الجمعة ١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٥
قصة قصيرة
بقلم راندا رأفت

ضياع

ليست الشمس بالقسوة التي اعتدتها.. بل هي أشد قسوة .
رغم أني لم أخرج بعد من غرفة نومي إلا أنها اخترقت كل شيء ؛ فأذاقتني حراراتها و ضوئها.. ربما هذا الإحساس بالقوة الزائدة أشعرني بنقص ما يسيطر على كل نبضات حياتي .لكني لن أبالي ... فقد اعتدت المشاعر المتناقضة ؛ النقص يجاور القوة ، الحزن يجاور سعادتي بزوال متاعب أثقلت كاهلي في وقت مضى .

أنهض من فراشي .. أخرج من الحجرة .. رباه .. احتاج لبرهة كي استوعب المشهد .. الجميع في صالة الإستقبال يتشحون بالسواد .. تبدو عيونهم جاحظة و شفاههم منفرجة .. تفيض وجوههم من أثار ذعر ؛ أحال منظرهم حتى شككت أني أعرفهم ... " ماذا جرى ؟!" ... سؤال كررته ما يقرب من المائة مرة بلا مجيب .. حتى اكاد أصبح مثلهم ...

ها قد بدأ أحدهم يستعيد منظره الطبيعي .. بادرني بقوله " كيف جئت ؟ " ... إذن وجودي هو مصدر ذعرهم .. إلهذه الدرجة أصبح مصدر ذعر في يوم وليلة .

رباه أين كنت كي اجيء ؟ .. أنا لم أخرج منذ يومين ..
استعاد آخر جزء من منظره ... " أين كنت أمس ؟"
هل فقدوا ذاكرتهم ؟ لكن لا يعقل أن تفقد ذاكرة الجميع في يوم واحد ... هل فقدت أنا ذاكرتي ؟ ... ذكرته بما كان أمس .. أصر أن ذلك كان أمس الأول .. أمس أنا لم أكن هنا بحثوا عني في كل مكان .. سلسلة مفاتيح الشقة في مكانها .. فأنا لم أخرج بإرادتي ..أبلغوا الشرطة لم تتضح أي اثار لسرقة أو لخطف أو أي شيء يدل على شيء .

أستمع للقصة ما بين فقدان العقل و فقدان الروح .. كيف يضيع يوم كامل ؛ و لا أذكر عنه شيء ؟ أظهر شكي فيما يحكون .. أكدوا لي أن اليوم الخميس خلال النشرة الإذاعية .. رباه كيف يضيع مني يوم ؟ .. كيف أضيع أنا منه ؟...

أصبحت أحيا كل الأيام أخشى حرارة الشمس
و يظل السؤال عالقا في نفسي إلى الأبد .. أين كنت ذلك اليوم ؟ ... أو بالأصح أين كان ذلك اليوم ..؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى