المكان حديقة متصلة بالمقبرة تكثر فيها التماثيل
الهواء والفراغ يتلونان باللون الأحمر القاني
التماثيل المنتصبة تتصبب عرقا
الجماجم تصرخ
شيء ما ينتصب في الأشجار والصخور
اللون الأحمر ينشر شبقا جليا حول التماثيل المؤنثة
رغم السلاسل والشمع الأحمر
يتسلل من تحت آباط التماثيل أصوات
من يدري ؟ قد تكون للهياكل العظمية طقوس
كما إن للأرواح طقوس
أرى مخلوقا هلاميا يطير بلا أرجل
ومراكب مقدمتها في ضفة
ومؤخرتها في الضفة الأخرى
براميل من طلاء ابيض لمحاربة التعب المثير
أي عالم يلده العالم الحاضر
هذا العالم مناخه صار يختلف
مزاجه يختلف
ألوانه تختلف
وقد يختلف سكانه يوما فيكونون بلا أمعاء
وبلا شهوة للطعام
يتناسلون باللمس عبر الأصابع
الفلاسفة يعلنون إفلاسهم على الملأ
ويضعون كتبهم قبل إشعال النار فيها على ناصية الطريق
الإنسان الذي يمتهن القتل والجماع والهدم والجدال
لم يعد بيننا غريبا
2
اقترح أن يكون سكان العالم الجديد من الأطفال
يولدون أطفالا ويظلون أطفالا
ويموتون بعد مئة عام أطفالا
يرضعون حليب السماء وعصارات الأشجار
ورحيق الأزهار
وكتبهم الدينية تشبه في زخارفها قصص الأطفال
لغة واحدة تكفي الجميع
لغة اللمس والهمس والضحكات
واختفاء ظاهرة البكاء
وان لم يبق للعيون جمال بلا دموع
يتوزع الحلوى والفاكهة بالتساوي
وتتساوى درجات الحرارة في العالم اجمع
وتتساوى الألوان وحصص التموين
ستكون البيوت بلا ستائر
لن يعد هناك شئ يستحق الإخفاء
الستائر تسترت على مؤامرات ودسائس
دمرت العالم
عالم جديد من الأطفال
لا يهين فيه الطفل الأبيض الأسود
ولا يعيره ببروز أسنانه وغلظة شفاهه
و لا يتركه بين فكي المجاعة وسط ثعابين الصحاري
الأطفال الكبار والصغار يرضعون
من أثداء صناعية لا تولد الشهوة
أو من أثداء الشياه والغزلان
فحليبها محلى أكثر بسكر الارتواء
الأربعاء ٨ حزيران (يونيو) ٢٠١١
