السبت ٢٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم عائشة الخواجا الرازم

زلزال في القدس

قام نقيب الجيولوجيين الأردنيين رئيس إتحاد الجيولوجيين العرب المهندس بهجت العدوان بالتحذير عبر بيان منشور من عمليات الحفر الخطرة التي تمس مباشرة أساسات المسجد الأقصى، وربط المهندس العدوان تلك الممارسات الإجرامية بالنبش والحفر مع جرأة ووقاحة الكيان الصهيوني على ارتكاب تجارب نووية في النقب والبحر الميت، حيث تقوم بدون رقيب أو حسيب بالتجارب الحرة على طول خط النقب والبحر الميت ولا من يحاسب أو يسأل أو يحقق في اتجاهات تلك التفجيرات ومضاعفاتها تحت نظر العالم!! وحتى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت نظر المدير العام السابق محمد البرادعي ولمدة أربعة عشر عاماً من تسلمه تلك الإدارة الدولية لم تخط خطوة واحدة في سبيل التحقق من كيفية استخدام تلك المناطق للتفجيرات النووية المحدودة والموجهة أو خطورة مضاعفاتها على الأراضي المحتلة والشعب الفلسطيني والقدس والمسجد الأقصى المستهدف!!

وعلينا القول للتذكير والتوضيح لكل من يراوده خاطر أو هاجس الضحك على عقول المحذرين بأنهم من طابور نظرية المؤامرة التالفة نسبياً، أن إسرائيل كانت قد تحكمت بإجراء التجارب النووية على سطح الأرض وفي باطنها مع الفرنسيين حينما حدثت تفجيرات نووية في الصحراء الجزائرية التي وقعت بالاشتراك مع فرنسا في منطقة إينيكر في جبل تاوريرت بين سنوات 1960- 1965 وكان قد تم تفجير 15 تفجير نووي منها فاقت طاقاتها مائة وعشرين كيلو طن وهذا يساوي ستة أضعاف قنبلة هيروشيما ((لجأ الكيان الصهيوني إلى فرنسا لعقد اتفاق إقامة مفاعل عسكري متخصص في إنتاج مادة البلوتونيوم الذي يستعمل في صناعة القنابل النووية. و قد نفذت هذا المشروع شركة سانت جوبيان الفرنسية التي تملك الحكومة الفرنسية حصة متحكمة من أسهمها تبلغ 66 بالمائة (وللعلم فإن هذه الشركة تمت إدانتها بالمشروع النووي العراقي السلمي في مفاعل تموز، لكنها لم تتهم ولم تتم إدانتها في المشروع النووي العسكري في ديمونة) وكذلك قامت إسرائيل بتكرار تجاربها التفجيرية تحت البحر مع جنوب إفريقيا في الستينيات (ثم تطور الأمر بإسرائيل لإجراء عدد من التجارب النووية الباطنية المحدودة والمدروسة والمنخفضة الطاقات في صحراء النقب ولعدة مرات، وكانت إسرائيل تعلن في كل تفجير بأن المنطقة تعرضت لهزات أرضية خفيفة ناتجة عن زلازل محدودة وقعت جنوب البحر الميت وفي صحراء النقب، ولم يتصد لتكذيب تلك الافتراءات الإسرائيلية بأن هزات أرضية أصابت المنطقة ولم يتصد لمعرفة وكشف أسباب تلك الهزات الأرضية سوى خبراء العراق النوويين، وصرح بعض الخبراء النوويين العراقيين أنهم اكتشفوا وسجلوا وقدروا طاقات تلك التفجيرات النووية الإسرائيلية، وأن الهزات تلك كانت ناتجة عن تفجيرات نووية.

لا غرابة ولا استغراب في هذه الأيام المتسارعة بالهوان، وتحت نير غياب الرقيب وغياب العالم النووي العربي الذي راح في عمليات اغتيال وقتل وسفك دماء في العراق، أن تتجرأ وتستعجل إسرائيل عمليات التفجير الأرضي دون خوف أو حذر لا من وكالة طاقة دولية ولا من رقيب نووي عربي ولا من مدير عام وكالة الطاقة الجديد يوكيا أماتو.

((وكذلك فإن الكيان الصهيوني يطلق البخار المشبع بالإشعاعات النووية في الجو, حيث تحمل الرياح السائرة هذه الغازات عبر الحدود الأردنية, و التي تبعد 40 كلم عن مفاعل ديمونة. و يتم إطلاق هذا البخار في الجو بعد أن تتأكد مصلحة الأرصاد الجوية الصهيونية أن الرياح تهب في إتجاه الأراضي الأردنية. و هذا الأمر يكشف حقيقة ارتفاع نسبة السرطانات في منطقة الكرك الأردنية المواجهة لمنطقة ديمونة)

والمصيبة أن الأردن لم تتقدم لوكالة الطاقة الذرية الدولية بطلب كشف أو فحص لتلك الأخطار الفادحة ضد مواطنيها وأراضيها الواقعة في الجنوب، ولا ننسى أنه في عام 2004 كانت قد أكدّت المتحدثة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ميليسا فليمينغ لـجريدة الشرق الأوسط أن الوكالة لم تتلق أي طلب مساعدة من البلدان العربية المجاورة للكيان الصهيوني. في إشارة إلى البلدان التي تعرضت وتتعرض لخطر التسربات الإشعاعية من مفاعل ديمونة. و جاء تأكيد فليمينغ بعد أكثر من أسبوع على تصريح مدير الوكالة السابق الدكتور محمد البرادعي, بأنّ الوكالة مستعدة لإرسال بعثات لرصد الإشعاع على المناطق الحدودية المصرية والأردنية مع الكيان الصهيوني!!!

من الواضح أن التكتم الشديد على تعاظم الخطر المرصود والمؤسس له بهدم الأقصى، يزيد من الطموحات والإسراع بالاعتداءات التفجيرية والأخطار النووية الإسرائيلية في المنطقة العربية. وهكذا فإن اسرائيل في تنفيذها عدد من التجارب النووية الباطنية تسعى ومن خلال قدرتها على التحكم بالتقنية العلمية على تنفيذ مخططاتها بتفجيرات نووية باطنية محدودة المدى الجغرافي والآثار التي لا تطال إلا أهدافها ، وأهمها الوصول لأساسات الأقصى وتهديمه، وتصرخ لنيل المساعدات والإمدادات لنجدتها من زلازل أصابتها!

لقد وقف النقيب بهجت العدوان وأصدر بيانا واضحاً لا لبس فيه من حيث الصراحة والتوضيح وكذلك المناشدة التي ترقى إلى الاستصراخ والاستنجاد بالعالم وأصحاب الضمائر الحية، وضمن العلم والمعرفة بالتحليل السياسي والرؤية الثاقبة كعالم في الجيولوجيا بتأثيرات التفجيرات النووية في قواطع مدروسة الخطوط والالتواء والاتجاه في الطبقات الأرضية المتصلة بالنقب والبحر الميت وتردداتها السرية تحت الأقصى بالتحديد، وليس ذلك على الأعداء ببعيد أو مستغرب، فالذين خططوا لتفجير برجي التجارة في نيويورك وقوى الطغيان المتمكنة من الفلتان والهروب من كل الاستجوابات والمحاكم بعد أبشع الجرائم والإفلات من أي التزام بالقوانين والمواثيق الدولية، ليست ببريئة من ارتكاب جرائم تحت الأرض تبدو طبيعية يتحمل وزرها القدر والكوارث الطبيعية، ففي الوقت الذي تتنفس الأرض عن الوجع وتئن تحت وطأة الظلم والطغيان وسرقة الحق وغياب العدالة وارتفاع المكيال الثنائي على ميزان العدالة الدولي، يتم انتقاص لا بل وهدم البنى العادلة التي تقي الشعب الفلسطيني شر الصقيع والبرد والحر والقر وتغليف حياتهم بالموت الحلال على يد آلة التدمير والقتل والحرق الإسرائيلية المدللة والمدعومة من قوى الشر والبلاهة العالمية، وليس من المستغرب أن تفسح إسرائيل لنفسها مساحة واسعة للتفكير بالتنفيذ الزلزالي تحت الأقصى بأسرع وقت نظراً لنوم وغفوة القوم وغيابهم عن تحمل المسؤولية نهائياً، ومن بعد الهدم من سيبني ويرفع مداميك الأقصى ؟؟
وحري بالعالم النائم على أحلام اليقظة والغفوة بعد زلزال هاييتي الوقوف والإعلان والصراحة، ومن المفترض وفي هذا التصريح ما يؤجج الهواجس ويحولها بعد التأجج إلى رفض عارم وثوران تحذيري يعلن عدم السذاجة والهبل الدولي أمام الجرائم التي تبدو طبيعية وتنطلي بدهان المناطق المنكوبة بالمساعدات وإرسال أربعة آلاف جندي أمريكي لهاييتي وتحطيم قيادتها وقصر رئيسها وتقتيل شعبها وتحويلها إلى خليط ضائع من القوانين !!

ومن واجب كل أصحاب الرؤى المسؤولة في المواقع الديبلوماسية والقيادية التحذير والتوضيح والكشف، ودون خوف من ابتزاز أو حرمان منصب، وعلى لسان وزراء الخارجية العرب والدول الإسلامية والعربية جمعاء، وليكن تحذيراً واقعياً بالنص متضمناً وثائق الاتهام والتوقعات كما تلبس أمريكا وإسرائيل محور الشرارة المنطفئة خطيئة النوايا. والحقيقة التي لا يختلف عليها صاحب قلم وصاحب ضمير حي يقظ في مرحلة تفاقم الأكاذيب الإسرائيلية والانفلات اللامحدود للافتراء الأمريكي والإسرائيلي ضد النيام والمساكين والفقراء المغلولين في عالمنا الثالث، وأخطرها كارثة زلزال هاييتي المشكوك في أمره منذ وقوعه وتقتيله لمئات الآلاف من البشر وتدميره للبنى الأساسية والتحتية والفوقية، ونيل الأرب الأمريكي لنتائج أعلى بألف مرة من قيام حرب واحتلال جزيرة منكوبة أمريكياً ومطلوبة إستراتيجيا !!

نعم ........لقد حذر نقيب الجيولوجيين الأردنيين رئيس اتحاد الجيولوجيين العرب بهجت العدوان من عمليات الحفر تحت أساسات المسجد الأقصى والتجارب النووية في النقب والبحر الميت التي تقوم بها إسرائيل.

ربما يعتبرها الكثيرون من المحللين والمطلعين شيئاً من التخريف والخزعبلات السياسية لأمر في نفس يعقوب لانتخابات قادمة أو تمهيد لشعبية ،ولكن هذه الجريمة ليست ببعيدة فعلاً عن مخططات إسرائيل الشيطانية والتي فعلاً تبدأ هكذا ولكنها تنتهي بواقع مرير ومدمر على من لا يصدقون تلك التحذيرات الصريحة المبنية على تاريخ وواقع اليم انهار على رؤوس العرب والمسلمين نتيجة استخفافهم بمخططات وأكاذيب وتأليف رقاب الإرهاب العربي والإسلامي وما رتبوا ويرتبون له ويدبرونه دون نوم ولا تهدأ لهم جفون! وسيخرج لنا من باطن الاستراحة السياسية من يقول هذا مستحيل، فإسرائيل تعرف الخطوط الحمراء وتعرف النتائج التي ستهب وتقلب الدنيا على رأسها من العالم لو حدث مساس بالأقصى!

وأقول لا ...... فالصهاينة لا يعرفون ولا يعترفون بما كان بالأمس خطوطاً حمراء وخاصة بعد اندثار القوة العلمية النووية العراقية واستمراء واستخدام القوة النووية الإيرانية للإشاعات والاستكبار فقط ولو كان بالفعل هناك قوة نووية إيرانية انتقامية تأخذ بثأر الأقصى أوغيره لما استفردت إسرائيل بالمنطقة وضربت الأخماس بالأسداس ونالت الوطر من تعظيم مفاعلاتها وتجاربها النووية دون استجواب.

فليصح العالم المغشي على ثقته بخير الولايات المتحدة الوهمي، ووثباته لمواجهة قوى الشر الإرهابي المفتعل والمصنوع بآلات الكذب الأمريكي والصهيوني، أن إسرائيل تنفذ اليوم في وضح النهار جهاراً حفريات مترافقة مع تفجيرات نووية تتسلى بها عسكرياً لتنفيذ مخططاتها الإجرامية دون حسيب أو رقيب، وهي الآن تدفع بقواها الحفرية والتقنية تحت الأرض وطالت كل أركان المسجد الأقصى المبارك, بحثا عن الهيكل المزعوم , وهذا أكبر امتحان للعرب والمسلمين والعالم والقوانين الدولية التي تهز رأسها بعيداً عن الجدية في حماية الحقوق للأقصى وأهل فلسطين والمسلمين في الأرض قاطبة .....! ومع الأسف فإن مواقف الغضب والنصرة من حيث ردة الفعل العربية والإسلامية أسوأ حالاً وأخطر , بسبب التهاون والتخاذل العربي والإسلامي, فالكل منشغل بأموره البسيطة والدنيوية المتسارعة عن نصرة الأقصى وأهله، والجميع منشغل بالتفكير اللامنطقي واللاواعي بمحاربة الإرهاب وتجييش قوته لمحاربة الوهم الخفي والطاعة العمياء لتصديق رواية وكذبة التاريخ بوجود قاعدة إرهابية تهدد العزل في أمريكا غيرة من حضارتها وديمقريتها وحريتها!! مع أن الإرهاب والقتل والتدمير والتبشيع وحرق الأمم وإزالة الحضارات ومهاجمة الدول والشعوب في عقر دورها ونهب ثرواتها لا يأتي ولم يأت إلا على يد الكاذب المستغيث الأمريكي والصهيوني!!

حري بالجميع أن يصرخوا فاضحين المخفي والمغطى، وما هذه الصرخات سوى للإهابة بالجميع لإثارة قضية عالية النبرة وجادة وسياسية تساوي حجم الجريمة التي تستهدف الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين) وها نحن نسمع عن الحفريات بين وقت وآخر بأنها سببت بعض الانهيارات, وكردة فعل تأتينا ردود أفعال متناثرة هنا وهناك عربية وإسلامية مستنكرة ومحذرة من أي جريمة تستهدف الأقصى لما لذلك المكان من قدسية دينية لدى المليار ومائتي مليون مسلم, ونشاهد ونسمع ونعرف أن الصهاينة اللصوص وقعوا على أوراق امتحان العرب وأعطوهم علامة ممتازة في التراخي، وما تلك الاحتجاجات والاستنكارات سوى تفريغ للمسؤولية فقط فالأقصى نزف وينزف وأهله معه تحت الدم دون مسعف, فتارة يتعرض للحرق وتارة يتعرض المصلون فيه للدم والرشاشات ويموت المصلون والأطفال الملائكة على سجاجيد الصلاة ، وتارة للتدنيس واقتحام لحرماته , وتارة للحرق والتهديد بالمتفجرات, وتارة للحفريات بسياسة رسمية!!

وتتصاعد منذ ثلاث سنوات حتى اليوم أنباء عن مراصد الزلازل الصهيونية , بان هزات أرضية في منطقة القدس ومحيطها قد حدثت وتكررت, وكانت خفيفة لا تتجاوز الثلاث درجات على مقياس ((ريختر)) ولم يتم سبر غور تلك الأنباء ومصادرها وكيف أصابت القدس ومحيطها ؟ ولكننا نعرف تماماً أن استهداف الأقصى بائن بينونة كبرى، ويمكن فعلاً توظيف عوامل الطبيعة لتحمل التهمة والجريمة مسببة انهيارات ربما مدمرة للأقصى المبارك، ويصدق العرب والمسلمون المليار والنصف مليار الأخبار الكاذبة وإشاعة أخبار هزات أرضية، والتي من المؤكد في ظل ضخامة الافتراء والجرم الصهيوني تكون تلك الهزات ناتجة عن تفجيرات أرضية مفتعلة ويشاع في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء أنها نتيجة نشاطات بركانية أو زلزالية,ويقدمونها بأن منطقة القدس أضحت بؤرة حديثة للزلازل الطبيعية يا حرام، ويبكي الجميع تحت أنقاض زلزال تتسلق خطورته رقاب المسئولين الصهاينة والصامتين على سلم رقابهم ليصل إلى أربع أو خمس درجات ونعلن الأقصى قلباً منكوباً تصل إليه المساعدات والإمدادات النواشف مع بعض الندم والدموع عن طريق مطار بن غوريون وبعض المعابر التي تفتح جراء هبوب مشاعر التعاطف نتيجة الزلزال !!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى