الأربعاء ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦
مونديال غزة الدموي
بقلم ميسون جمال مصطفى

رقصا على ايقاع الفيفا

حينما أطل حزيران بكراته الذهبية التاريخية، وموندياله الأكثر تاريخية ورونقا، وضعت يدي على قلبي، ففي الحين الذي تشتعل فيه ملاعب البلد المستضيف للبطولة تحت أقدام لاعبيها على وقع أنغام السامبا والفلامنغو رقصا ولعبا، تشتعل أماكن من الوطن العربي نارا وقتلا . وإذا كنا ممن يقرأون التاريخ جيدا، ويحسنون العودة إلى الوراء سنوات، رأينا التاريخ يعيد نفسه بنفسه ، ولكن مع صور أكثر دموية وقتل.

ففي الحين الذي اتجهت فيه انظار العالم عام 78 إلى الأرجنتين لمتابعة كأس العالم، كانت آلة الدمار الصهيونية تغزو جنوب لبنان وتعبث قتلا وتدميرا،وفي عام 82 وبينما ملاعب اسبانيا تحتفل بالكأس الثانية عشر، كانت أرض لبنان تبكي سقوط ست الدنيا في يد العدو الصهيوني، وارتكاب ابشع المجازر من الجنوب وصولا الى بيروت، ومنها قصف ملجأ نادي الحولة في مخيم برج الشمالي الذي يضم النساء والأطفال والشيوخ، ومستشفى صيدا الحكومي وغيرها .

وجاء مونديال 2006 يغزو ملاعب المانيا ،فتشتعل ملاعبها رقصا على أنغام السامبا والفلامنغو والتانغو ...الخ ،ولكنه لم يكن مثمرا،ولا زار لاعبوه البحر،كما في غزة ففيها بدأ مونديال الدم على شاطئها ، فعزفت الطائرات الحربية الصهيونية لحن القصف والقتل، محولة البحر الأزرق إلى أحمر قان، فتودع هدى عائلتها على انغام الفيفا، وتشيعهم على الركالات الركنية والركالات الحرة ولكن أهمها ركلات الجزاء التي اصابت الشعب الفلسطيني ، بينما العالم العربي والغربي يغني على ركلاته الجانبية .

فإلى عشاق الكره تدعوكم غزة لمتابعة مونديالها , فكأس العالم سينتهي مع بدايه شهر تموز أما مونديال غزة الدموي فيعدكم بالاستمرار والأحداث الشيقة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى