الجمعة ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٤
بقلم مازن دويكات

شهداء

الفتيةُ الآتون منْ
وجعِ المخيمِ والمدائنِ والقرى
والصاعدون إلى الأَعالي والذُرى
لم يطوا أجنحَةِ الوصولْ
لم يمسحوا دمهم
عن القمصان بعد،
كأنهم بمهمةِ أخرى بأطراف الحقولْ
الفتية المتجذرين بسرة الأرض الصغيرة
يأتون سرباً للضباء
ينسقون ورودهم فوق المداخلِ
دائماً تأتي وتهجعُ في جراحكمو الفصول
على أي حبلٍ أو ضفيرة
سوف تهبط من علٍ
في حضن أمك أيها الولد الخجولْ؟
دمهم براق الأرضِ، والوطن البعيدِ
بدا
على مرمى دمٍ
بين الرصاصةِ والوريدِ
طوبى لمن صعدوا
لكي يصلوا بنا
أقصى وصخرة قدسهم
خضراء غرفة نومهم
خضراء، لا أحدٌ هنا
في السدرةِ الخضراءَ ينعسْ
عما قليلٍ يخرجون كما تركناهم
بساحة عرسهم
وعلى الأصابع أورقت
أشتالُ حنّاءٍ مقدسْ
لَم يسقطوا أبدا
ولم يمضوا سدى
أصغي وإيقاع الخطى
"نهوند" يعزفه لنا
جسدٌ عفيْ
إنني أراهم جالسين أمامنا
في أولِ الصفِ الخفيْ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى