسف أن كتاب الأطفال كانوا يحصلون على نصف أجر مقارنة بزملائهم من الكتاب ولذا جاهدت لحصولهم على أجر كامل وكانت سعاد حسنى تأتى مع شقيقتها وتغنى مع بابا شارو وكانت صفاء أبو السعود فى طفولتها تغنى فى برنامجى وكذلك هانى شاكر وكنت أحضر الكرسى ليقف عليه حتى يصل للميكرفون ومدحت صالح واسمه (محمد) كان يغنى فى برنامجى وفى مرحلة المراهقة طلب منى محمد عبد الوهاب أن اتركه بعض الوقت حتى يستقر صوته.. وأذكر أن محمد عبد الوهاب قال له: اسمك غير موسيقى ولابد أن تغيره وبالفعل كان اسمه الفنى مدحت صالح ومحمد عبد الوهاب كان يراهن على عبد الحليم حافظ فنيا وتولاه برعايته ولم يفعل ذلك مع ابن شقيقه سعد عبد الوهاب لأنه كان يعتقد انه أكثر منه موهبة وكان عبد الحليم حافظ يعتبرنى بمثابة أخته وذات يوم طلب أن أتوسط له لدى محمد عبد الوهاب ليمنحه جنيه فقلت له: لماذا محمد عبد الوهاب أنا أعطيك الجنيه؟ فقال عبد الحليم: أنا أريد الجنيه منه شخصيا وبالفعل منحنى محمد عبد الوهاب الجنيه وقال: سوف استرده من عبد الحليم بعد مرور بضع سنوات مائة جنيه وبالفعل رد عبد الحليم المائة جنيه وكان الموسيقار كمال الطويل زميلنا بالإذاعة حيث كان يتولى مراقبة الموسيقى والغناء وكان العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ يزوره في الإذاعة وذات يوم كنا في جلسة ببيت الموسيقار كمال الطويل وحضر عبد الحليم حافظ وقال: غنيت في الإسكندرية وضربوني بالطماطم.. وكانت الدموع تهطل من عينيه.. وهنا قلنا له: صوتك يدخل القلب مباشرة وغدا سوف يفرقع اسمك.. وهنا رد عبد الحليم حافظ بقوله: أنا مفرقع دلوقتي وفي حفلة زواجي غنى عبد الحليم حافظ أغنيته (صافيني مرة) وبعد أن إنتهى منها قال: تحبي أغني أيه تاني؟ فقلت له: صافيني مرة.. وبعد أن إنتهى منها للمرة الثانية قال:

تحبي أغني أيه تاني.. وأوعي تقولي صافيني مرة؟.

فقلت: صافيني مرة.. وغناها للمرة الثالثة.

ذات يوم كنت مسافرة بالقطار إلى الإسكندرية وأثناء جلوسي على المقعد داخل القطار وقع نظري على من تجلس في الكرسي الذي أمامي مباشرة فقلت في نفسي: هذا الظهر أعرفه فنهضت وذهبت إلى من تجلس على هذا الكرسي فإذا هي كوكب الشرق (أم كلثوم) فقالت: ازيك يا ست يا بتاعت الأطفال يا شقية.. ثم قالت: تعالي.. تحبي أغنيلك إيه؟ فقلت: أهل الهوى.
وبعد أن غنت طلبت مني عدم ذكر ذلك طوال تواجدها على قيد الحياة.

كان الموسيقار محمد فوزي يحضر ليسمعني كلمات الأغنيات الخاصة للأطفال قبل أن تخرج لجمهوره وذات مرة قلت له:

يا ريت تكثر من أغانيك للأطفال.. فقال: اسمعي يا أستاذة.. وبدأ يغني على عوده (ذهب الليل) فقلت له: ذهب الليل وطلع الفجر والعصفور صو صو شاف القطة قال لها: بسبس قالت له: نونو
هذه الأغنية جميلة جدا وسوف يستقبلها الصغار والكبار بحب شديد وقد رزقنى الله بإبنة وهى متزوجة ورزقها الله بـ (ليلى).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى