السبت ٤ تموز (يوليو) ٢٠٢٠
بقلم سليمة مليزي

قصة شبح الظلم

قصة من الواقع اهديها إلي كل القلوب الرحيمة في عيد الطفولة

بدأ الفجر يرسل خيوطه الفضية..نهضت يمينة تراقب افق السماء لتسارع الزمن، ذهبت إلي ألإسطبل حلبت النعجة الوحيدة التي تقتات منها وتعيل بناتها الثلاثة، بعدما تركهما والدهما الذي استشهد في ميدان التحرير دفاعا عن الوطن،. تهرول يمينا وشمالا بحثا عن قطعة خبز لتسد بها رمق ابنتها الصغرى لا تأخذها معها إلي المدينة... سلكتا الدرب الذي تحيط به حدائق جدها.. الهادئة كهدوء الصباح.. لا من أصوات العصافير وصياح الديكة وحفيف الأشجار التي تداعبها نسائم الصباح، ورائحة الخبز التي تنبعث من بيوت الفلاحين المستعدين لذهاب إلي حقولهم، كان الدرب المكلل بأشواك التوت البري التي بدأت براعمه تتفتح لإعلان قدوم الربيع، وهناك في الدروب مروج تتلألأ من بعيد بأزهار الأقحوان والبنفسج وكأنها سجاد حيك بتناسق جميل من إبداع الخالق، كانت نسائم الصباح حنينه تداعب جسديهما وهما يشقان الدرب مسرعتان قبل أن تفوتهما الحافلة الوحيد التي تقلهما إلي المدينة، كان الهدوء يبعث صمته من كل مكان إلا منظف القرية يجر عربته لتنظيف شوارعها، وحارس الحديقة الكبيرة التي تتوسط ساحة القرية، الذي كان يسقي الحديقة وعزف الماء المتطاير على وريقات الورود يرنو لحناً شجيا يكسر الصمت بجمال رقرقته على الأزهار والأشجار التي كانت تلامس رشاة الماء المتطاير عليها بحنين، ورائحة الورد الجوري والتوليب والجار دينا والكاميليا والبنفسج تنبعث وتنعش الهواء برائحتها العطرة..

لم تكن تعلم الفتاة الصغيرة لماذا كل أسبوع تجرها والدتها إلي المدينة..؟ كانت تتذكر إلا قليلا من القصة، حيث كان هناك شبح الظلم وقهر أعمامها لهم في انتهاك حقوقهم في ميراث والدهم الذي ترك أراضي لهم الحق فيها..

ويمينة السيدة القوية والذكية التي كانت تطالب بحق بناتها المشروع..؟ لم تيأس يوما من المطالبة بهذا الحق بالعدل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى