الأحد ٢٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم فيصل سليم التلاوي

ستون عامًا

ستــــونَ عامـــاً يا أُخيـّـهْ أرنــو لطلعتــك البهيـــــــهْ
وأخُـــــط ألــف رســالــةٍ في كل صــبـحٍ أو عشيّــه
طال انتظــاري، لا يـــدٌ من وجــدها تزجــي تحيــه
قـــيــسٌ أنا يا حلــوتي يــرنو لليلــى العامريـــــــــــه
قد جئت أقبس قبســةً من وهج ناركمُ الدفِـيِّـــــــــــــه
هــي نظــرةٌ لو بعـــدهــــا أعشى وتُطفــأ مُقلتيَّــــــه
ما شفني ندمٌ، ولا ســتقبلها نفسي رضيـــّــــــــــــــه
وسألتها : من أين هــذا الحسن والريح الزكيـــــــــه؟
من أين أنتِ ؟ سحــرتني قولــي بربــك يا صبيــــه
من أيّ أرضٍ تنبت القامات من عزٍ رماحاً سمهريه؟
زيتون هذي العين نرجسها، ونظرتها الأسيَّــــــــه
"مرج ابن عامر " في الخدود ولون حنطته الشهيه
وجمعت سحــر "دليلـــةٍ" جنباً لطُهــر المجدليَّــــه
قالت: أصــبــت فإننـــي يا سائلـــي بنت القضيــه
في ساحة الأقصى ولدت وصنتُ جيرته الهنيَّــــــه
ورضعتُ من عنب الخليل، نقشته في ساعديَّــــــه
بنت الروابي الخضرِ تعبقُ زعتراً أو "ميرميــــــه"
وكبرتُ تحرسني الشمائل والخصال اليعربيـــــــه
وحفظت أشعار الحماسةِ والقوافي العنتريــــــــــه
وهتفت حتى بُحّ صوتيَ بالأهازيج الشجيـــــــــــه
وأحلتُ كل هزائمي نصراً وأمجـاداً أبيــــــــــــــه
ورأيت خيل الرومِ، داستني حوافـرها الشقيـــــــه
وشهدتُ رايات المغولِ وهول زحف البربريـــــه
ولقد حززتُ ضفائــري لأذيقكم طعـــــم الحميَّـــه
وصنعت منها للخيول أعِنَة النصر القويــــــــــــه
وصرختُ ملء فمي: فلسطينية نادت أميـــــــــــه
ورنت لرايات الجهاد وللسيوف المشرفيـــــــــــه
وهفا إلى حطين قلبيَ، بل لخيل القادسيــــــــــــه
وسخرت من هذا السلام وجدته أدنى مطيَّــــــــه
ورأيت فيه مكيــدةً لا تنطلي أبــــداً عــــليّـــــــه
لينُ الملامـسِ يختفـي في الناب منها سُــمُّ حيَّـــه
ستـــون عاماً والقرابينُ المباركة الزكيـــــــــــه
ودماء أحبابي تسيلُ ضحيةً تتلو ضحيــــــــــــه
نهرٌ من الدم والدموع أغوصُ حتى رُكبتيـَّــــــه
هذا دمي وتقاتلُ الجلاد حتى مُقلتيَّــــــــــــــــــه
فأنا فلسطين التي لم تحنِ هامتها العليَّـــــــــــــه
كل الغزاة مضوا وعكا درعها أبداً عصيَّــــــــه
سل عنه نابليون تعرف خزيه كل البريـــــــــــه
إذ رده "الجزارُ" مدحوراً وهيئته زريـَّـــــــــــه
بئس السلامُ فتاتُهـــمْ والسلمُ سلــمُ البندقيـــــــــه

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى