الاثنين ١٤ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم أشرف بيدس

خيوط

يمتد كل يوم ذلك الخيط الرفيع الذي يربطنا ويوثق علاقتنا.. ويقذف بكل المحظورات.. يفتح أمامنا سبل من الفرحة والبهجة وحياة جديدة لا تتسع لسوانا.. لكنه للأسف يعذبنا، ولم تعد تكفي تلك الدقائق القليلة التي اختلسها.

ما أحوجني إليك، ما أصعب أمسي.. كانت حاجتي في الجلوس معك آخر أمنياتي.. وعندما هممت بالذهاب أحسست بالانكسار والضياع، وتمنيت أن تبقي ابد الدهر.. ورددت بين نفسي. الآن سيحل الظلام علي يومي، وترحل الكلمات، ويغيب الدفء.. عند ذهابك يتبدل الهواء والوجوه.. وتصير الحياة كئيبة مملة ومفزعة.. بالأمس ارتفعت الجدران أمامي عيني وحجبت الرؤية، وغدت الساعات سنين وأيام.. وما عزاني فيها سوي الغد بكل ما يحمله من بشارة وفرحة للقائك.. هكذا يا ملهمتي أصبحت في حالة انتظار دائمة، لا تهدأ.

كنت في حاجة كي اشكي لك همومي، ويأسي، بالأمس اشتقت إليك وأنت أمامي، وحاولت قدر إمكاني أن أرسل لك نظراتي علها تفصح عن شيء، آه مكتومة داخل صدري حاولت أن تنفذ إليك، وشعور بالحرمان منك كان يرغب في العبور، لكني لاحظت أكثر مما أعانيه في نظرات عينيك، ما أهون لحظات التوسل والرجاء.. بالأمس وأنت أمامي كنت في حاجة إليك. وكنت في حاجة إليّ.

حسبت أن عيني الزائغة التائهة الضائعة سوف تترجم لكي معاناتي وآلامي وأهاتي من رحيلك، حاولت أن استنجد بك من وحشة اللحظات.. لكنك ذهبت. توسلت في صمت ألا تمضي.. أن تبقي بعض الوقت.

مازلت أتأرجح بين رنين كلماتك العذبة التي ألقيتها علي مسامعي وأيقظت مشاعري المستكينة.. كيف ضفرت كلماتك في حروفي، وأي قدرة تلك التي تتمتعين بها، علميني كيف أعبر عن نفسي، فمازلت أجهل أمور كثيرة، علميني عندما تمضي لا اشتاق إليك.. فإن اشتياقي يعذبني ويفتت بي.. علميني ألا أحبك.. فحبك هو نهايتي المحتومة..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى