الأحد ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٠
بقلم حياة محمود

رحلَ الحبيبُ عن البلاد وأهلها

و أتى يُــــــودَعُ أمَــــهُ متـحــســــراً
حان الرحــــيـلُ عن البلادِ وأهلـهــا
نَظرت لــــــــهُ والدمعُ يلطِمُ خدهــا
قهراً تُــفارقُ قــطعـةً مـــن قلبـهـــا
هذا الذي وَهبـتهُ كـــلَّ حــــياتـــها
حمل الحقائبَ راحــلاً عن حضنهــا
طَفِــقـت تُـعــانـقُ قلــبَـهُ في قلبها
طــلـبَ السمــاحَ فَأغْدَقتهُ بــدمعــهـا
سجنتهُ بين ضلوعهـا قالـــــــــــت لهُ
هـذي البـــــلادُ عَــصيَـةٌ في طـبعـهـا
سَتَلينُ إنْ سَعت القلوب بِأرضهــــــا
و تُقــامُ أمجــادُ الخــلـــودِ بِتُربِــــهــا
فانفعْ بنفســـــكَ أمةً مَخضـــتْ بِـكَ
اِرسخْ بها واصنعْ بعـــقلــكَ مجدَهــا
سجنَ الدموعَ بجفنهِ فَبَدتْ لها
و نَـأى يــواري وجهَــهُ عن وجهِــهــا
صرخت بهِ وبكت لهُ"ابقى هنا"
عزمَ الرحيلَ فكيف يُسكِتُ صوتَهــــا !
أمــــــاهُ يا أمــــــــاهُ يا وطني أنـــــا
رحـلَ الكــــثيرُ عن البلادِ وفـقـــرهـا
فالفــقرُ فتاكٌ ويقــــــتلُ حـــــلمــَنـا
و العــقـــلُ صـــحراءٌ لـقلةِ دعمـهــا
هذي البلادُ هجـرتــــــها بـــإرادتي
عَـلي أعــود إذا انـجلتْ ظلمائُهــــا
مَرت سِنينُ العمرِ منذُ فراقِهم
أنَّى يعودُ وقدْ جفـا عن دربـــهـــــا
للأُمِ آهــــــــــــــاتٌ و يعزَفُ لحنُها
رحل الحبيب عن البلاد و أهلــهــا
يا غُربَةً سحرتهُ في أوصــــــــافها
ردي الحبيبَ إلى البلاد و أهلـهـا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى