الخميس ٢٨ تموز (يوليو) ٢٠٢٢
بقلم عبد العزيز زم

على حافّة الأربعين

ماضٍ من زجاجٍ أمسِكُهُ بقبضةٍ مرتعشة

وطنٌ أرمّمُ صدعَه في خاطري

بِرَقشِ أولى الذكريات

حروفٌ ثلاثة

تسيلُ لعابَ الحنين

قبيلَ سنِّ الأربعين
..........

لا شيءَ أكثر قسوةً

طائرٌ تحيطهُ نارٌ

واقفٌ على حدِّ سِكّينْ

أسطورةُ العنقاءِ مغريةٌ

ورمادُ الأرضِ في جثثٍ وطينْ

لا روحَ يكفيني لأقطعَ حبلَ ولادتي

عن سُــــرّتين

كلُّ سُبُل العيشِ موجِعةٌ

فكيفَ أولدُ مــرّتين
.........

رسالة إلى والدي:

/ ليتكَ علّمتني فنَّ الهبوط قبل مهارةِ التحليق
الوطن يمكن أن يكون مترين من هذا التراب
حيث دُفِنت /

لاطِبَّ يجدي نفعهُ

في جراحِ الأربعين
............

أنايَ تدفعني للعزلة

وأناها تحررني من وزنِ القصيدة

وهاجسِ المراهقة

و وطأةِ المرآة

متى اشتعلتْ شُعيرات الشيبِ في رأسي؟

كيف تمرّدتْ على ليلِ أفكاري الطويل؟

في الأربعين يصيرُ الفِكرُ حُرّاً بلا دليل

والشِّعرُ في الرؤيا يسيلْ
..................

يصيرُ النومُ أقصر

لأنّ الحلمَ يزدادُ تكثيفاً وإشراقاً

كتمرّدٍ على نمطيّة الحلمِ القديم

"أحد عشرَ كوكباً" في الحلمِ تأتي كالسَّدِيم

والشِّعرُ في الرؤيا نديم
..........

السماءُ تصير أقرب

قفزةٌ تكفي لأكتشفَ المدى

وأقرأ مفردات الكون

صرخةٌ تكفي ليتّسعَ الصدى

قبيلَ سنِّ الأربعين

يصيبني هوسٌ

بوصفِ زهرِ الياسمين

كيف يعكسُ لونَ شِعري ناصعاً

كيف يشفُّ حين يكثّفُ المعنى

أم كيفَ تُبعثُ منهُ رائحة اليقين؟
........


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى