الاثنين ٢٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم جلال برجس

سِيرةُ السِرّ

(الى سمر، شاهدة على انكساري)
سِرُّ الشاعر
 
جلس الشاعرُ في الشُرفةِ
يَرسمُ
خيلَ قصيدتهِ
في الأفق
صهيلاً
وطيوراً
تدهنُ وجهَ الغيمة بالأحمرْ
والغيمةُ
تنثرُ في الريح كنايَتها
شفقٌ
يُعلي من شأن اللحظةْ
واللحظةُ
بنت الناياتِ
تَشدُّ شراعَ الكون
وتُبحِرُ
في بحر اللحظةْ
والبحرُ
مراياً كونيةْ
تَعكسُ
سرَّ الريحِ
وسِرَّ الشاعرِ
كيف يُسَوي لونَ قصيدتهِ.
 
أسرار الرضاب
عندما قالت
أحبكَ
مالتِ الشمسُ قليلاً
فارتخى
عِرقُ الظهيرةْ
عندما قلتُ أحبكِ
رَفرَفَ في دمي
نحلٌ
فأينعَ في ظلال القلبِ
دَحنونُ الحقيقة
عندما قَبَّلتُها
من شُرفة القلب طارت
حمامةٌ
بيضاء
حَطت على كَتفِ المجرّةِ
ألقَتْ على العشاق أسرارَ الرضابِ
وأعلَنتْ
هذي
القصيدةْ
سِرُّ السرّ
 
(1)
من يعرف سَرَّ القُبلةِ
يعرف
سِرَّ
النار
(2)
من يعرف سِرُّ القلب
كيف يرى
في العتمة
وَقعَ
أنوثَتِها؟
(3)
من قالت لوجه البحر
صباحكَ سِرُّ المرآةِ
وسِرّ
السر؟
 
(4)
من تلك المرأة؟
لماذا يسبقها برقٌ؟
ولماذا
تتبعها
أمطار؟
 
(5)
من كَتَبَ على وجه البدر
قصيدَتَه
وبرِمش النجم
عَلّقَ
أرجوحتين؟
 
(6)
من شافَ في الطينِ
سِرَّ الحياة؟
ومن شاف دمعتين لكلكامشَ
على عِرقِ
شيحٍ
تتلألآن؟
 
(7)
من التي عَثَرَتْ بسُرَّتي
- سُرَّتي
التي رمتها أمي في البهاءِ
على محمل الحظ -
فأعطتني
شهوة السرّ
وأعطت
لأناملَ الروح
سرَّ
البيات؟
 
(8)
من أنا ؟
قال السِرُّ
يُساءلُ شيئاً غامضَ
في مرآة البوح
فجاء الصدى
كَكُراتٍ هلاميةٍ :
من أنا ؟
من
أ
ن
ا
؟
 
سر الحياة
تركضُ بي فرسُ العمر سريعا
باتجاه الأربعين
كنتُ قد خبأتُ في جيب روحي
دمعةً
لأذرفها
بينما خلفي تتهاوى
نجومٌ
وتصهل أحصنة الخريف
نجومٌ عَمَّدن كفي بالثآليلِ
ودوَّنَت في دفتر العمر
على أهبَة الريح
رنين المسافات.
الأربعون
عمراً بحجم ضحكتها
الأربعون
ضحكة
بحجم جوع أمي
للحياة
 
* ** **
سريعاً يمر العمرُ
قدام سر الحياةِ
ويهزأ بالسؤالْ
سريعاً
تُضمخُ صحراءه قامتي
بحنظلها القريب من المجاز
وينهمي في اللانهائي من السديمِ
حيث شقَ نجمٌ دمعتي
وأقعى ذابلاً
في البال
آه أيها العمر
رأسي على وجع الهجير يئن حياةً
ويدي منسابة في موتها
على بَرْدِ الشمال

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى