الثلاثاء ١٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم حسين حمدان العساف

حوار مع المطرب الجزري - إبراهيم كيفـو

عرفه أبناء محافظة الحسكة في أفراحهم وسهراتهم، وعرفه السوريون من إطلالته المحببة إلى قلوبهم على شاشة التلفاز، وهو يفوز في مهرجانات الأغنية السورية التي يحصد جوائزها، غناؤه الدافئ يرسم البسمة على شفاه الناس، ويغمرهم بأمواج الأمل والتفاؤل بالحياة،وما تزال أغنيته الشهيرة(مسا الخير) التي فازت بجائزة(الأورنينا الذهبية) لأفضل أغنية شعبية في مهرجان الأغنية السورية الخامس المقام في مدينة حلب تعيش في قلوب الناس، يرددونها في أماسيهم، غنى ألوان الفلوكلور الشعبي لمنطقة الجزيرة، بلغاته
ولهجا ته المتعددة، فأجاد فيهما، خفيف الروح، طيب المعشر، يدخل (أبو ساكو) القلب دون استئذان، إنْ حدّث أمتع، وإن غنّى أطرب، يدرّس حالياً مادة الموسيقا، في قسم الموسيقا بمعهد إعداد المدرسين في مدينة الحسكة، أجرينا معه الحوار التالي :

- نتعرف إلى بطاقتك الشخصية والفنية.
 ولدت في قرية دوكر (تليل) ناحية عامودا / محافظة الحسكة / الجمهورية العربية السورية / سنة 1965. حيث ملاعب طفولتي وحدائق فني، فدرست الابتدائية في مدرستها المتواضعة حتى أتممتها، ثم انتقلت الى مركز المحافظة، فأكملت فيها
الإعداد ية والثانوية، وبعدها إلى مدينة حلب، فأ تممت فيها د راسة المعهد الموسيقي، فتخرجت فيه سنة 1987 وخولتني بأن أمارس مهنة التدريس في المعهد الموسيقي في محافظة الحسكة، وما زلت، وكنت أهوى الفن والغناء منذ نعومة أظفاري، فهناك في قريتي البعيدة نمت محبتي للفن والموسيقا والغناء، وبين جوارح قريتي ومدينتي اكتملت شخصيتي الفنية، فكنت الفنان إبراهيم كيفو. واشتركت في كل محفل فني ضمن محا فظتي وخا رجها وداخل بلدي وخا رجه، فنلت الجوائز، واستحوذت محبة جمهوري المحلي والعربي والأجنبي العريض.

انضممت إلى جوقة الفنان الأستاذ نوري اسكندر بعد تخرجي مباشرةً، وقدمت العديد من الأعمال المهمة معهُ.
شاركت في كثير من المهرجانات الفنية داخل المحافظة،منها المهرجانات التابعة للمراكز الثقافية ومنظمات ومؤسسات الدولة (كشبيبة الثورة).
أول جا ئزة نلتها جائزة أحسن عازف على آلة البزق على مستوى الشباب في أحد مهرجانات الشبيبة عام 1979 المقام في مدينة اللاذقية السورية.
شاركت في جميع دورات مهرجانات الأغنية السورية تقريباً ونلت جائزتين :

1- جائزة الأورنينا الذهبية عن أغنية / مساء الخير / من كلماتي وألحاني في المهرجان الخامس المقام بمد ينة حلب عام 1998.

2- جائزة الأورينينا لأفضل أداء تراثي في المهرجان الثالث عام 1987 المقام في حلب أيضاً.

شاركت في مهرجان الموسيقا الد ينية المقام في دمشق مع جوقة الباحث نوري اسكندر في قصر العظم بمدينة دمشق.
شاركت بحفلات عديدة ومتنوعة داخل القطر من جلسات وند وات موسيقية عديدة.
شاركت بد ور البطولة الغنائية في المسرحية العالمية عا بدات باخوس مع مسرح هولندا العالمي / ZT- HOLndia / ونلت جائزة من مخرج الموسيقى للعمل الهولندي المخرج / بول كوك /.
شاركت بمهرجان الكُرين الدولي المقام في دولة الكويت.
شاركت في عدة حفلات غنائية بلبنان.
شاركت بمهرجان الغناء الديني في أسبا نيا بمدينة مدريد مع كورال الباحث نوري اسكندر.
شاركت بحفلات عديدة في أوربا منها : حفلات في السويد و هولندا / للجالية السورية / - شاركت بمهرجانات تابعة لبيت الثقافة العالمي في مدينة باريس ومدن فرنسية أخرى، ونلت جائزة تقدير من إدراة المهرجان.
لي ثلاث أقراص وكاسيت تتضمن أغانيّ الخاصة وأعمالي الفلكلورية.
لي أعمال مؤرشفة با لإذاعة والتلفزيون السوري ـ ليُ أعمال مؤرشفة بالإذاعة بي بي سي البريطانية القسم العربي.
أول ظهور لي على المسرح عام 1979 بإشراف المدرس جميل برو.

- مَنْ حبّب إليك الغناء والموسيقا، ودفعك إليهما ؟
 أما من الناحية الفنية، فقد ولدت فناناً منذ أن رضعت حليب أمي، كنت استمع إلى صوتها العذب الشجي، فكانت ترتل التراتيل الد ينية الشجية الروحانية الأرمنية التي استقدمتها من وطنها الأول هضبة أرمينيا بعد تعرض قومها إلى كارثة إنسانية واستقرارها في وطنها الثاني سوريا. وكان لأمي دور بارز في إيصال ألوان جميلة من الغناء التركي والعربي بالطابع الما رد يني والبدوي أيضاً إلى مسامعي ونفسي المرهفة إلى الفن والغناء، كما كان لها الدور الأساسي في إجاد تي للغة التركية، أما من ناحية تطور شخصيتي الفنية، فكان للطقوس الدينية الجميلة لسكان قريتي(دوجر) دور بارز في نمو موهبتي الفنية حيث كان أهل القرية، وهم من الطا ئفة اليزيد ية، يؤدون صلواتهم ود عواتهم وعباداتهم ضمن أجواء الموسيقا الد ينية الروحانية، لأنها جزء لا يتجزأ من عباداتهم حيث يقرع اليزيد يون على طبولهم، وينفخون في نا ياتهم، ويعزفون على آلاتهم الوترية المتنوعة (الطنبور) وغيرها، ومنها كان تعلقي بآلة الطنبور (أي البزق وعائلته)، فاندفعت إلى الفن والغناء، وهنا جاء د ور والدي الذي لاتخلو روحه الإنسانية من حب الغناء ومجالسة الفـنا نين، فسارع إلى شراء الآلة المحببة لدي من أحد أصدقائه، وكانت فرحتي عظيمة لا توصف في تلك اللحظة التي تناولت فيها غا يتي وهدفي، وأيضاً كانت سعادة الأهل والأصدقاء كبيرة عندما وجدوا بين يدي آلة تكمل شخصيتي الفنية، وكان لهم الدور البارز الأساسي أيضاً في تشجيعي وتنمية موهبتي الفنية.

  من المعروف أنَّ في محافظة الحسكة ( الجزيرة ) شرائح اجتماعية متعددة الأطياف والأعراق واللغات والأديان، تعيش متآلقة متآخية في إطار اجتماعي أخوي متماسك، موحد زاخر بالتنوع الفني المستمد من عمق تراث هذه المنطقة، وأنت تتقن اللغة، الأرمنية، التركية، الكردية، والسريانية، وتغنيها إلى جانب اللغة العربية، فغنيت لمجتمع الجزيرة ألوانه الغنائية، هل لك أَن تحدثنا عن هذه الألوان الغنائية (مثلاً، الغناء الكردي، الآشوري) العربي مثلاً: (المردلي، الموليا، السويحلي، العتا با، النايل، المتأثر بالغناء العراقي).

 الغناء الكردي : أكثر ما يتميز في الغناء الكردي هو الغناء الملحمي، فهناك أغان ملحمية طويلة ملحنة، وتؤدى بدقة فريدة من حيثُ شعرها ولحنها، ولها أنواع منها أغاني الحب ، مثل ملحمة (مموزين) الشهيرة وملحمة( سيامند و خجه) وأغان لها طابع البطل المحارب، وتسمى شارا مثل ( درويش عبدي)، وأغا ني الأعراس- وأغا ني الأحزان والمآتم. والمدائح
الدينية باللغة الكرد ية (الديانة الإسلامية واليزيد ية والمسيحية).

الغناء الآشوري: هناك القديم منهُ، وهناك مجمع كبير لألحانه وموسيقاه التاريخي منذُ القدم، فكتاب / الخدرا/ مثلاً فيه عدد لايحصى من الأغاني والألحان لجميع الأشكال الد ينية التا ريخية. وأكثر ما يميز الغناء الآشوري هو (الراوي)، وله أنواع الديواني مثلاً، وهناك عدد لايستهان به من أغاني الدبكات المتنوعة مثل أغا ني دبكة (الشيخا ني + أغا ني دبكة الباكية + دبكة شرا).

أما إذا تحدثنا عن الغناء السرياني: فهناك بحر من الألحان والأغاني وبالأخص الجانب الديني: فهناك مدارس للأغنية السريانية القديمة والحديثة، فالقديمة منها مدرسة مار أفرام السريا ني الأب الروحي للألحان السريانية الذي ألف ولحن الآلاف من الألحان السريانية، وهناك كتاب بأجزائه مجمع للألحان السريانية يسمى (البيت كاز). وأيضاً هناك بعض الرواد الجدد للموسيقا السريانية والغناء، فمنهم الباحث الكبير الأستاذ نوري أسكندر الذي دون موسيقياً كتاب بيت كاز، وسهّل دراستهُ، ووضعهُ بين أيدي الموسيقين للبحث والدراسة.

الغناء الأرمني : أتى الأرمن من موطنهم، وحملوا معهم فلكلورهم وتراثهم الشعبي ورقصاتهم الجميلة وآلاتهم الموسيقية قبل أن تحلّ عليهم المآسي، هناك كبار الموسيقيين الأرمن الذين وضعوا كثيراً من الألحان وأثروا بشكل واضح في الموسيقا الشرقية، منهم طاطيوس أفندي وكيورك أفندي، وضعوا كثيراً من القوالب الموسيقية ومؤلفات رائعة.

الغناء العربي: هناك عدة ألوان للغناء العربي في محافظة الجزيرة(الحسكة)
المارديني(الماردللي): فهناك القديم منهُ، لايعرف ملحن الأغنية ولا كاتب الكلام، ولكن هذا الغناء منظم بشكل متماسك وعلى إيقاعات متنوعة بسيطة ومركبة، فمثلاً هناك أغنية مشهورة جداً (صبيحة) إيقا عا تها من فصيلة السماعي الثقيل (10/8) أحد أهم الضروب في الموسيقا الشرقية، ويسمى هذا الإيقاع (الجورجينا)، وأيضاً هناك مئات الأغاني الشعبية والفلكلورية بهذه اللهجة المحببة.أما القسم الثاني من الغناء العربي البدوي الجميل وبأنواعه الكثيرة :فهناك بعض الأغاني الخاصة بمنطقة الجزيرة، ويتميز تميزاً واضحاً بموسيقاه وإيقاعاته لأن كثيراً من عرب محافظة الحسكة دخلوا في حالة استقرار، وبنوا البيوت الحديثة الإسمنتية على ضفاف نهر الخابور ومناطق المالكية والقحطانية وعلى ضفاف نهر دجلة، فعملوا لهم لوناً خاصاً بالغناء بعيد التأثر نوعاً ما بالغناء العراقي، مثال ذلك الأغنية الشهيرة الجزراوية (كل الهلا بالناهي) أما باقي الألوان مثل (الموليا والسويحلي والعتابات و النايل) النفحة العراقية واضحة فيها وجزء لايتجزأ منها.

  ما رأيك بمستوى الأغنية الجزَرَية ؟ وما أهم الأسماء التي ساهمت فيها وطورتها ؟
 مستوى أداء الأغنية الجزرية. هناك تفاوت في مستوى الأداء. لم يكن السبب هو ضعف المؤدي أو المطرب، ولكن هناك عوامل عدة، منها قلة كتاب الأغنية بجميع ألوان الغناء في الجزيرة (العربية ـ الكردية ـالآشورية ـ السريانية)، وهناك ضعف في طريقة ترويج هذا النوع من الأغاني في الجزيرة ومنها الوسائل الإعلامية من إذاعة وتلفزيون. والتواصل الصحيح بين صاحب الاختصاص والجمهور غير جيد، ولم يكن في مكا نه المناسب.أما أهم الأسماء التي ساهمت فيها و طورتها: في مجال الأغنية العربية وألوانها، أذكر مثلاً الفنان (جان كارات بالأغنية الماردلية) (الفنان فوزي البكري باللون البدوي) والفنان ( آرام ديكران وسعيد يوسف باللون الكردي) والفنا نين( أدور موس ويوسف إيشو بالغناء الأشوري) وفرقة ( الكرونك للغناء الأرمني بمدينة القامشلي).


  تتداخل التخصصات في إطار الأغنية المحلية والعربية، فالمغني يؤلف كلمات الأغنية، ويلحنها في الوقت نفسه، والملحن يغني، ويؤلف، فلماذا هذا التداخل؟ هل يعني هذا خلوالساحة الفنية من الشعراء والملحنين؟ وهل تعتمد في أغانيك على الشاعر والملحن أم أنك تقوم بتأليف كلمات أغانيك وتلحينها أيضاً؟
 لا! أنا برأيي لم يكن السبب خلو الشعراء والملحنين، ولا هناك حلقة ضائعة بين الملحنين وكاتب الكلمة. فالملحن لم يكن على تواصل عميق مع شاعر معين، ولا يحا ول التقرب منهُ، وفهم ما يدور بداخل هذا الشاعر والعكس صحيح، لذلك نرى الفجوة ونرى المطرب الذي يعرف قليلاً، أو ملماً قدر الإمكان بالموسيقا، يعتمد على نفسه بالتأليف والتلحين، لأنهُ أقرب إلى نفسه من غيره.

أما من ناحيتي، فهناك كثير من أغانيي من كلمات شعراء من محافظتي، أذكر منهم على مستوى الأغنية الما ردلية، الشاعر الصديق (جاك إبراهيم ـ سليمان طاووس ـ فواز يوسف ـ خنساء إبراهيم ـ عزت الحديدي ـ راغب السهو) وأنا أكتب أيضاً بعض الأغاني أما من ناحية الألحان، فأغلب أغانيي من ألحا ني، والسبب مثلما ذكرت بالأول،لأني أدرى بقدراتي الصوتيةن وأعرف كيف أصوغ اللحن المناسب لصوتي.

 أغرقتنا الفضائيات العربية بطوفان الأغاني الهابطة: المغني، يرقص، يتمايل، ويستجدي تصفيق الجمهور، والمغنية تغني بجسمها ومفاتنها وعريها لابصوتها إثارةً لغرائز الشباب الجنسية، وتقدّم لنا الفضائيات أغاني، فيها كل ما يخطر ببال المشاهد إلاّ الطرب، أغاني دخيلة علينا، لاتمتُ بصلة إلى ثقافتنا وتراثنا الفني، ساهمت في انحطاط الذوق الفني العام لدى الشباب، فسلبت عقولهم وشعورهم، حيث صاروا يصفقون للرديء، ويعرضون عن الجيد، يصفقون للشكل دون أن يهتموا بالمضمون، فلا تعنيهم الكلمات الراقية، ولا اللحن الجميل أو الصوت الأصيل،وصارت شركات انتاج الأغنية، تهتم بالربح المادي، وتسويق أكبر كمية من البوم هذا المطرب أو تلك المطربة، ولاتهتم بجودة الأغنية ورقيها، هذا لايعني غياب الأصوات الجميلة، لكنها بأسف قليلة ومحا صرة بطوفان الأغاني الهابطة، كيف نواجه ذلك المد الجارف من الأغا ني الهابطة جتى نحافظ على أصالة تراثنا الغنائي، ونرتقي بأ غنيتنا المحلية والعربية إلى المستوى المطلوب ؟
 جوابي عن هذا السؤال الذي عندما قرأته حزنتُ لأنني لا أعرف كيف أبدأ بالجواب عنهُ؟ وماذا أقول أنا، برأييء هنا يجب أن يكون (الرجل المناسب في المكان المناسب). إذا وجد الرجل المسؤول، وكان عارفاً بواقع الفن والأغنية بشكلها الصحيح سيكون لهُ تأثير واضح في هذا المجال بالشكل الإيجا بي الصحيح، وسوف تكون كفة الميزان لصالح الجيد غالباً وبنسبة عالية، لأنهُ على مر الزمان دائماً هناك الجيد والسيء في كافة المجالات، ولكن المسؤول الجيد كان يكبّرالنقطة الجيدة الايجابية حتى تسيطر على السيء حتى يصبح هذا السيء كأنه لم يكن موجوداً، فالمسؤول الجيد سيمسك بزمام الأمور من كل النواحي المتعلقة بهذا المجال مثلاً (الإعلام بكافة أنواعه الإذاعة والتلفزيون والمسرح) وكافة أنواع الأدب من شعر وقصة ورواية.

  ما الشروط التي ترى من الضروري توفرها في المطرب النا جح ؟
 الشروط هي العنا صر الأساسية هي أولاً الصوت الجميل الذي يهبهُ الله للإنسان، وبعدها تأتي الأمور التالية: منها الد راسة التخصصية واختيار الألحان الجميلة والصحيحة وأيضاً النصوص الجميلة والمعبرة. وهناك شرط أساسي برأيي هو الأخلاق والتواضع .

  ما معيارك للأغنية الناجحة؟
 معياري للأغنية النا جحة هو الجواب الكلاسيكي الذي يجيب عنهُ الفنان والمطرب وحتى الجمهور المستمع (الصوت الحسن + للكلمة المعبرة + اللحن الجميل) فإذا طبقنا هذه المعادلة بشكلها الصحيح سوف نحصل على أرقى تفاعل بين هذه المواد ونحصل على نتيجة سليمة ومستمرة.

- ما الآلة الموسيقية التي تجيد العزف عليها، وتستهويك أكثر من سواها؟
 التي الأساسية هي البزق وعائلتها يعني (الساز + الطنبور+ البغلما + البوزوكي) البزق تستهويني أكثر من غيرها لأنها رفيقتي منذ الطفولة وكل ألحاني لحنتها مع آلة البزق، وغنيتُ معها منذُ البداية. وأنا أحبُ كثيراً آلة العود الرائعة المناسبة لكل الأوقات والأزمان وفيها القدرة للتعبير لكافة الألوان الغنائية. وأعزف عليها أيضاً.

- ما الألوان الغنائية الجزرية التي أديتها، ونالت إعجاب الجمهور؟
 الحمدُالله يسمونني سفير الأغنية الجزراوية لأنني أؤدي جميع ألوان الجزيرة الغنائية بشكل مقبول، فعندما أغني أغنية معينة فكل الجمهور في محافظتي( الجزيرة)، فالكردي يقول إبراهيم يغني اللحن الكردي، والأرمني يقـول يغني اللحن الأرمني، والعربي يقول يغني اللحن العربي، وأيضاً السرياني والآشوري، فغنا ئي يجمعهم بأسمى وأرقى المعاني وهذا غا يتي دائماً والله الشهيد.

ودليل ذلك عندما قدمتُ أغاني في مهرجان الأغنية السورية النقاد قالوا إبراهيم قدم الأغنية السورية، لأن ألحا نه من سورية لا توجد فيه بشكل مباشر ألحان من الد ول المجاورة يعني العراقية واللبنانية والتركية، إنما يستمد غناءه وألحا نه من الألحان السورية القديمة بجميع ألوانها التاريخية.

- هل من الممكن التعريف بالتراث الغنا ئي الجزري إلى الخا رج؟
 نعم، عندما يكون هناك ناس غيارى ومحبون وجادون بتعريف تراث البلد المحلى إلى العالم الخارجي كل شيء ممكن فمثلاً: هناك شخص يدعى شريف خزندار مدير بيت الثقافة العالمي، فهذا الشخص يقوم بأرقى وأسمى عمل يقوم به الإنسان يقطع آلاف الأميال من بلد إلى بلد لكي يعرف العالم بالثقافات المتنوعة، ومن أعمالهُ النبيلة أتى من فرنسا إلى محافظة الحسكة والتقى بجمهورها، وقدمني إلى الجمهور العالمي المتنوع في مسرح بيت الثقافة العالمي، وقدمت فيه الألوان التخصصية بمنطقة الجزيرة السورية، ولاقى الاستحسان لدى الجميع، فهذا واحد منهم،. وأنت يا أستاذ حسين جهودك مشكورة، لأنك تقوم بعملٍ نبيل أدامك الله يا أبا اياد.

- هل غنيت القصائد، وما الموضوعات التي تناولتها أغانيك؟
 حتى أكون صريحاً معك لم أغن سوى قصيدة واحدة، وهي ملحنة بطريقة القصيد السيمفوني من ألحان المايسترو نوري أسكندر واخترت دور الصولويني الغناء الإفرادي مع المجموعة / وهي من كلمات الشاعر السوري حسين حمزة بعنوان (خطامة)، وقدمتها في الكويت وسوريا وتغنت أيضاً بالسويد باللغة السريانية.

 حدثنا عن المهرجانات الغنائية التي اشتركت فيها، والجولات الفنية التي قمت بها خا رج محافظة الحسكة أو سوريا والجوائز التي فزت بها، وما مدى إعجاب جمهور الحا ضرين بهذه الحفلات؟
 اشتركتُ في كثير من المهرجانات وذكرتها في البطاقة الفنية. ولكن من أهمها مشاركتي بدور البطولة في المسرحية العالمية (عابدات باخوس) تأليف الكاتب التاريخي اليوناني (يوريبيدس) وموسيقا وألحان (نوري اسكندر) وتمثيل وإخراج مسرح هولندا العالمي والمخرجين (يوهان سيمون وبول كوك) ونخبة من كبار الممثلين الهولنديين، وقدمناه في سبعة مهرجانات عالمية :

1- مهرجان ديسبورك بلجيكا 2- مهرجان فيينا النمسا 3- مهرجان كولن ألمانيا4- مهرجان ديسبورك ألمانيا 5- مهرجان أثينا اليونان 6- مهرجان سالونيكي اليونان 7- مهرجان أمستردام هولندا. ونلتُ جائزة من / مخرج العمل بول كوك /. وأيضاً مشاركتي بمهرجان تابع لبيت الثقافة العالمي، وقدمت فيه ألوان الجزيرة الغنائية، ونلت جائزة من إدارة المهرجان في باريس
/ شهادة تقدير /. وتحدثت الصحا فة عن هذا الحفل كبيراً والمواقع الألكترونية أيضاً والمقابلات الأذاعية والتلفزيونية العالمية ومنها إذاعة بي بي سي البريطانية، وتلفزيون فرنسا الناطق بالعربية. وهناك كثير من الجوائز وشهادات التقدير مذكورة في البطاقة الفنية في البداية.أما مدى إعجاب الجمهور الحاضرين بهذه الحفلات، برأيي عندما تكون صادقاً مع نفسك، وتقدم الشيء الصادق الذي تشعر فيه، فأكيد الجمهور يبادلك نفس المشاعر، ففي حفلتي الأخيرة بباريس صفق الجمهور أكثر من ثماني دقائق، وأعادوني إلى خشبة المسرح أكثر من ثلاث مرات، وهم جمهور أجنبي، ولكن أصبح بيني وبينهم حالة انصهار غريبة فمعنى كلامي الصح يبقى صحيحاً.

- ما مشاريعك في المستقبل، وما الجديد الذي ستقدمه إلى جمهورك المتزايد الذي يتطلع إليك؟
 كل ما لدي، وما أفكر فيه مستقبلاً سأقدمه لجمهوري الحبيب في العالم. بإذن الله هناك مشروع كبير سوف تقدمهُ لي إدارة مهرجان بيت الثقافة العالمي، سيقومون با نتاج سيدي عالمي للأعمال التاريخية الثقافية الموسيقية التي قمتُ بأدائها في مهرجان البيت، وهنا اشكر الإنسان النبيل شريف خزندار مد ير بيت الثقافة العالمي في باريس. وهناك أيضاً على المستوى المحلي مشاركات بمهرجانات في قطري الحبيب سوريا وتقديم الأغاني الجديدة والفلكلورية لهم إن شاء الله، وأنا بصدد تسجيل سيدي جديد لأغان محلية وتقديمها لهذا الجمهور الوفي الذي شجعني دائماً وأنا مدين لهُ دائماً.

  الكلمة الأخيرة لك أستاذ إبراهيم.
 أوجه كلمة الشكر إلى الذي مهما تحدثت عنهُ أكون مقصراً بحقهُ إلى والدي الروحي إلى أستاذي إلى معلمي (الأستاذ المايسترو الباحث الموسيقي السوري الكبير نوري اسكندر) الذي علمني كل شيء صحيح في مشواري الفني. وكلمة شكر أيضاً لصديقي الموسيقي السوري الكبير غني ميرزو المقيم في مدينة برشلونة الذي كان ومازال رفيق دربي يداً بيد بالأعمال الموسيقية هنا في سورية وهناك في أوروبا. وكلمة شكر لموقعكم ولمجلة(ديوان العرب) ولشخصكم أستاذي حسين العساف الباحث والكاتب الجزري السوري الأصيل.ودمتم بسلام وبموسيقا وحس.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى