الاثنين ٢٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم
عند الرحيل تتساوى الألقاب
الأعمار /الأشكال/الأجناس/ عند الرحيل تتساوىوتتهاوى صروح الأحلامفلا اسم آخر للعدم سوى العدمكل شئ الى انتهاءوأكثر الأشياء تعاسة هي النهاياتفالأبدية للأبديةالموت في كل الأمكنة واحدلو كان الموت في جيبوتي أو في لندنله نفس النكهة والرائحةوهؤلاء الذين يحسّنون صورة العالميزرعون في الماء أشجار النخيليمارسون العبث بعبث صادقويعطون أسماء للنضال من اجل العيشوالعيش من اجل الموتيملأون العالم بقصص الحبالمليئة بالحسرات والآهات والضياعوكل من بحث لم يجد شيئاالأشجار لا تنسى المجازر والعبرات المخنوقةلحقت يوما احد الصالحين قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في ظل شجرة منتشية بضوء الشمس، قال لي من وحي الهزال الذي صبغ محياه بان هؤلاء البشر يستحقون أن يظلوا في هكذا عالم وهكذا أجواء ،ويسلط عليهم هكذا حكام وان يكون للحكام هكذا رعية ،الرجال يستحقون زوجاتهم ومشاكلهن وسلاطتهن بجدارة،والنساء يستحقن الأزواج الكاذبينالبضائع المباعة لا تنتهي بالبيع، إنها تتوالد ،والمسيرة مستمرة حتى البركان الأكبروالذين ذهبوا في الماضي أفضل حالا منا لأنهم لم يشهدوا الاختناق، ولم يشهدوا امتلاء الفضاء بذرات الزجاجوهذه دفاتر مذكراتهم تشهد على أن الزجاج لا يمنع الرمال من التحرك وان البحر كائن كبير لا يمكن ردمه وعلوم الإنسان كلها تذهب للهباءقال لي قبل أن يموت:أحزان الماضين فردية لا تشبه أحزاننا الجماعيةوالشر في زمانهم لم يكن يسكن المراياالشر في زماننا موجود في الشهيق وموجود في الزفيرنرضعه مع الحليب قسرا لأبنائنا الصغار وبناتنا الطاهراتحتى تخرج العفة من الأبواب والشبابيك والثقوبقال لي قبل أن يموت:الأرواح لا تموت ولا ظلال للابتسامات