الأحد ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٠
بقلم جميلة شحادة

رقصة واحدة مع البحر

بلسانٍ مبتورَه، كانتْ تُخبرُ البحرَ أسرارَها.
سمعَ سرَّها الأولْ،
ثارَ
زمجرَ
مدَّ يدَه، وصفعَها على خدِها الأيمنْ،
أيقظ ذاكرتَها من نومِها،
فقذفتْ بسرِّها الثاني.
أحاطَ بذراعِهِ خصرَها، داعبَ خيالَها،
منحها شوقَه، ألبسَها زُرقتَهُ،
فرمتْ في جوفِهِ بكلِّ أسرارِها.
الآن؛ أصبحتْ عاريَه، عاريَه تماماً،
عاريَه من أوراقِ التوتْ،
وعاريَه من خيوطِ العنكبوتْ.
الآن؛ أصبحتْ خفيفَه، خفيفةٌ جداً
أخفّ من ريشةٍ في مهبِّ الريحْ
وأخف من جناح فراشَه.
الآن؛ أصبحتْ خفيفَه
لا شيء يُثقلُ كاهلَها
لا شيء يعيقُ ذيولَها.
الآن؛ لا تسمعُ غير صوت البحرِ،
يدعوها لتراقصَهُ لمرةٍ واحدةٍ فقطْ.
تُغريها رشاقةُ حركتِه، تحيِّرُها دَعوتُه
تدنو منهُ خطوةً واحدةً
وتنأى عنهُ بمِثلِها،
وقبلَ الساعةِ الخامسةِ والعشرين،
وبلسانٍ مبتورَه
تدَّعي العَرَج.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى