السبت ١١ حزيران (يونيو) ٢٠٢٢
بقلم نوري الوائلي

شعر الوداد

من أجملِ الخلقِ الجميلِ معذّبي
وهو النعيم إلى الفؤادِ المُسلبِ
حلو الضفائرِ والعيونُ مشاتلٌ
ونسيمهُ عطرٌ بوادٍ مُعشبِ
ورد بلونِ خدودها قد أرسلت
لاكنّه من حسنها لم يقربِ
يزهو الصباحُ إذا استقام ببسمةٍ
من ثغرها ومن الثنايا الأعجبِ
الشعرُ يرقصُ بالنسيم مهلّلاً
فوق المناكبِ كالشروقِ المُذهَبِ
لا تجلبي الوردَ البهيّ وتغربي
فالقلبُ مشغوفٌ بودّ مُلهبِ
لا الوردُ يُغني لا الكلام يُجيرني
فالنارُ تبردُ بالودادِ الأقربِ
قد أرهقَ الصبرَ الجميلَ صدودُها
حتى كإنّي بالهلاكِ المرعبِ
أبحرت في العينين كيف أطولها
والعمقُ فيها فاق كلّ الأحجبِ
أفديك عمري دون أيّ تمنّنٍ
ما للحياةِ بدون خلّ مُجذبِ
لا تمنعي روحي لودّك فالهوى
سيفٌ على قلبي اللهوفِ المُتعبِ
في قلبكِ المنشودِ أروعُ رحمةٍ
فألوذ عندك كالدخيلِ المُخضبِ
وإذا دنوت إلى رحابك مُسقماً
أشفى من الأوجاع دون تطبّبِ
لا تعتبي حين انشغلت بعارضٍ
فأنا بعذري كالتقيّ المذنبِ
لطفًا فما عرف الفؤادُ ولا هوى
الّا قرانَك ما لغيرك مطلبي
قلبي الفلات وأنت كالزهر الندي
فاسقي العروقَ من الرحيقِ الأعذبِ
أهواك لم أرضخْ لصدّك يائسًا
فأنا الصبور على الفراق الأصعبِ
إن تطلبي فوق التدلّلِ مهجتي
لبّى إليك القلبُ دون تهيّبِ
إن طال بُعدك فالفؤاد متيّمٌ
وإذا انتظرتُ الدهر لا تتعجّبي
بيني وبينك رحمة وتودّد
الله صاغهما لعيشٍ أطيبِ
سبحان من خلق الوجودَ لغايةٍ
ويعيدُ جودًا كلّ خلقٍ أنسبِ
هذا هو الشعر المُربّي واسمه
شعر الودادِ بلا تغزّلِ كُذّبِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى