الثلاثاء ١٧ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
بقلم أشرف بيدس

طفولة

تجاوزت ما تجاوزته من عمر.. لكنى مازلت كالأطفال، أصرخ دون سبب، وأضحك دون سبب، وأطلب أشياء لا أحتاجها.. ولا تعنى لى شيئا..

أحتاج لكلمات التشجيع والثناء، وكثيرا ما أرى نفسى تحبو خلف الأحداث الكبيرة المفتعلة، لا يهمنى أن أكون محط أنظار واهتمام الآخرين، ولا تحرجنى نرجسيتى إزاء توزيع الهدايا على الآخرين، لكن يهمنى كثيرا أن أشغل حيزا صغير فى محيط من حولي، أؤثر بهم ويؤثرون في. أتفاعل معهم ويتفاعلون معي.. ولا أغضب إذا عزف عنى الآخرين، ولا افتعل الضجيج حتى استرعى انتباههم واهتمامهم، أحتاج لبعض الكلمات البسيطة، فقط بعض الكلمات البسيطة، وقليلا من العناية والرعاية وطول البال والصبر على شطحاتى.. مازلت احتاج لكلمات المجاملة التى تجعلنى لا أكرر أخطائى مرة أخرى، فأنا سريع التعلم.

تجاوزت ما تجاوزته من عمر.. وزحف الشعر الأبيض على رأسي، وتوازت تجاعيد وجهى وانكمش عنقي، وبطأت حركتى قليلا، لكنى احتفظ بألعابى القديمة فى صندوق خشبي، أستعيدها حينما اشتاق لطفولتي، وتزداد بى وحشة الأيام، وغدر الآخرين.. واستعيد ضحكات الصبا، عندما تقسو الحياة علي، وتنفر منى حالات الرضا والقناعة.
فعاملينى كأنى طفل.. ولا تقس على.. لن تجدى مشقة فى تعليمي، يمكن توجيهى مرة واحدة فقط، سوف أحرص على عدم تكرار الأفعال التى تغضبك.. ولكن برفق.. فأنا إنسان لا يجدى معه العنف.. فالعنف يزيدنى حماقة وعناد..

يخيل لى أحيانا، أننى لست فى حاجة إلى امرأة، بل إلي طفلة لا يشغلها كثيرا أفعال الكبار، ولا تستقطبها الأشياء عديمة النفع، تتوحد معي، حتى إذا ما رأت الأحداث الكبيرة المفتعلة؛ تحبو خلفها مثلي..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى