السبت ١٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم مها أبو عين

عيد ألكتروني !

ككل المعايدات التي وصلتني بعثت لي صديقة مقرّبة عبر تلفوني المتنقل رسالة تهنئة بمناسبة عيد الاضحى المبارك انها حقا جميلة لا أقصد صديقتي وانما تلك الكلمات المنمّقة بحسها المرهف وجرسها الموسيقي الرائع بالطبع فهي شعر والشعر فوق الجميع .

ولكن ما بالي لا أكترث بما وصلني من كلمات على الرغم من احتياجي الشديد لها في هذه المناسبة لا بل في جميع أيام العام خاصة في غربتي التي أرقب معها جوّالي صديقي الوفي الذي قد لا يخون ! وقفت حائرة ترددت وتلعثمت في الرد على الرسالة غلبني شعور لا لا ماذا أقول هل أعيد اليها ذات كلماتها أم أخرى محفوظة في ذاكرة التلفون ؟ حقا ماذا أفعل ؟ هي عزيزة عليّ ولا بد أن أبادلها التهاني أولا لأنها من الناس الأوائل الذين قدموا لي التهاني بالعيد وهذا شرف كبير لي قلّما يحصل لي في هذا الزمن العجيب وثانيا لأن اسمها تهاني .

ترى لماذا زمجرت وتذمرت وتمنيت لو كان جهازي مقفلا أيعود لاكتئابي وعدم قدرتي على التواصل مع هذه الأحاسيس الألكترونية أم لبعد صديقتي عني واشتياقي الشديد لرؤيتها أم بسبب تمّيزي وتمردي حتى في طقوس العيد فهذه الكلمات لا تغذّي شعوري ولا ترضي غروري الرافض دوما للروتين والاستهلاك أم بسبب أني لم أشعر حتى ولو للحظة واحدة أن ما وصلني من شعارات تفرض جماليتها بقناع شاعريتها هي متشابهة عند الجميع لدرجة لم أفرّق بين جميع الرسائل التي استلمتها من رجال ونساء !

لا أدري ولكن كل ما أعلمه بأني بعثت لها باحساس لا شعوري فرض عليّ كدت معه أن أوقّع في نهاية الرسالة باسم زميل لي ! نعم هذه هي حصيلة الأحاسيس والمشاعر المعلّبة والجاهزو ألكترونيا التي أصبحت معها أخاف وأشك في مدى تقييمي لجمالية الشعر .

حمدا للّه على أني ما زلت أملك احساسا مكّنني من وصف تلك الكلمات ! والفضل يعود لجوّالي الوحيد الذي أصافحه بالعيد وأفصح له عن ما يدور في خلجات نفسي على الرغم من أني أدرك تماما أنه صديق مزوّر وألكتروني !


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى