الأحد ٧ شباط (فبراير) ٢٠٢١
بقلم عاطف أحمد الدرابسة

لا أريدُ أن أعزفَ بالمنشارِ على أوتارِ الكمان ..

قلتُ لها:

لا أستطيعُ اللَّيلةَ أن أكتبَ قصيدةً
أو أرسُمَ في خيالي زهرة
أو أُحلِّلَ لوحة
أو أن أستمعَ إلى أُغنيةٍ من الزَّمنِ المُعتَّقِ كالنَّبيذ ..

لا أستطيعُ اللَّيلةَ
أن أرقصَ معكِ
أن أتناولَ العشاءَ معكِ
أن أشربَ القهوةَ البدويَّةَ معكِ
فبحريَ هائجٌ
وعقليَ جامحٌ
ودميَ يغصُّ بالغَضب
وألفُ كلمةٍ حمقاءَ تقفُ على حدِّ اللِّسان ..

كُلُّ مصابيحِ الغناءِ مُطفأة
كلُّ الحروفِ مثلُ هلالٍ غارقٍ في الغَيم
تبحثُ عن طوقِ نجاةٍ
بينَ الوترِ والوتر
كلَّما صرختُ انقطعَ وتر
كلَّما بكيتُ حنَّ وتر ..

لا أستطيعُ اللَّيلةَ أن أكونَ عاشقاً
كشاعرٍ عُذريٍّ من الزَّمنِ المقموع
أو كفارسٍ من عصورِ الوهمِ والأساطير
فحصاني بلا لونٍ
بلا سرجٍ
بلا لجام
أبعدي عنِّي النَّاي
والعودَ
والكمان
فقد ماتَ في روحي النَّغم
واستعبدتني أنيابُ الغضب
لا أستطيعُ أن أكونَ اللَّيلةَ حاضراً معكِ
أخافُ أن أقتلَ الأشياءَ التي أُحبُّها فيكِ
وأن أُدمِّرَ سحرَ اللَّحظةِ على غفلةٍ من غضب ..

هامش: أحياناً نُدمِّرُ الأشياء التي نُحبُّها بأيدينا ..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى