الأحد ٦ أيار (مايو) ٢٠١٨
بقلم مهند النابلسي

ظل مصاص الدماء

القصة الحقيقية لانتاج فيلم الرعب الشهير"نوسفيراتو"!

لفت انتباهي ابداع هذا المخرج العربي الأصل "الياس مهرج"، الذي برع حقا باخراج هذا الشريط من حيث تميزه بمؤثرات خاصة مقنعة وغير مفتعلة، كما أنه قدم رسالة سينمائية متميزة كتعبير عن الوفاء ل"نوسفيراتو" الأصلي، الذي يعد باكورة أفلام الرعب العالمية، والذي أخرجه مورناو الألماني بالعام 1922، والذي يعد أيضا من كلاسيكيات السينما العالمية:

يتحدث الفيلم بطريقة ساخرة وواقعية عن استبداد المخرج مورناو (جون مالكوفيتش) وهيمنته الكاملة على الممثلين وطاقم الانتاج، حيث يتعاقد مع الممثل القبيح والغريب الأطوار ماكس شريك (وليم دافو) للعب دور الكونت اورلوك، تلك الشخصية الألمانية التاريخية الغامضة التي يتهمها "الخيال الشعبي" بالعيش على مص دماء الضحايا!

لكن "شريك" يتقمص الدور فعلا، فيدب الرعب بأوصال كافة العاملين بالفيلم بلا استثناء، بمن فيهم المنتج ألبين غارو (أودو كيير)، وكذلك الممثل غوستاف فون وانغتهام (ايدي ايزارد) والممثلة غريتا شرودر (كاثرين ماكورماك)، حيث يظن الجميع طبقا للمعتقدات الشعبية السائدة بألمانيا العشرينات بأن "شريك" مصاص دماء فعلا...ويتفاقم الوضع مع حصول بعض الأحداث الغامضة وحوادث القتل، حيث تتجه أصابع الاتهام الى "ماكس شريك" بالفعل، دون أن يهتم بالدفاع عن نفسه واقناعهم ببراءته، ببساطة لأنه تقمص الشخصية واصبح يتماثل مع دوره كمصاص دماء حقيقي، ثم لنلاحظ الشبه الكبير بشكل الأسنان، الأنف، الاذنين والعينين الغائرتين المرعبتين، ثم بالأظافر التي نمت اثناء رقاده" الممل" بالقبر وتحولت "لمخالب "قاتلة!
نجح المخرج اللبناني الأصل بصمت باخراج فيلم مصاص دماء، بالتعاون مع كاتب السيناريو ستيف كيتز، محافظا على النكهة الأصلية لفيلم الرعب الشهير، وبدا هذا الشريط مسليا ومرعبا في معظم مشاهده، وخاصة عندما يعد المخرج المتسلط بطله "الدموي" قائلا: مثل بفيلمي هذا واعدك بأن "تتعشى" على دماء "بطلة الفيلم! ثم أنه يعد كذلك بطلة الفيلم "كاثرين ماكورماك" قائلا: "كل ما عليك فعله هو الاسترخاء، لأن مصاص الدماء سيقوم بكل العمل"، وبالفعل فأنياب شريك المتعطشة لحنجرة "جريتا" تخترقها بتعطش ضاري لدماءها في نهاية الفيلم...ونكاد نقتنع بأن هذا مشهد "تسجيلي" وليس مجرد "تمثيل" سينمائي"!!
أعطانا مرهج الاحساس والشعور "بالعبثية والرعب" في نفس الوقت، وخاصة بالمشهد الذي نرى فيه شريك وقد قبض على "وطواط" أسود وبادر بأكله او افتراسه "متلذذا"!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى