الثلاثاء ٢٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم زاهر موسى أوريور

على باب المستنصرية

موتٌ على بابِ الحياةْ
ودمٌ
بمفرقِ كلُّ أرضٍ عمّدتْ بالذكرياتْ
من يذكرُ الجسدَ المغسلَ بالدموعِ؟
من يذكرُ اللحمَ الذي لم يعرفوه لمنْ
فأسموهُ الرفاتْ؟
موتٌ على بابِ الحياةْ
من يذكرُ الشفةَ التي باحتْ
بأنّتها
وذابتْ في اللهبْ
وتحسستْ موتَ الكلامِ
فلم تقلْ إني هنا
إذ جاءَ أبْ
ليرى بقايا بنتهُ بينَ البناتْ
موتٌ على بابِ الحياةْ
من يذكرُ المتمازجين بدمّهم
وبحلمِ أن يتزوجا
فتأجّجا
نارٌ على الإسفلتِ
يوقدها انطفاء الحلمِ
في عينيَّ أخٍ لهما نجا
ورأى وقد شحَّ الرواةْ
موتٌ على بابِ الحياةْ
من يذكرُ المحروقَ
وهوَ مغمسٌ بالشعرِ والدمِ والترابْ
عمّارُ [1]
يبنَ قصيدةَ الفقراءِ ما فترَ المصابْ
ستظلُّ تملئُ مقلتي
رغماً على انفِ المماتْ
حيًّ على بابِ الحياةْ

[1عمار عبد الرزاق شاعر عراقي استشهد في انفجاراتِ المستنصرية


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى